-
- إنضم
- 2 يونيو 2024
-
- المشاركات
- 3,842
-
- مستوى التفاعل
- 2,117
-
- العمر
- 41
-
- الإقامة
- في عالم موازي
- مجموع اﻻوسمة
- 10
محاكمة التائبين
أن يعيش الندم، ويغسل نفسه بالتوبة،
ثم يجد من يذكّره في كل خطوةٍ بماضيه،
وكأن الرحمة توقفت عندنا، لا عند الله.
لكن نظرات الناس ظلت تحاكمه بصمتٍ،
وكم من إنسانٍ حاول أن يبدأ من جديد،
فأعاقته همسات: “أليس هذا الذي كان…؟”
كأننا نخاف أن يغفر الله أكثر مما نخاف أن نُظلم نحن.
تأملها… لم يقل “يقبل التوابين” فقط، بل “يحبّهم”،﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾
أي أنه لا يكتفي بالعفو، بل يرفعهم مقامًا ويغسل ماضيهم حبًا لا عفوًا فقط.
نُعيد عليهم ذنوبهم القديمة كلما برزوا في الخير،
نُقلّل من إخلاصهم بحجة “نعرفه جيدًا”،
ونسينا أن الله غيّرهم يوم غيّروا ما بأنفسهم.
أما خفت أن يُبدّلك الله مكانه؟
أن يُريك في نفسك ما كنت تراه فيه؟
فمن يُعيّر عبدًا بتوبته، يُغضب الله الذي قبله.
⚡️ لا يحقّ لك أن تُذكّر أحدًا بماضٍ تاب منه،
فالله هو صاحب الحقّ، وقد سامح.
وإن كان الله غفر، فبأي ميزانٍ تحاكمه أنت؟
أتنافس ربّك في رحمته؟
أم تظنّ أن ذنبه أكبر من مغفرة الله؟
بل لأنهم لم يجدوا قلبًا يرحمهم بعد التوبة.
نظراتنا الجارحة، همزاتنا، أحكامنا —
كلّها تُغلق أبواب العودة في وجوه من يريدون أن يُطهّروا أنفسهم.
بل من يُذكّره أن الله ستره ليبدأ من جديد.
فإن أردت أن تُعينه، فاستر عليه كما ستر الله عليك،
ولا تنسَ أنك أنت أيضًا تعيش بين سترٍ ورحمةٍ مؤقتين.
أنت لا تُظهر غيرتك على الدين، بل جهل قلبك بمعنى الغفران.
فالله إذا تاب العبد إليه، محا ما كان،
أما أنت فتُعيده، لتُذكّر نفسك بأنك أفضل — وهذه بداية الذنب الأكبر.
أن الله إذا أحبّ عبدًا بعد توبته،
ستر عليه ماضيه حتى يظنّ الناس أنه وُلد من جديد.
فاحذر أن تكون ممن يكشف ما ستره الله،
أو يطفئ نورًا أناره بعد ظلمة.
فقد خاضوا معركةً مع أنفسهم،
وانتصروا بمعونة الله لا بمعونتك.
فإن لم تُصفّق لتوبتهم، فلا تُصفّق لذنوبهم الماضية.
فلا تكن أنت من يُعيد فتحه كلما نسي صاحبه،
فتُكتب في صحيفته أذًى، وفي صحيفتك ظلمًا.
ومن نافس الله في رحمته… خسرها.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : محاكمة التائبين
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي


