تراتيل حرف
ملائكية حرف
-
- إنضم
- 5 يونيو 2022
-
- المشاركات
- 8,912
-
- مستوى التفاعل
- 16,604
- مجموع اﻻوسمة
- 7
" امرأة ترث جراحاتها "
..

.
.
التفتُّ إلى الوراء فرأيتُ طفلة صغيرة،
ضحكتها تشبه تراتيل الفجر،
تركض بخفة كفراشة تبحث عن حضن الزهور.
ناديتها،
اقتربت بخطواتها الصغيرة
وعيناها تلمعان كبريق المطر،
قالت:
"أنا الطفولة،
أنا الأمان الذي كنتِ تنامين في حضنه،
أنا الدمى المكسورة التي كنتِ تصلحينها،
أنا الأحلام التي لم تكتمل."
وقبل أن أضمها إلى صدري
ظهرت فتاة يافعة،
شعرها مبعثر،
عيناها حادتان مليئتان بالغضب والأسئلة،
تمشي ثم تتوقف،
تضحك ثم تبكي،
وكأنها عاصفة لا تهدأ.
قالت بحدة:
"أنا المراهقة، أنا كل جرح لم تفهميه،
أنا التمرد الذي أخافك،
أنا الليالي الطويلة التي قضيتها تبكين بصمت
ولا يعرف أحد عن دموعك شيئاً."
ثم ظهرت امرأة تشبهني تماماً،
لكن ملامحها كانت متعبة،
كتفاها محنيّتان كأنها تحمل جبالاً من الهموم،
ومع ذلك ابتسمت ابتسامة باهتة
وهمست بصوتٍ مبحوح:
"أنا الحياة،
أنا التي حملتكِ من يد الطفولة إلى يد النضج،
أنا التي سرقت منكِ الضحكات
لتعلمكِ كيف تصنعين ابتسامتك وحدك."
نظرتُ حولي،
فإذا بالطفلة والمراهقة تبتعدان بخفة،
يلوّحان لي بأيديهما الصغيرة
قبل أن يختفيا تماماً.
حاولت اللحاق بهما،
لكن قدماي كانتا مثقلتين،
كأن الأرض ترفض أن تتركني أعود.
سقطت على ركبتي،
وبكيت طويلاً
حتى شعرت أن قلبي يذوب مع الدموع.
نهضتُ بصعوبة، مسحتُ وجهي،
وأدركتُ أن لا عودة إلى الوراء،
أن الطفولة ماتت والمراهقة صارت حلماً بعيداً.
كل ما بقي لي هو هذه الحياة،
وهذه المرأة التي أنا هي،
بجراحها وقوتها، بدموعها وصبرها.
أقسمتُ أن أكمل الطريق مهما كان طويلاً،
لكن قلبي كان يهمس لي:
"اشتقتُ لطفولتي… اشتقتُ لمراهقتي…
اشتقتُ لي قبل أن أكبر."
بقلمي " تراتيل حرف "
.
.
.
الجمعة
3-اكتوبر- 2025
6:20...م

.
.
التفتُّ إلى الوراء فرأيتُ طفلة صغيرة،
ضحكتها تشبه تراتيل الفجر،
تركض بخفة كفراشة تبحث عن حضن الزهور.
ناديتها،
اقتربت بخطواتها الصغيرة
وعيناها تلمعان كبريق المطر،
قالت:
"أنا الطفولة،
أنا الأمان الذي كنتِ تنامين في حضنه،
أنا الدمى المكسورة التي كنتِ تصلحينها،
أنا الأحلام التي لم تكتمل."
وقبل أن أضمها إلى صدري
ظهرت فتاة يافعة،
شعرها مبعثر،
عيناها حادتان مليئتان بالغضب والأسئلة،
تمشي ثم تتوقف،
تضحك ثم تبكي،
وكأنها عاصفة لا تهدأ.
قالت بحدة:
"أنا المراهقة، أنا كل جرح لم تفهميه،
أنا التمرد الذي أخافك،
أنا الليالي الطويلة التي قضيتها تبكين بصمت
ولا يعرف أحد عن دموعك شيئاً."
ثم ظهرت امرأة تشبهني تماماً،
لكن ملامحها كانت متعبة،
كتفاها محنيّتان كأنها تحمل جبالاً من الهموم،
ومع ذلك ابتسمت ابتسامة باهتة
وهمست بصوتٍ مبحوح:
"أنا الحياة،
أنا التي حملتكِ من يد الطفولة إلى يد النضج،
أنا التي سرقت منكِ الضحكات
لتعلمكِ كيف تصنعين ابتسامتك وحدك."
نظرتُ حولي،
فإذا بالطفلة والمراهقة تبتعدان بخفة،
يلوّحان لي بأيديهما الصغيرة
قبل أن يختفيا تماماً.
حاولت اللحاق بهما،
لكن قدماي كانتا مثقلتين،
كأن الأرض ترفض أن تتركني أعود.
سقطت على ركبتي،
وبكيت طويلاً
حتى شعرت أن قلبي يذوب مع الدموع.
نهضتُ بصعوبة، مسحتُ وجهي،
وأدركتُ أن لا عودة إلى الوراء،
أن الطفولة ماتت والمراهقة صارت حلماً بعيداً.
كل ما بقي لي هو هذه الحياة،
وهذه المرأة التي أنا هي،
بجراحها وقوتها، بدموعها وصبرها.
أقسمتُ أن أكمل الطريق مهما كان طويلاً،
لكن قلبي كان يهمس لي:
"اشتقتُ لطفولتي… اشتقتُ لمراهقتي…
اشتقتُ لي قبل أن أكبر."
بقلمي " تراتيل حرف "
.
.
.
الجمعة
3-اكتوبر- 2025
6:20...م
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : " امرأة ترث جراحاتها "
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء








كنت أكتب ردي