اراك بأعمق نقطة في جنوني

[الإكليل*]

ارني اعمق نقطة في خديك
لأريك اعمق حضن في جنوني
حيث تلوذ الاسرار بصمت دامس
حيث تختبئ الكلمات
التي لم تجرؤ على الظهور
وحيث تهرب الذكريات
من فوهة الذاكرة
كأنها ظلال بلا عنوان
اغرزي في وجنتيك وطنا من العزلة
يرتدي رداء الليل الثقيل
ويغني لحن الغياب
بصوت لا يسمعه
الا من عشق الجراح
دعيني اتيه في تلك الضبابية
كما يضيع الغريب في متاهة
لا نهاية لها
ارمقي جنوني بلا وجل
ولا توقعي على اتفاق مع العقل
فانا لا اريد خلاصا
ولا هدنة مع الصمت
انا اريد الغرق في صرختك
التي لا تصدر
والهمس الذي يقتل بصمت
دعيني امارسك
كما يمارس البحر الهائج
فوضى الرياح
بلا قيود ولا حدود
بلا علامات ولا علامات توقف
دعيني ارسم على جدرانك قبلة الألم
وأخط بأصابعي حكاياك السرمدية
دعيني ارتب كبريائك
كأنها كتب قديمة
وازرع اسمي بين صفحاتها المزركشة
اريد ان اكون الدفئ
الذي يعود اليه قلبك
حين تهتز الملامح
ان اكون الظل الذي لا يفارق ضوءك
والحنين الذي يلازمك حتى النهاية
اغرزي وجعك في خدي
ودعيني انزف كما تنزفين
دعيني اكون صدى روحك حين تغيبين
دعيني اكونك حين لا تكونين
دعيني اكتبك
ثم أمزق الورقة
واعيدك اليك
نقطة
بعد نقطة
جنونا
بعد جنون
هكذا يكون الحب الحقيقي
حين يصبح شغفنا هو الوجع
وابتسامتنا ترتعش بين دمعة وصمت
ارني اعمق نقطة في شفتيك
حيث لا يصل الضوء
حيث تنام النظرات التي لم تقال
والقبل التي تاهت على حافة التردد
اغرزي في عيناي وطنا من العزلة
ودعيني اتيه فيك
كما يضيع الليل حين يشهق القمر فجأة
ارمقي جنوني ولا ترفعي الحواجب
فانا لا اطلب الخلاص
بل الاندثار في صرختك الصامتة
دعيني اسايرك
كما يساير الحرف الحريق
بلا قيد
بلا ترقيم
بلا باب يغلق
ولا نافذة تحكم
دعيني ارتب اشجانك كأنها مكتبة
واضع اسمي بين القصص الملتهبة
اريد ان اكون الصفحة
التي تعودين اليها حين ينهار اتزانك
ان اكون المجاز الذي لا يفكك
والحنين الذي لا يشفى
اغرزي وجعك في خدي

 

[روح]

وهل يكفي أن أريك أعماقي؟
أم تُراك تطلب أن أنزفها لك نقطةً نقطة،
كأنك ترتشفها لا بلسانك… بل بروحك؟

أما زلت تصرّ على الغرق في صرختي؟
في ظلي حين أطفئ نوري؟
في حروفي حين تختبئ خلفها آلاف الحكايا؟


سيد الحرف @الإكليل*

يا لهذا الترف الشعري..
كأننا نتجوّل داخل قلبٍ كتب ذاته بشهقة حبر

حروفك لم تطرق الباب، بل اقتحمته
وأعلنت سُكناها في دهشة القارئ

هذا النص كمثال حنين نُحت من لحم الذاكرة،
وفوضى وجعٍ أنيق
كيف استطاعت الحروف أن تُداعب الصمت هكذا؟
وكيف جعلتِ من الألم موطناً دافئاً للعشاق الضائعين؟

هنيئاً لجنونك هذا الحبر،
وهنيئاً لنا بوجعٍ... ك هذا لا ننساه