-
- إنضم
- 10 أغسطس 2021
-
- المشاركات
- 2,155
-
- مستوى التفاعل
- 785
- مجموع اﻻوسمة
- 2
هل الحرية مجرد وهم رحلة ايرين ييغر بين الفلسفة والقدر
هل الحرية مجرد وهم؟ — رحلة إيرين ييغر بين الفلسفة والقدر
مقدمة
هل نحن أحرار حقًا؟ أم أن كل ما نفعله، نشعر به، ونعتقد أننا نختاره بحرية، ما هو إلا نتيجة حتمية لسلسلة من الأسباب؟ في عالم أنمي "Attack on Titan"، يبرز إيرين ييغر كشخصية تتصارع مع هذا السؤال بشراسة — ليس فقط كفكرة مجردة، بل كواقع حي يُمزق كيانه.
المشهد الفلسفي الذي يدور حول شخصية إيرين، خاصة في أجزائه الأخيرة، يستحضر تساؤلات فلاسفة كبار مثل جان بول سارتر، فريدريش نيتشه، وأفلاطون، ويضعها في قالب درامي يمزج بين الألم، الحرية، والدمار.
---
1. هل الحرية اختيار أم حتمية؟
في بداية السلسلة، كان إيرين يتحدث دومًا عن "الحرية". كان يرى الجدران قيدًا، ويرى القضاء على العمالقة هو الطريق للخلاص. لكن مع انكشاف الأسرار، وتورطه في خيوط التاريخ، يصبح السؤال أكبر:
"هل اخترت هذا الطريق؟ أم أنني كنت دائمًا مقيّدًا به؟"
يشبه هذا السؤال مقولة الفيلسوف الألماني نيتشه:
"كل ما نفعله، نعيد فعله إلى الأبد… هل تقبله؟"
إيرين، الذي رأى المستقبل كما رآه عبر قوى العملاق المؤسس، وجد نفسه في مأزق: إذا كان يعرف ما سيحدث، فهل يستطيع تغييره؟ وإذا لم يكن يستطيع، فهل هو حقًا حر؟
---
2. إيرين وهاجس "الحرية" النيتشوي
إيرين لا يسعى فقط للنجاة، بل للحرية المطلقة — حرية من الجدران، من الأعداء، من "اللعنة"، بل ومن الأخلاق ذاتها.
يشبه هذا السعي قول نيتشه عن "إرادة القوة" و"الإنسان الأعلى" الذي لا يخضع لقوانين المجتمع، بل يخلق قيمه الخاصة.
لكن المأساة هنا أن إيرين، في سعيه للحرية، يسلب الآخرين حريتهم. يقرر مصير ملايين البشر، يرتكب مجازر جماعية، ويدفع أصدقاءه إلى خيار مستحيل:
إما أن يتبعوه في طريق الدمار،
أو أن يقتلوه باسم ما تبقى من "الخير".
وهنا نسأل:
"هل يمكنك أن تكون حرًا إذا سلبت حرية الآخرين؟"
---
3. هل كان يمكن أن يختار غير ذلك؟ – منظور سارتر
سارتر، في فلسفته الوجودية، يقول:
"الإنسان محكوم عليه بالحرية."
بمعنى: نحن دائمًا نختار، حتى حين نرفض الاختيار، نحن نختار ألا نختار.
من هذا المنظور، يبدو إيرين ليس مجرد ضحية للقدر، بل مشارك فاعل فيه. نعم، رأى المستقبل، لكن قراره بالسير فيه كان اختيارًا واعيًا — منسجمًا مع رؤيته للحرية، حتى لو كانت نتيجته الخراب.
---
4. إيرين وسؤال العدالة – العدالة أم الانتقام؟
قال أفلاطون إن العدالة هي "أن يفعل كل إنسان ما هو مناسب لطبيعته"، لكن هل طبيعته تبرر أفعاله؟
إيرين برر كل خطوة بأنها "لتحقيق الحرية" لشعبه. لكن هل الحرية التي تُبنى على دماء الأبرياء ما زالت "حرية"؟ وهنا يظهر التناقض: الغاية النبيلة لا تبرر الوسيلة الوحشية.
