قلب ٠٠بلا حنان

[جنة المنتدى]

السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
٠٠





قلب بلا حنان
مابين الواقع والخيال
---


الأحبه الكرام
أسرة منتدانا الجميل

٠٠

برغم أنّي أمَلّ جدآ
من قراءة القصص،
لا أعرف ما الذي
دفعني لكتابة
هذه القصة…
قصة لا أعلم متى تنتهي،
ولا كيف تُغلق أبوابها،
لكن هناك رغبة شديده
تدفعني لخطّ سطورها،
كأنها قدرٌ يجب أن يُكتب
٠٠
ربما لأن الكلمات أحيانًا
هي المرآة الوحيدة
التي تفضح ما يخبّئه القلب،
وربما لأن الحكايات
ليست إلا وجوهًا
أخرى لحياتنا،
نكتبها ونحن نرتجف…
وننتهي منها وقد صرنا أقوى.
٠٠
وهذه الحكاية
لم تولد من خيالٍ صرف،
بل من وجعٍ يعرفه كل قلب افتقد الدفء، والحنان
ومن صمتٍ ثقيل
عاشه كل من تظاهر بالقوة وهو يتشقق من الداخل.
٠٠
إنها حكاية قلب بلا حنان،
قلب ظلّ يتساءل؟!
هل يولد الحب
في الصحارى الجافة؟
وهل يستطيع الحزن
أن يصنع إنسانًا لا ينكسر؟
٠٠
ربما تجدون الجواب
بين السطور…
أو ربما تبقى النهاية مفتوحة
كالحياة نفسها.
او ربما الأجابه عند القارئ
لنرى ماسيكون ٠٠
كلنا نشتاق للمجهول
وليكن مايكون ✨️

٠٠
المقدمة
٠٠
رغم قسوة الأيام،
سيكتب القلم
ويتحدى الأحزان.
فهناك قلوب
وُلدت في بيوتٍ بلا دفء،
وأرواحٌ كبرت
بلا حضنٍ يواسيها،
لكنها لم تستسلم للجفاف،
بل علّمت نفسها
أن تُزهر وسط الصخر،
وأن تُشعل النور
ولو في عتمةٍ موحشة.
٠٠
هذه الحكاية ليست
عن الهزيمة،
بل عن قلبٍ بلا حنان…
اختار أن يواجه الدنيا وحده،
ويحوّل وجعه إلى قوة،
وخيباته إلى أنتصار
فلنرى ماتفعل به الأيام
٠٠
قلب بلا حنان
٠٠
وأتمنى ان لايمل القارئ مثلي
فهي قصه تجمع
بين الواقع والخيال
ومن اراد أن يضيف شئ
يمنح الكاتب تشجيع
بالأستمرار٠٠فلا بأس
نحن أسره في بعضينا

٠٠
الفصل الأول
٠٠
في بيتٍ كبير
تملؤه الجدران العالية،
وتخلو زواياه من الدفء،
كانت طفله اسمها أحلام
تسير كغريبة عن الزمان
كل شيء في البيت الكبير
متوفر. الأثاث الفاخر، الهدايا،
الألعاب القديمة المكدسة…
لكن شيئًا واحدًا تبحث عنه
في كل الأركان
تبحث عن الحنان.
٠٠
لم تكن تبكي بصوت،
بل بعينين صامتتين
لا يلحظهما أحد.
تجلس أحيانًا قرب النافذة،
تحدّق في القمر،
وتسأل نفسها: لماذا أشعر أنني وحدي، رغم أن حولي كثيرون؟
كانت تعلم أن الوحدة ليست
أن تعيش بلا بشر…
بل أن تعيش بلا قلبٍ
كانت فقدت والديها
وكانوا هما دفئ الجدران
وكانت الونس الأخير لها
لها في الحياه خالتها
ولكن كان ينقصها الكثير
حتى في وجودها
٠٠
وفي ليلةٍ باردة،
وضعت أحلام رأسها الصغير
على الوسادة وقالت لنفسها:
"إن لم أجد الحنان
سأصنعه بنفسي…
وإن تركني الجميع،
فسأقف وحدي
في مواجهة الدنيا القاسيه
٠٠
ومن هنا… بدأت الحكاية.
والبقيه تأتي لنرى التحدي


