-
- إنضم
- 7 يوليو 2025
-
- المشاركات
- 1,665
-
- مستوى التفاعل
- 462
- مجموع اﻻوسمة
- 5
صباحات كُتبت في أجندة : بأن الحزن مهمة يومية !..
توطئة :
مجاراة مقال ( صباحات ) للأديب الرائع / د. أدهم الشرقاوي :
صباحُ الخيرِ هنا غزّة
صباحُ الجرحِ الذي ما زال مفتوحاً ينزف،
صباحُ الشُّهداء الذي لهم في الجنَّةِ عِوضاً
صباحُ الفاقدين الذين ما رقَّ دمعهم
صباح البيوت المهدمة وما عند الله خير وأبقى
صباحُ الكتائب تُصبِّحُ على تلّ أبيب برشقة
صباحُ البنادق التي لن تسقط
صباحُ غزَّة التي لن تركع !
.
.
صباحنا يا أدهم حين نبحث عن الملح نعاتب أقدامنا ، وحين نلعن التراب ننتعل أيامنا !..
صباحانا ونحن لا نملك إلا أن ندفع بالتي هي أحزن ..
إنها غبار صباحات تحجب الرؤية عبثا ، تحاولا الحروف أن تركب صهوة
وهم فراغ إنسانيتنا المتعبة .
.
.
صباح الفقر والمعاناة والمأساة والشقاء الزهيد ..
صباح الجوع الذي لم يفهمه أحد ..
صباح الموائد التي تتدلى منها فوائض الخبز ..
صباح الإبتسامة ، كيف نبتسم والجفاف هو الجفاف ذاته لا يلين ..
صباح الأرصفة الجائعة والمرصفة /المبلطة خُلقت للأقدام الناعمة ..
صباحهم جالسين وأردافهم على حافة الإلتصاق ..
صباح الطرقات المفروشة بنبضات قلوبهم ..
صباحكِ يا امرأة تصدقت عليها عبوساً وابتسمت في وجه صغيرها ..
صباحكِ صاحبة اليد السمراء /الشهباء الساخنة من الذلة ..
صباح أقدامكِ المتشققة تحكي للمسافات الموحلة والمتعرجة ..
صباحكِ وأنت تمشين كعرجون ليل ثخين ..
صباح العابرون لايرون حضوركِ المنزوي في آخر ذاك الرصيف النتن ..
صباحكِ وأنتِ تعتذرين نتيجة وجودكِ الخاطئِ بيننا ..
صباح الشتاء يمدكِ بمعطف جليد كافر الوعيد ..
صباح الـ " Body Shop " والتدليك ومراهم الوقاية ..
صباحهم عرضوا للرياح وجوههم لـ " تنحتها بعناية " !..
صباح الانكسارات حين تأتي فاخرة ..
صباح الخطيئة وما يتبعها /الدمعة التي لا تسقط ..
صباح القبور و شواهد الغائبين وطفل يتيم ..
صباح الطفولة ومساء انتهت معه تلك الطفولة ..
صباحي اذ أصرخ لا يمكنني أن أصمد ..
صباحي وأنا أريد أن أحتفظ بحقي في العودة للغوص في أعماقي أكثر ..
صباح الضمير الغائب والمستتر خلف الآف الوجوه ..
صباح الوجوه المستعارة أريد أن أعود لنسختي " الأصلية " ..
صباح الإنس والشياطين والمردة الفاسقين ..
صباح اليخووت و" البشوت " والرأس مالية ..
صباحهم إذ أحدثتهم أين قضيتِ الـ " week end " ..
صباح البلادة والدهشة والعربدة ..
صباحهم إذ يحتاروا أن يقضوا الصيف في الشام أم بيروت !..
صباح المطر إذا إختلف لا يلزمه مظلة ..
صباحك " بيكاسو " وأنتَ تغطي حائطي الفقير ..
صباح سيارتي " الكوبيه " أطهر بها مؤخرتي من أثر الحمير ..
صباحكِ " أمي " لم أعرف البياض إلا في كفيكِ ..
صباحكِ وأنتِ تمسحي روحي المنسكبة على وجنتي ..
صباحكِ لأضمكِ بيدين مبتورتين ..
صباحي كتلويحة مسافر أرسله إليكِ ..
صباح التّعب والراحة والأشياء المُمغِصة ..
صباحي إذ أبحث عن شيء يُدعى الرضّا ..
صباح الأشياء النبيلة " الستر والأخلاق " وأشياء أخرى لم نعد نذكرها ..
صباح أوجاعي تفرعت لجهات أربع شتت إتجاهاتي ..
صباحك " شوبنهاور " إن الأماني بضاعة الحمقى ..
صباح حياتنا تبدأ بشمس ثم تموت بإحتضارها ..
صباح النوم لا أطيقه خشية أن أحيا مِن جديد ..
صباح الاقتصاد والنهميّن والإقطاعيّون ..
صباحهم إذ يبيعون ولا نريد أن نشتري ..
صباحهم على الرغم من أنوفنا يبيعون ..
صباح " الآي فون " و " الآي باد " و إرتفاع الأسعار والفتيات وتسول " الرّصيد "..
صباح " سنوات الضياع " وألف ليلة وليلة ..
صباح الحب و الرومانسية والرومانتيكية ..
صباح الحُبّ فيّ الأزمنة المُعاكسة حين تفرّد لـ مهند ولميس ..
صباح الثورة والانتفاضة والانتكاسة والشعوب الغلبانة ..