قد يرى البعض أن ما فعله كان ضرورة وجودية، خاصة بعد عقود من الظلم الذي تعرض له شعبه، لكن السؤال يبقى:
هل طريق الحرية دائمًا معبّد بالدماء؟
---
5. هل الحرية وهم؟
في نهاية القصة، وبينما يسير إيرين نحو نهايته، يبدو وكأنه أدرك شيئًا مريرًا:
"كنتُ دائمًا في قفص... حتى وأنا أزعم أنني أبحث عن الحرية."
هنا يمكن أن نستدعي كلمات الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، الذي رأى أن:
"الحرية هي بنية اجتماعية، لا وجود لها خارج حدود السلطة."
إيرين كان مقيّدًا بالتاريخ، بالدم، بالذاكرة، وبالسلطة التي منحتها له القوى الخارقة. وربما، كل من ظنوا أنهم "أحرار" في هذا العالم، لم يكونوا سوى أدوات في يد "سردية" أوسع منهم.
---
خاتمة:
الحرية، كما يجسّدها إيرين ييغر، ليست حالة من الانطلاق، بل معركة داخلية دائمة بين ما تريده وما هو ممكن.
هل كان بطلًا حرًا يقاوم الظلم؟
أم آلة مأساوية تسير في طريق محتوم؟
هل نحن أحرار في خياراتنا؟
أم أن كل لحظة من حياتنا مكتوبة مسبقًا في دفتر لا نملك حق مزقه؟
ربما كان الجواب، كما قال إيرين نفسه:
"لا أعرف لماذا، لكني كنت دائمًا هكذا... لا أستطيع التوقف."
وهذا هو قلب التراجيديا: أن تدرك أنك لا تستطيع إلا أن تسير نحو ما تحاربه.
A.M.A.H
قناة NB YEAGER
مقدمة
هل نحن أحرار حقًا؟ أم أن كل ما نفعله، نشعر به، ونعتقد أننا نختاره بحرية، ما هو إلا نتيجة حتمية لسلسلة من الأسباب؟ في عالم أنمي "Attack on Titan"، يبرز إيرين ييغر كشخصية تتصارع مع هذا السؤال بشراسة — ليس فقط كفكرة مجردة، بل كواقع حي يُمزق كيانه.
المشهد الفلسفي الذي يدور حول شخصية إيرين، خاصة في أجزائه الأخيرة، يستحضر تساؤلات فلاسفة كبار مثل جان بول سارتر، فريدريش نيتشه، وأفلاطون، ويضعها في قالب درامي يمزج بين الألم، الحرية، والدمار.
---
1. هل الحرية اختيار أم حتمية؟
في بداية السلسلة، كان إيرين يتحدث دومًا عن "الحرية". كان يرى الجدران قيدًا، ويرى القضاء على العمالقة هو الطريق للخلاص. لكن مع انكشاف الأسرار، وتورطه في خيوط التاريخ، يصبح السؤال أكبر:
"هل اخترت هذا الطريق؟ أم أنني كنت دائمًا مقيّدًا به؟"
يشبه هذا السؤال مقولة الفيلسوف الألماني نيتشه:
"كل ما نفعله، نعيد فعله إلى الأبد… هل تقبله؟"
إيرين، الذي رأى المستقبل كما رآه عبر قوى العملاق المؤسس، وجد نفسه في مأزق: إذا كان يعرف ما سيحدث، فهل يستطيع تغييره؟ وإذا لم يكن يستطيع، فهل هو حقًا حر؟
---
2. إيرين وهاجس "الحرية" النيتشوي
إيرين لا يسعى فقط للنجاة، بل للحرية المطلقة — حرية من الجدران، من الأعداء، من "اللعنة"، بل ومن الأخلاق ذاتها.