---

 

[ندى الورد]

جنة دوما مبددعة
لي عوودة وتثبت

 

[جنة المنتدى]

الفصل الثاني: التحدي
٠٠




٠٠

أستيقظت أحلام
في صباحٍ رماديّ،
لكن قلبها كان مختلفًا
عن كل صباح مضى.
لم تعد تلك الفتاة
التي تنتظر حضنًا لايأتي
ولا كلمة دفء تضيع
في صمت الجدران.
وقفت أمام المرآة
، نظرت إلى عينيها طويلًا،
ورأت فيهما حزنًا قديمًا…
لكن تحته بريقًا صغيرًا،
بريقًا يشبه النار
حين تبدأ بجمرة.
قالت بصوتٍ واثق،
كأنها تعاهد نفسها:
"لن أسمح لقلبي أن يموت
سأطعمه القوة،
وأجعله يعرف طعم الصمود."
بدأت تخرج وحدها
إلى الشارع،
تتعلم كيف تمشي بثقة
وسط الزحام،
وكيف تقف في الطوابير
دون أن تشعر بأنها وحيده
صارت تقرأ كتبًا عن النجاح،
وتكتب في دفاترها
أسرارها الصغيرة.
٠٠
لكن الحياة لم ترحمها…
سقطت مرارًا، وخسرت
أصدقاء ظنتهم عونًا،.
وأحباب أعتقدت
أنهم وطنآ ونسيت
ان الأوطان تُسلب
وتذوقت مرارة الخذلان
من الكثير
ومع كل سقطة، كانت تسمع في داخلها ذلك الصوت القديم يهمس:
أنهضي… لا تنكسري.
حتى صارت أحلام
تعرف أن قوتها الحقيقية ليست في وجود الآخرين،
بل في قدرتها
على مواجهة العالم وحدها،
بقلبٍ بلا حنان…
لكنه أقوى من الأيام
٠٠
والبقيه تأتي
٠٠

 

[ندى الورد]

@الجوري
@فتنة العصر
@جلينار
@كاسيوبيا
@جنون عآبثهة
@رااشد
@عاشقة الكتابة
هنا الجمال

 

[جلينار]

في عالم لانجد فيه حنان رغم كل المحيطين بنا ألا اننا نشعر بالوحدة
شعور قاسي جداً ألا يشعرك احدهم بالحنان
يشعرك بانك حي وتتنفس مع الجميع
أحلام البريئة أختارت طريق صالح
لاجل نفسها ستحارب لتجعل قلبها يخفق دائماً

.
رائعة... جناتي الحبيبة نص مشرق
تغلفه قوة الارادة والاستمرارية
بداية موفقة
متابعتك بشووووق لا تتاخري على قلبي

 

[جنون عآبثهة]

-





@جنة المنتدى
سردك رائع جدًا
أحلام حقيقيه في شعورها بالوحدة،
وطريقة تحويل الألم لقوة ملهمة.
أتشوق لمعرفة بقية القصة، استمري

 

[فتنة العصر]

كم تهنا عندما لم نجد الحنان في قلب الأسرة
فرحنا نبحث عنه خارج الأسرة تشبثنا باسم
الحب لقينا عنده ماحرمنا منه لكن سرعان
مانجد الخذلان الحصري لديهم متناسين
بأنهم غرباء ونبقى نبحث عن الحنان والحب
معا ولو كلفنا الأمر
حبيبتي جنة المنتدى لقد ألمهمتني هذه
القصة الكثير
حبيبتي استمري من أجلي فلقد شغفت
بقلمك

 

[جنة المنتدى]