صباح المنازل التي تلد الخونة ..
صباح الأوطان التي بات يملكونها بعض تُجّار الخُردة ..
صباحكم يارؤساء جمعتكم مباركة ..
صباحهم نهميين وإقطاعيون
صباحهم " نسوا الله فأنساهم أنفسهم" ..
صباحهم متوجون بالفخامة والتحايا ..
صباح موكبهم اذ يمرون مجيئاً وذهابا ..
صباح إشارات المرور وهذه الإبل تحتل الطريق ..
صباح الشهداء يسقطون في بالوعات الوطن المفتوحة ..
صباح المدينة الملعونة الموغلةٌ في القذارةِ " تل أبيب " ..
صباح (عصّومي و وليد ) والطفولة التي لم نعد قادرين على مُمارستها ..
صباحكِ فيروز و ميادة و ماجدة والأغاني القديمة ..
صباحهم يوشوشو على صوت الجماهير " يامال الشام " وأسوار حاراتها التي بالغت في الانحناء !..
صباح شمس تموز بشعاعها الكئيب وغيمة لئيمة أحرقت ملامِح ذاك الشّروق ..
صباح التين والعنب والحقول التي لا تجدب ..
صباح الأرواح التائهة والطرقات المختنقة بـ أشلاءَ أمنياتهم المقتولة ..
صباح النجوم المطموسة تبيض في أعين المحرومين ، والصرخة في نظرتهم دمعة ..
صباح المنافي وسكان تلك الخيام ، يرمون أنفسهم كالخردة وينامون بلا أحلام ..
صباحهم استبدلوا الياسمين بـ الليلك الحزين ..
صباح قلوبهم المعطوبة حين أخذوها ودفنوها في قبو أرواحهم وأخفوها ..
صباحهم ولاة الشعب حين هتفوا لهم : لا تصرخوا كيّ لا تؤذوا الصمت !..
صباحهم يقولون كلامٍ عابرٍ حقير" لا بارد ولا كريم " ..
صباح الكلام يخبو وينهض ولكنه لا يموت ..
صباحك بيرلو : " الكلام لا يعني الحضور والصمت ليس من نسل الغياب " ..
صباحك نزار والكلام الذي لا يقال ، فـ الصمت في حرم الآثام محال ..
صباح الورود التي جفّت ..
صباحك " جويدة " فزهرك صار أعشابا ..
صباح الرجال الذين رحلوا ولن يأتوا ..
صباحهم " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " ..
صباحك " ياسين " الأرض لا تحتمل قدسين ..
صباحك " أسامة " رحلت وتركت قصرين وتركة بـ مائتي مليون ..
صباح السياسيون الذين يكذبون أكثر مما يتنفسون ..
صباح جرائدهم أصبحت " سُفر طعام " بحق " ن والقلم وما يسطرون " ما دونو فيها حرفاً لو يعلمون ..
صباح الزحام و تداخل الأشياء بكل الأشياء والإعجاز في منتصف جناح با عوضه ..
صباح الجهل يكسو رؤوسهم رغم كل ما يدعونه من علم " وما أوتوا من العلم إلا قليلا " ..
صباح الحدود والأنظمة ..
صباح " البدون " لا يملكون صكاً يثبتون به إنسانيتهم ..
صباح الجهات لم يسجلوهم في دفاترهم ككائنات حية ترزق ، وأصبحوا كائنات معطلة ..
صباح التاريخ يهذي بمعارك عقوق الإنسان ..
صباح الوفاء المُحنّط على أقبية الصدور وهم ينفثونه غدراً ، مُتألمون ..
صباحك " طاغور " صباحك " درويش " تأبى الخرائط أن تُلملمنا ..
صباح الهم والغم والبؤس والمآسي والمآقي والكدر ..
صباح أحلام سرّحتُها على ضفاف مدينة أحزان مُعتّقة فاضت بالعشب ..
صباح زمهرير الذكريات والقوارب التي جفّت من تحتها الأمواج ..
صباح قوت المسافرين منهوب في جيوب المسافات ..
صباحهم خطوة يأس معقودة بأمل الوصول ..
صباح المنُنتظرون يطرقون أبوابا لا تُفتَح وبرفقتهم حقائب النسيان ..
صباح الحُبّ في حروف مُحطّمة ، ذرته أنثى مُتيّمة ، تُحاول النبش عن بقيته ولم تجده ..
صباح " رب أرحمهما كما ربياني صغيرا " ..
صباح دور المسنين وضرير مُبتسم في وجه الأقدار ..
صباح الفقد مرتسم على الأحداق فيها حرمان الاستغناء ..
صباح الترنح المُستطاب والأمل الآيل للسقوط ..
صباحها طاعنة خانها عكازها ..
صباح أحفادها وهي تًخيط حُزناً تلبسه رداء يقيها من برد وحشتهم ..
صباحه عجوز يتصفح ألبومه ويبتسم هؤلاء هم جيراني ابتلعتهم الأيام ..
صباح " الجائعون " وهم يتناولون كلمات مواساتنا ..
صباحهم وهم يمارسون الشبع حرفاً ..
صباح العتمة خالفت طبعها وهي تُضيء ما يتوهمون ..
وتباً للصبح حين يتأخر !..
حين يتّأخر !..
ويتّأخر !..
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : صباحات كُتبت في أجندة : بأن الحزن مهمة يومية !..
|
المصدر : روايات بريشة الاعضاء