يشبه هذا السعي قول نيتشه عن "إرادة القوة" و"الإنسان الأعلى" الذي لا يخضع لقوانين المجتمع، بل يخلق قيمه الخاصة.
لكن المأساة هنا أن إيرين، في سعيه للحرية، يسلب الآخرين حريتهم. يقرر مصير ملايين البشر، يرتكب مجازر جماعية، ويدفع أصدقاءه إلى خيار مستحيل:
إما أن يتبعوه في طريق الدمار،
أو أن يقتلوه باسم ما تبقى من "الخير".
وهنا نسأل:
"هل يمكنك أن تكون حرًا إذا سلبت حرية الآخرين؟"
---
3. هل كان يمكن أن يختار غير ذلك؟ – منظور سارتر
سارتر، في فلسفته الوجودية، يقول:
"الإنسان محكوم عليه بالحرية."
بمعنى: نحن دائمًا نختار، حتى حين نرفض الاختيار، نحن نختار ألا نختار.
من هذا المنظور، يبدو إيرين ليس مجرد ضحية للقدر، بل مشارك فاعل فيه. نعم، رأى المستقبل، لكن قراره بالسير فيه كان اختيارًا واعيًا — منسجمًا مع رؤيته للحرية، حتى لو كانت نتيجته الخراب.
---
4. إيرين وسؤال العدالة – العدالة أم الانتقام؟
قال أفلاطون إن العدالة هي "أن يفعل كل إنسان ما هو مناسب لطبيعته"، لكن هل طبيعته تبرر أفعاله؟
إيرين برر كل خطوة بأنها "لتحقيق الحرية" لشعبه. لكن هل الحرية التي تُبنى على دماء الأبرياء ما زالت "حرية"؟ وهنا يظهر التناقض: الغاية النبيلة لا تبرر الوسيلة الوحشية.
قد يرى البعض أن ما فعله كان ضرورة وجودية، خاصة بعد عقود من الظلم الذي تعرض له شعبه، لكن السؤال يبقى:
هل طريق الحرية دائمًا معبّد بالدماء؟
---
5. هل الحرية وهم؟
في نهاية القصة، وبينما يسير إيرين نحو نهايته، يبدو وكأنه أدرك شيئًا مريرًا:
"كنتُ دائمًا في قفص... حتى وأنا أزعم أنني أبحث عن الحرية."
هنا يمكن أن نستدعي كلمات الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، الذي رأى أن:
"الحرية هي بنية اجتماعية، لا وجود لها خارج حدود السلطة."
إيرين كان مقيّدًا بالتاريخ، بالدم، بالذاكرة، وبالسلطة التي منحتها له القوى الخارقة. وربما، كل من ظنوا أنهم "أحرار" في هذا العالم، لم يكونوا سوى أدوات في يد "سردية" أوسع منهم.
---
خاتمة:
الحرية، كما يجسّدها إيرين ييغر، ليست حالة من الانطلاق، بل معركة داخلية دائمة بين ما تريده وما هو ممكن.
هل كان بطلًا حرًا يقاوم الظلم؟
أم آلة مأساوية تسير في طريق محتوم؟
هل نحن أحرار في خياراتنا؟
أم أن كل لحظة من حياتنا مكتوبة مسبقًا في دفتر لا نملك حق مزقه؟
ربما كان الجواب، كما قال إيرين نفسه:
"لا أعرف لماذا، لكني كنت دائمًا هكذا... لا أستطيع التوقف."
وهذا هو قلب التراجيديا: أن تدرك أنك لا تستطيع إلا أن تسير نحو ما تحاربه.
A.M.A.H
قناة NB YEAGER
اسم الموضوع : هل الحرية مجرد وهم رحلة ايرين ييغر بين الفلسفة والقدر
|
المصدر : قسم الانمي والكارتون