الفصل الثالث
٠٠
أحلام جديده
٠٠





٠٠
مرت أيام وشهور وسنين
ولم تعد أحلام
تلك الطفله الصغير
التي تجلس قرب النافذة
تنتظر حنانًا مفقودًا.
لقد صارت فتاه ناضجه
تعرف كيف تحضن
نفسها بالكلمات
وكيف تحوّل وجعها
إلى طاقة تدفعها للأمام
٠٠
في الجامعة،
كانت أول من يدخل القاعة
وآخر من يغادرها.
لم تعد تخجل من صمتها،
بل جعلته لغتها الخاصة.
وعندما تحدثت لأول مرة
أمام زملائها
في عرضٍ مهم،
ارتجّت القاعة بالتصفيق…
تصفيق لم يكن لأحلام فقط
بل كان للطفلة الضائعة،
لأحلام جديدة
التي وُلدت من رمادها.
وفي مساء هادئ،
جلست وحدها كعادتها
على مقعد خشبي في الحديقة.
لم يكن في يدها وردة
ك الجميلات
بل كان كتابها الذي
فاز بجائزة صغيرة
في مسابقة أدبية.
أبتسمت، وهي تهمس للقمر:
"انتصرت… ليس على الدنيا،
بل على قلبي الذي كاد
أن يستسلم. للاحزان
٠٠
لم تعد تنتظر أحلام
أبواب الآخرين لتُفتح لها
فقد تعلمت أن تصنع
أبوابها الخاصة
وتفتحها وحدها… بثقة وإعتزاز
وكانت تمنح لقلبها كل الحنان
٠٠
البقيه تأتي


---

 

[جنة المنتدى]

الفصل الرابع:
٠٠
وجع الرحيل من جديد
٠٠




٠٠
الحياة دومآ لا تُمهل
من يتحدى قسوتها طويلًا…
فكما أعطت أحلام
بريق الأنتصار،
أختبرت صلابتها بجرحٍ جديد.
٠٠
في صباحٍ مفاجئ
تلقت أحلام خبر وفاة خالتها
الوحيدة التي كانت
تلمس قلبها بحنان،
وتترك في حياتها
أثرًا يشبه الدفء
وسط صقيع الأيام.
أرتجف قلب أحلام
لحظة سماع الخبر،
كأن الأرض سُحبت
من تحت قدميها.
وكأن حدث زلزال
في كل كيانها
كانت خالتها
هي الملاذ الأمن الأخير
الصوت الوحيد الذي يقول لها:
"أنتِ قوية، لكنكِ
ما زلتِ طفلتي.
جلست أحلام تلك الليلة
أمام سريرٍ فارغ،
وسماء بلاقمر
وهدوء قاتل
تنفس بصعوبة،
وتحدّق في جدارٍ صامت،
بينما دموعها تنهمر بلا توقف.
سألت نفسها:
كيف يواجه القلب الفقد
من جديد ؟!
إذا كان من البدايه عايش
بلا حنان ؟!
لكن في أعماقها،
تذكرت كلمات خالتها
المعتاده لها
ياطفلتي الجميله
"لا تبكي كثيرآ
فالقوة ليست أن تخفي دموعك،
القوة أن تنهضي من جديد برغم كل شئ
مسحت أحلام دموعها،
وضمّت صورة خالتها
إلى صدرها
كأنها تحتضنها للمرة الأخيرة.
ثم همست:
"رحلتِ… لكنكِ تركتِ
في قلبي
ما يكفيني لأكمل الطريق.
ستظل كلماتك ترافقني
حتي نهاية عمري
ومن تلك الليلة،
لم يعد الفقد انكسارًا
في حياتها،
بل صار نارًا تصهرها…
لتخرج منها في كل خذلان
قلب أصلب وأقوى من الأيام
٠٠
والبقية تأتي


٠٠

 

[جنة المنتدى]

الفصل الخامس
:
نافذة ضوء

٠٠




٠٠


بينما كانت أحلام حزينه بسبب وفاة خالتها
وغارقة في وحدتها المعتادة،
جاءتها دعوة غير متوقعة
من صديقة قديمة لحضور معرض فن صغير.
ترددت كثيرآ
لكنها قررت في النهايه
أن تذهب.
وتتغلب على مشاعر الحزن
التي تكاد تدمرها
٠٠
في القاعة،
وجدت الألوان تتراقص
على الجدران،
والوجوه تبتسم بلا سبب.
هناك، التقت بطفلة
كانت ترسم قوس قزح،
وحين رأت الطفله الجميله أحلام تقف بمفردها
مدت لها ورقة وقالت لها
"هذه. لكِ… أنتِ
لأنكِ تشبهين الغيمة
الجميله التى تسبق الأمطار
أبتسمت لها أحلام بكل حنان
وكانت لأول مرة منذ شهور
تبتسم أبتسامة تخرج
من قلبها الحزين
وهي تفكر بصمت وتقول
حتى القلوب البائسة
يمكن أن تلمح
قوس قزحها الخاص
الذي يجعلها تبتسم رغم الأنين



٠٠



وللحديث بقيه



---

 

[جلينار]

.

