وطن من زجاج ٠٠ أرائكم تهمنا

٠٠
"وطنٌ من زجاج"
٠٠
المقدمة:
كنا نظنّ أن التقنية ستقرّبنا
من العالم،
فإذا بها تسرقنا
من أقرب الناس إلينا…
تسلّلت إلى تفاصيلنا بصمت،
حتى صرنا نعيش
داخل شاشاتٍ نحسبها حياة.
---
لم نعد نرفع رؤوسنا لنرى الوجوه،
صرنا نحدّق في الضوء
أكثر مما نحدّق في العيون،
ونبوح لحروفٍ صامتة
بما عجزنا عن قوله لأهلنا.وأحبابنا
٠٠
هذه الشاشة…الصامته
صارت بيت سرّنا، ومرفأ حزننا،
تحتوي أفكارنا، تحفظ وجعنا،
وتربّت على أرواحنا ببرودٍ
يشبه الحنان.
٠٠
نضحك من خلف الزجاج،
ونبكي بصمتٍ لا يسمعه أحد غيرنا
نعيش متصلين دائماً،
لكننا – في الحقيقة –
أكثر عزلة من أي وقت مضى.
---
و ماذا. بعد ؟!
ربما لم نعد ننتمي
إلى الارض. كما كنّا،
صرنا أبناء الضوء البارد،
نُطفئ قلوبنا مع آخر إشعار،
ونُعيد تشغيل نبضنا
مع أوّل سطوعٍ للشاشة.
هكذا ببساطة…
صارت حياتنا تختصر في لمسةٍ،
وصار الوطن
مجرّد زجاجٍ يعكس
وجوهنا المنطفئه
٠٠
أمر خطير لانُحسد عليه
أرائكم تهمنا


٠٠
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : وطن من زجاج ٠٠ أرائكم تهمنا
|
المصدر : منتدي النقاش و الحوار
أستاذنا الراقي