-
- إنضم
- 28 سبتمبر 2024
-
- المشاركات
- 9,728
-
- مستوى التفاعل
- 1,212
- مجموع اﻻوسمة
- 6
الفكر النسوي في المجتمعات الإسلامية: عدوٌّ لمن بالضبط؟
منذ منتصف القرن العشرين، بدأت أفكار النسوية تتسرب إلى المجتمعات الإسلامية من خلال التعليم والإعلام والمنظمات الدولية.
ومع مرور الزمن، تحولت من حركة تُنادي بالمساواة في الحقوق المشروعة إلى أداة فكرية تسعى لإعادة تشكيل المجتمع بأكمله.
لكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه اليوم:
هل الفكر النسوي في بيئتنا عدوٌّ للرجل، أم للمرأة، أم للأسرة بأكملها؟
---
أولًا: الجذر الفكري للنسوية
نشأت النسوية في الغرب نتيجة ظلم واقعي تاريخي للمرأة؛ حيث حُرمت من التعليم والميراث والمشاركة السياسية.
ولذلك كان من الطبيعي أن تُطالب بحقوقها.
لكن هذه الحركة لم تتوقف عند المطالبة بالعدالة، بل تطورت إلى فلسفة كاملة ترى أن كل علاقة بين رجل وامرأة تقوم على "هيمنة" و"تبعية".
وهكذا تحولت النسوية إلى صراع لا يبحث عن التوازن، بل عن التماثل الكامل بين الجنسين.
حين وصلت هذه الفكرة إلى العالم الإسلامي، نُقلت دون النظر لاختلاف البيئة والدين والقيم.
فتمّ استيراد المشكلة دون وجود سببها الحقيقي.
---
ثانيًا: مفهوم "استقلالية المرأة" بين الإسلام والنسوية
ترفع النسوية شعار "استقلال المرأة"، أي أن تكون قادرة على اتخاذ قراراتها المادية والجسدية والنفسية دون وصاية من أحد.
لكن الإسلام لا ينظر إلى الاستقلال على أنه غاية في ذاته، بل يرى الإنسان — رجلًا كان أو امرأة — مخلوقًا اجتماعيًا يحتاج إلى غيره.
الاستقلال التام وهمٌ فلسفي، لأن:
الرجل لا يمكن أن يكون مستقلًا عن المرأة، فهو يحتاجها في الأمومة والأنس والعائلة.
والمرأة لا يمكن أن تكون مستقلة عن الرجل، فهي تحتاجه في الحماية والمساندة والعطاء العاطفي.
الوجود الإنساني ذاته يقوم على التكامل لا الانفصال.
ولذلك قال الله تعالى:
فغاية العلاقة ليست الاستقلال بل السكن والمودة.
---
ثالثًا: هل الرجل فعلاً حر بلا قيود في الإسلام؟
النسويات يزعمن أن الإسلام كَبَّل المرأة وأطلق الرجل حرًّا بلا حدود،
لكن نظرة متأنية تُظهر أن الرجل في الإسلام محكوم بقيود ومسؤوليات أكبر من المرأة:
1. النفقة: واجبة عليه في كل الأحوال.
2. المهر: يُقدمه من ماله دلالة على التزامه.
3. الزواج: لا يتم إلا بضوابط وشهود وحقوق ملزمة.
4. العفة: يُحرم عليه الزنا والنظر والاختلاط غير المشروع.
5. اللباس: له حدود واضحة لعورته وهيئة مظهره.
فهو ليس حرًّا بلا قيد، بل عبد لله ملتزم بواجباته تجاه المرأة والأسرة والمجتمع.
أي أن الإسلام لم يمنح الرجل سلطة مطلقة، بل حمّله أعباءً ومسؤوليات مقابل ما أعطي من صلاحيات.
---
رابعًا: حقيقة الحجاب وتحريم الزنا
▪ الحجاب:
ترى النسوية أنه فُرض لصالح الرجل، بينما الحقيقة أنه قيد بصري للرجل نفسه؛
فهو يُمنع من التمتع بجسد المرأة أو النظر إليه، أي أن الحجاب يحمي المرأة من الابتذال والرجل من الانحراف.
هو ليس رمزًا للهيمنة، بل جدارٌ للطهارة.
▪ تحريم الزنا:
يُصوَّر أحيانًا على أنه كبت لحرية المرأة، لكنه في الحقيقة درعٌ لحماية كرامتها.