يال قوة الارادة يال ثبات القلب
في مرحلة نضال اعيشها احتاج لارادة كبيرة
وجدتها في قصتك العميقة
جناتي صباحاتك سعيدة

 

[خـلود 🌱]

الروعة تحكى هنا
والابداع ينطق
بسلاسة
وأناقة بوح
راقني
في كل تفاصيله

ننتظر البقية

 

[جنة المنتدى]

٠٠
الفصل السادس
نظره جديده للحياه

٠٠


أستيقظت أحلام من المنام
وهي تحمل اليوم نظره فيها
بعض التفائل والإصرار
على التحدي والخروج
الى الحياه
و في طريقها اليومي
للعمل الخيري
جلست بجوار امرأة مسنّة
في الحافلة.
بدأت بينهما أحاديث بسيطة
ثم توطدت الصلة بينهما
حتى صارت السيدة
قريبه منها وأرتاحت لها
كانت تقول لها:
"يا أبنتي، أنتِ تملكين
قلبًا جميلاً، وقويآ
لا تتركي الدنيا تقنعك
بغير ذلك."إبتسمي
تبتسم لكِ الحياه
صارت أحلام تشتاق
لتلك المرأه
ولهمساتها الحنونه
وأدركت أن بعض الغرباء
يدخلون حياتنا كأهل
تنجبهم لنا الأيام
يتركون فينا بهجة صافية حتى لو عابره تعيدنا للحياة.
وشعرت انها هديه جميله
من القدر
لتواسيها وتسأل دومآ عليها
وتحتويها من وحدتها
التي أعتادت عليها
٠٠
ووصلت أحلام بسلام للمكان
ودخلت كالعاده مترددة
تخشى الزحام
لكنها وجدت في المعرض
الألوان تتناثر على الجدران
كأنها قلوب تبتسم
وتستقبلها بحب وحنان
وهناك وقفت أمام لوحة
مرسومه بدقه وإتقان
لوحه لقمرٍ يضيء بحرًا هادئًا
ويخفي عنه الظلام
غابت في تفاصيلها
الهادئه الجميله
حتى سمعت
صوتًا دافئًا خلفها يقول:
أرى هذا القمر يشبه عينيكِ
حين تبحث عن الأمل
التفتت، فرأت شابًا يحمل أبتسامة صافية هادئه
وعينين مليئتين بالطمأنينة.
لم تُجب عليه والتفتت للوحه مره أخرى وكأنها تتجاهله
كانت بطبيعتها خجوله جدآ
لكن قلبها البرئ
أرتجف بشده
و كأنه يسمع لحنًا جميلآ
لم يسمعه من قبل
ولكن بكل خطوات واثقه
نظرت له نظرة إحترام
وتركت المكان
٠٠
وللحديث بقيه


٠٠

 

[جنة المنتدى]

٠٠

الفصل السابع
٠٠
نظره من نافذة الحياه
٠٠

خرجت أحلام من القاعة وقلبها يخفق كعصفورٍ صغير
أُفلت فجأة
من قفصٍ ضيّق.
كانت خطواتها مسرعة،
لكنها في داخلها تسمع الصدى العذب لكلمات ذلك الشاب:
"أرى هذا القمر يشبه عينيكِ
حين تبحث عن الأمل."
كلمات قليلة…
لكنها زرعت ارتباكًا
لم تعهده من قبل،
وحرّكت في أعماقها
دهشة غريبة،
خليطًا من الخوف والرغبة
في البقاء.
جلست على مقعد خشبي
في فناء المعرض،
تتنفس بعمق
وتحاول أن تهدّئ
ارتجاف أناملها.
تسأل نفسها: من يكون؟
ولماذا شعرت للحظة أن الزمن توقف حين التقت
عيناه بعينيها؟
وما هي إلا دقائق حتى وجدت نفس الشاب يخرج بهدوء،
يحمل في يده دفترًا صغيرًا وألوانًا مائية. لم يقترب منها،
لكنه جلس على مقعدٍ بعيد
وكأنه لا يريد أن يقتحم مساحتها،
ومع ذلك… كان حضوره قريبًا
لدرجة أربك قلبها أكثر.
رفعت رأسها إلى السماء،
فوجدت القمر
قد بدأ يلوح من بين الغيوم،
تمامًا كما في اللوحة.
أبتسمت أحلام بخجلٍ خفيف، وغمغمت في سرها:
"ربما…
ليس كل الغرباء عابرين."
٠٠

