-
- إنضم
- 28 سبتمبر 2024
-
- المشاركات
- 9,692
-
- مستوى التفاعل
- 1,187
- مجموع اﻻوسمة
- 5
ثنائية السيف والشعر
السيف والشعر.. ثنائية التحرر
القصيدة:
لا يردعُ الظلمَ من أَزرت به الامم
وابدلَ السيفَ شعراً ما به المُ
السيف يرفع للانسان مضلمة
والشعر يحرق من دارت به الضلم
لا يثلمُ السيفُ ان طالَ القراعُ بهِ
و يثلم السيف إن ماتت به الهمم
ما اقبحَ الشعرَ إن هيئته لوغى
واجمل الشعر ان سارت به الامم
كم شاعر اوقد الفانوس في ضُلَمٍ
والسيف بالسيف لا بالشعر ينهزم
هل حرر الشاعر الموهوب قريته
ام حُررت بدم الاحرار إذ عزموا
---
:
هذه القصيدة رؤية فلسفية لطبيعة الصراع بين القوة والفكر، بين المادة والروح، في المعارك الكبرى من أجل التحرر.
إنها تطرح إشكالية أساسية: أيهما يحرر الإنسان؛ الكلمة أم الفعل؟
الإجابة هنا ليست باختيار أحدهما وإلغاء الآخر، بل بفهم التخصص الوظيفي لكل منهما. إنها تشبه تقسيم العمل في معركة المصير:
· دور الشعر (الكلمة): هو "إشعال الفانوس في الظُلَم". مهمته التنوير، التوعية، إلهام الهمم، وحفظ القضية في الوجدان. هو الذي "يحرق" الضمير ويُشعل الحسرة في قلب المضطهد ليدفعه للعمل. وهو في أبهى صوره حينما "تسير به الأمم" كشعار يوحّدها وهادف يضيء طريقها. لكنه يصبح "قبيحًا" حينما يُختزل إلى مجرد "وغى" - صياح وصخب في ساحة المعركة - بديلاً ساذجًا عن الفعل.
· دور السيف (الفعل): هو "رفع المظلمة" بشكل مادي وحاسم. هو أداة المواجهة المباشرة التي لا غنى عنها، والتي لا ينهزم فيها إلا بمثيله. قوته لا تأتي من حدّة نصله، بل من "الهمم" التي تتحكم به. فالسيف بلا إرادة إنسانية واعية هو قطعة حديد عاجزة.
الخلاصة المأساوية والواقعية التي تصل إليها القصيدة هي أن التحرر لا يوهب، بل يُؤخذ. النضال الفكري (الشعر) هو الذي يبني الأرضية ويُعدّ العدة ويخلق الشرعية، لكن لحظة الانتصار الحاسمة تُكتسب "بدم الأحرار إذ عزموا".
الشاعر الموهوب لم يحرر قريته بشعره، لكن قريته ما كانت لتحرر لولا أن شعره هو الذي أيقظ أولئك الأحرار الذين قدموا دماءهم.
هذه هي الثنائية الكاملة: الشعر يخلق السبب، والسيف يحقق النتيجة. والجميل الحقيقي هو أن تعرف متى تكون شاعرًا.. ومتى تكون مقاتلاً.

لا يردعُ الظلمَ من أَزرت به الامم
وابدلَ السيفَ شعراً ما به المُ
السيف يرفع للانسان مضلمة
والشعر يحرق من دارت به الضلم
لا يثلمُ السيفُ ان طالَ القراعُ بهِ
و يثلم السيف إن ماتت به الهمم
ما اقبحَ الشعرَ إن هيئته لوغى
واجمل الشعر ان سارت به الامم
كم شاعر اوقد الفانوس في ضُلَمٍ
والسيف بالسيف لا بالشعر ينهزم
هل حرر الشاعر الموهوب قريته
ام حُررت بدم الاحرار إذ عزموا
---

هذه القصيدة رؤية فلسفية لطبيعة الصراع بين القوة والفكر، بين المادة والروح، في المعارك الكبرى من أجل التحرر.
إنها تطرح إشكالية أساسية: أيهما يحرر الإنسان؛ الكلمة أم الفعل؟
الإجابة هنا ليست باختيار أحدهما وإلغاء الآخر، بل بفهم التخصص الوظيفي لكل منهما. إنها تشبه تقسيم العمل في معركة المصير:
· دور الشعر (الكلمة): هو "إشعال الفانوس في الظُلَم". مهمته التنوير، التوعية، إلهام الهمم، وحفظ القضية في الوجدان. هو الذي "يحرق" الضمير ويُشعل الحسرة في قلب المضطهد ليدفعه للعمل. وهو في أبهى صوره حينما "تسير به الأمم" كشعار يوحّدها وهادف يضيء طريقها. لكنه يصبح "قبيحًا" حينما يُختزل إلى مجرد "وغى" - صياح وصخب في ساحة المعركة - بديلاً ساذجًا عن الفعل.
· دور السيف (الفعل): هو "رفع المظلمة" بشكل مادي وحاسم. هو أداة المواجهة المباشرة التي لا غنى عنها، والتي لا ينهزم فيها إلا بمثيله. قوته لا تأتي من حدّة نصله، بل من "الهمم" التي تتحكم به. فالسيف بلا إرادة إنسانية واعية هو قطعة حديد عاجزة.
الخلاصة المأساوية والواقعية التي تصل إليها القصيدة هي أن التحرر لا يوهب، بل يُؤخذ. النضال الفكري (الشعر) هو الذي يبني الأرضية ويُعدّ العدة ويخلق الشرعية، لكن لحظة الانتصار الحاسمة تُكتسب "بدم الأحرار إذ عزموا".
الشاعر الموهوب لم يحرر قريته بشعره، لكن قريته ما كانت لتحرر لولا أن شعره هو الذي أيقظ أولئك الأحرار الذين قدموا دماءهم.
هذه هي الثنائية الكاملة: الشعر يخلق السبب، والسيف يحقق النتيجة. والجميل الحقيقي هو أن تعرف متى تكون شاعرًا.. ومتى تكون مقاتلاً.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : ثنائية السيف والشعر
|
المصدر : منتدى الشعر الفصيح