وللحديث بقيه

٠٠

 

[اسكادا]

@جنة المنتدى رحلة أحلام مكتوبة بصدق يلمس القلب، وفيها إصرار جميل على أن يولد الضوء حتى من قلب العتمة…

استمري، فالقصة تكبر مع كل فصل


،

 

[جنة المنتدى]

@جنة المنتدى رحلة أحلام مكتوبة بصدق يلمس القلب، وفيها إصرار جميل على أن يولد الضوء حتى من قلب العتمة…

استمري، فالقصة تكبر مع كل فصل


،

قصتي ما هي إلا أحلام،
روح يتيمة تبحث عن دفءٍ
خلف الجدران،
تخاف الزحام لكنها تعانق القمر
في صمت الليالي
وتكتشف أن لقاء الأرواح
قد يغيّر العمر كله…
ولو بدأ بابتسامة غامضة.
٠٠
شاعرنا الراقي اسكادا
كم اسعدني هذا المرور
والصباح الجميل
صباح الياسمين

٠٠

 

[جنة المنتدى]

الفصل الثامن
٠٠

لحظة صدق

٠٠
في اليوم التالي،
عادت أحلام إلى المعرض الخيري مبكرًا
على غير عادتها.
لم تعرف السبب،
هل جاء بها الشغف
بمساعدة الآخرين؟
أم الحنين إلى تلك اللوحة
التي سكنت قلبها؟
أم ربما… رغبة خفية
في أن تلتقي مرة أخرى
بذلك الرجل الغامض؟
دخلت القاعة بخطواتٍ
أقل تردّدًا هذه المرة،
وفي عينيها بريق
لم تعهده من قبل.
كانت اللوحات ما زالت
في أماكنها، والألوان تفيض بالدفء، لكن قلبها
كان يبحث بين الوجوه.
وفجأة… سمعَت صوتًا مألوفًا، هادئًا، يقول من خلفها:
"لم أتوقع أن أراكِ هنا ثانية بهذه السرعة."
التفتت، فوجدت نفس الابتسامة الصافية،
والعينين المليئتين بالطمأنينة.
هذه المرة لم تهرب،
بل ردّت بصوتٍ خجول
يكاد يذوب:
"المكان… فعلآ جميل."
أبتسم وقال:
"بل عينيكِ هما الأجمل
حين تتأملان الجمال."
صمتت أحلام،
ورفعت بصرها إلى اللوحة، كأنها تخفي خجلها
خلف ألوانها،
لكن قلبها كان يعترف سرًا:
"هناك بداية
لم تكن في الحسبان…"

٠٠
وخرجت أحلام من المعرض
وقلبها مثقل بأسئلة
لم تجد لها جوابًا.
من يكون ذلك الرجل؟
ولماذا حضر كظلٍّ هادئ
في حياتها
ثم ترك أثرًا أكبر
من كل السنوات الماضية؟
٠٠
وفي الليل،
جلست قرب نافذتها القديمة
في البيت الكبير.
السماء كانت صافية،
والقمر عالق بين الغيوم
كأنه يحرس أفكارها.
همست لنفسها:
"ألا يكفي أن أعيش حياتي
بلا وجوه قريبة،
حتى يأتي وجه غريب
يربكني بهذا الشكل؟"
لكنها لم تستطع طرد صوته
من ذاكرتها،
ولا تلك النظرة
التي شعرت وكأنها
تخترق جدران وحدتها.
٠٠
في الأيام التالية، كانت أحلام
تذهب للعمل الخيري كعادتها،
لكنها كل مرة كانت تنتظر شيئًا
لا تعترف به.
تنظر حولها كمن يبحث
عن صدفة جميله
وتعود بخيبة حين لا تراه.
ومع ذلك،
كلما نظرت إلى اللوحة
ذات القمر الجميل،
عادت أبتسامتها لها
كأنها تسمع صداه يردد:
"هذا القمر يشبه عينيكِ…"

٠٠

وللحديث بقيه

٠٠

 

[جنة المنتدى]

٠٠


الفصل التاسع
٠٠
رساله من السماء

٠٠

الحياه مثل الكتاب
بعض الفصول
تكون حزينه
وبعض الفصول تكون سعيده
وبعضها الآخر يكون مثير
لكن اذا لم تقلب الصفحه
لن تعرف ابدآ
ما الذي يحمله الفصل التالي
..
٠٠
كل مساء كانت أحلام
تجلس قرب النافذة العالية
تحدّق في السماء
كأنها تبحث عن وجهٍ مألوف بين النجوم
أو عن يدٍ تمتد من الغيب
لتأخذ بيدها نحو حياةٍ جديدة
وبينما كانت أحلام
تعيد ترتيب الكتب التي أشترتها من مكتبة
المعرض الخيري
وجدت ورقة مطوية
داخل كتاب من الكتب
فتحتها ببطء وزهول
وجدت رساله
بخطٍ واضح وجميل
كانت بداية الرساله
"ليس كل لقاءٍ صدفة…
أحيانًا القدر يختار
أن يجمعنا في طريقٍ واحد."
٠٠
أرتجف قلبها،
وجلست على كرسيها الخشبي
تتأمل الكلمات.
هل وضعها هو؟ ومتى؟
وكيف وصلت الورقه
الى كتابها؟
عاودت القرأه بشغف
٠٠
"إلى من تشبه عيناها القمر
…
ستعرفين يومًا
أن وجودك ليس عابرًا."
جلست أمام نافذتها،
تبتسم بخجل
وهي تهمس للقمر
"يبدو أنك ياقمري
لم تتركني وحدي بعد الآن."
وعاودت قرأة رسالتها
وكأنها تقرأ بقلبها
٠٠
يامن أراكِ نجمه حنونه
في ليله قمريه مضيئه
أكتب إليكِ ونحن لانلتقي
الا في الغياب
أجد كلماتي تتدفق كشمس تشرق بين السحاب
حروفاً من نور ترسم وجهك
في صفحة الوقت
كل جملة هي نبضة قلب
تبحث عن ملاذ آمن
في دفء روحك وحنانك
هذا الحبر ليس مجرد علامات على الورق
بل هو صوت الصمت بيننا
حين نلتقي
هو همس الأسرار
التي لا تجرؤ الأصوات
على النطق بها…
أكتب وكأنني ألمس برقة الحروف جبينكِ
أقرأ في عينيكِ
ما لم تسطرها أي قصة…
وأسمع في البياض بين السطور
صوتاً يناديني باسمكِ
في يومي هذا…
وأنا أكتب إليكِ…
يصبح الزمن قصيدة…
والورقة كوناً
نعيش فيه لحظة خالدة…
كوني بخير
الى أن يجمعنا القمر
٠٠
وأنتهت أحلام
من النظر بدهشه
في سطور رسالته
التى لم تخطر لها على بال
واخذت نفس عميق
ونظرت للسماء
بكل هدوء وأطمئنان
وجدت القمر مكتمل ويبتسم
وكأنه يرسل لها السلام
٠٠
وللحديث بقيه

٠٠

 

[جنة المنتدى]

٠٠
الفصل العاشر والأخير


٠٠
لكل. بدايه. ٠٠ نهايه
٠٠



يظل الرجل الغامض
ورسالته لغز بالنسبه لأحلام
و لاتعلم إذا كان
حقيقة أم خيال
عاشت أحلام عمرها
تخشى الأقتراب من أحد
لأنها كل ما أحبّت شيئًا فقدته…
حتى أعتادت الوحدة والعزله
لكن ظهور هذا الرجل
غير الحال
وقررت ان تذهب الى المعرض
لتنتهي من هذا القلق
دخلت المعرض
وكانت تبحث عنه بعينيها
في كل مكان
لكن لا تجده.
الزوار يأتون ويذهبون،
اللوحات في أماكنها،
والصمت يحاصرها.
بدأت تشك أن ما حدث كله
كان مجرد وهم
صنعه قلبها المتعب.
قالت في سرّها:
"ربما لم يكن هناك أحد…
ربما أنا التي ألّفت كل هذا
لأواسي نفسي."
بحثت عنه كثيرآ فلم تجده،
حتى أيقنت أنه لم يكن
إلا صدى روحها.
لكن في إحدى الزوايا،
وجدت وردة بيضاء موضوعة
أسفل لوحة القمر الجميله
أقتربت منها ببطء،
قلبها يخفق بشدة.
لم يكن أحد في القاعة وقتها.
مدّت يدها تتحسس الوردة…
وفجأة سمعت صوته
من خلفها،
هامسًا كالنسمات الهادئه
"ما زلتِ تبحثين عني
يا أحلام؟"
هل حقآ
تشتاقين الى وجودي بقربك ؟
أرتجفت أحلام
ولم تجرؤ على الإلتفات.
هل كان صوته حقيقيًا
هذه المرة…
أم مجرد صدى آخر
لروحها التائهة؟"
وسرحت قليلآ وتنهدت وقالت
الخسارة الحقيقية
أن نحرم أنفسنا
من الحب الحقيقي
خوفًا من الرحيل."
وتذكرت كلماته كالموسيقى:
وهو يقول لها
"الأرواح تلتقي
قبل الأجساد بسنوات
أدركت أحلام. الحقيقة:
لم يكن هناك سوى نفسها،
أنعكست لها في صورة
ظلٍّ غامض
لكن هذا الظل لم يكن عبثًا…
لقد أيقظها من غفلتها
جعلها ترى أن الحب الحقيقي
قد يكون في داخلها
وأن الوفاء الوحيد الذي
لا يخون… هي ذاتها
رفعت عينيها إلى القمر وهمست:
"ما خذلني أحد إلا عدتُ إليك…ياقمري
فكنتَ أنت الوفاء،
وكنتَ أنت الأمان.
لقد وجدتُ فيك نجاتي
يا أنيس وحدتي ورفيق خطواتي."
"ظنّت أحلام أن الوهم خذلها،
لكنها وجدت في القمر
ملاذها الآمن
ورفيقها الأبدي."
حتى لو بعيد في السماء
قالت لنفسها وهي واثقه وقويه
"لم أعد أطلب حضورًا يخذلني،
ولا ظلًا يرحل عني…
يكفيني أن يكون
قمري ونيسي،
وأنيس وحدتي،
والرفيق الصادق
لكل خطواتي.
هو لا يغيب،
بل يعود في كل ليلة ليعلّمني
أن النور باقٍ في داخلنا
مهما طال الظلام."

وأرسلت أحلام في الختام
رساله الى القمر
يا قمري
كنتُ أبحث
عن ونيس يرافقني،
عن أنيس يربت على قلبي
حين يثقله الحزن.
ظننت أني وجدته
بين البشر
، لكن الأيام علّمتني
أن الظلال ترحل.
أما أنت… فأنت الباقي.
تغيب لتعود،
وتختفي لتضيء من جديد.
يكفيني أن تكون أنت رفيقي، وصديقي الصادق
الذي لا يخون.
معك… لا أخشى الليل،
ولا أخشى الغياب.
٠٠
أحلام تتغيّر من داخلها
وتتعلم تواجه الحياة
بروح أقوى.
وأيقنت مابين سطور الرساله
ووضعت لوحدتها
وعزلتها نهايه
٠٠
في الليالي التالية،
لم يفارق صوته الحنون
مخيلة أحلام.
كانت تستيقظ
في منتصف الليل،
تحدّق في السماء
وتهمس بكل حنان
"هل كنتَ هنا حقيقه أم خيال
أم ستظل حلم العمر
مهما يمر الزمان؟

٠٠
أنتهت الأحلام
ونعود للواقع مهما كان
كل التحيه والسلام
٠٠