فالزنا يخدم الرجل الشهواني، والتحريم جاء ليمنع استغلال المرأة، وليحصر العلاقة في إطار من الالتزام والمسؤولية.
---
خامسًا: عدم إلزام المرأة بالعمل
في الفكر النسوي، عدم إلزام المرأة بالعمل يُفسر على أنه "حرمانها من الاستقلال المالي"،
لكن الإسلام جعل النفقة واجبًا على الرجل، حتى لا تُجبر المرأة على العمل إن لم ترغب.
وفتح في الوقت نفسه أبواب العمل الشريف لمن تريد أن تعمل في حدود القيم والأخلاق.
أي أن الإسلام لم يمنعها من العمل، بل حماها من الاستغلال الاقتصادي باسم العمل.
---
سادسًا: العدو الحقيقي
حين ننظر بعمق، نكتشف أن النسوية في المجتمعات الإسلامية ليست عدوًا للرجل فحسب،
بل هي عدو للأسرة، وللهوية، وللتوازن الفطري بين الجنسين.
فهي تحاول أن تُحوّل العلاقة من تكامل إلى تنافس، ومن تعاون إلى صراع.
والنتيجة:
مجتمعٌ متفكك، رجالٌ يشعرون بأنهم متهمون، ونساءٌ يشعرن بأنهن مظلومات دائمًا،
وضاع بين الطرفين مفهوم السكن والمودة الذي أراده الله.
---
الخاتمة
الفكر النسوي في المجتمعات الإسلامية لا يواجه ظلمًا حقيقيًا بقدر ما يُحارب فطرةً إلهيةً أرادها الله في العلاقة بين الرجل والمرأة.
إنه ليس عدوًّا للرجل فقط، بل عدو للإنسان كما خُلق أن يكون: متكاملًا، لا متصارعًا؛ مسؤولًا، لا متمردًا.
فالإسلام لا يريد امرأة تابعة، ولا رجلًا متسلطًا،
بل يريد اثنين يسكن كلٌّ منهما إلى الآخر، ويكمّل أحدهما الآخر في بناء إنسانيةٍ متوازنةٍ وعادلةٍ.
ومع مرور الزمن، تحولت من حركة تُنادي بالمساواة في الحقوق المشروعة إلى أداة فكرية تسعى لإعادة تشكيل المجتمع بأكمله.
لكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه اليوم:
هل الفكر النسوي في بيئتنا عدوٌّ للرجل، أم للمرأة، أم للأسرة بأكملها؟
---
أولًا: الجذر الفكري للنسوية
نشأت النسوية في الغرب نتيجة ظلم واقعي تاريخي للمرأة؛ حيث حُرمت من التعليم والميراث والمشاركة السياسية.
ولذلك كان من الطبيعي أن تُطالب بحقوقها.
لكن هذه الحركة لم تتوقف عند المطالبة بالعدالة، بل تطورت إلى فلسفة كاملة ترى أن كل علاقة بين رجل وامرأة تقوم على "هيمنة" و"تبعية".
وهكذا تحولت النسوية إلى صراع لا يبحث عن التوازن، بل عن التماثل الكامل بين الجنسين.
حين وصلت هذه الفكرة إلى العالم الإسلامي، نُقلت دون النظر لاختلاف البيئة والدين والقيم.
فتمّ استيراد المشكلة دون وجود سببها الحقيقي.
---
ثانيًا: مفهوم "استقلالية المرأة" بين الإسلام والنسوية
ترفع النسوية شعار "استقلال المرأة"، أي أن تكون قادرة على اتخاذ قراراتها المادية والجسدية والنفسية دون وصاية من أحد.
لكن الإسلام لا ينظر إلى الاستقلال على أنه غاية في ذاته، بل يرى الإنسان — رجلًا كان أو امرأة — مخلوقًا اجتماعيًا يحتاج إلى غيره.
الاستقلال التام وهمٌ فلسفي، لأن:
الرجل لا يمكن أن يكون مستقلًا عن المرأة، فهو يحتاجها في الأمومة والأنس والعائلة.
والمرأة لا يمكن أن تكون مستقلة عن الرجل، فهي تحتاجه في الحماية والمساندة والعطاء العاطفي.
الوجود الإنساني ذاته يقوم على التكامل لا الانفصال.
ولذلك قال الله تعالى:
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً" (الروم: 21)
فغاية العلاقة ليست الاستقلال بل السكن والمودة.
---
ثالثًا: هل الرجل فعلاً حر بلا قيود في الإسلام؟
النسويات يزعمن أن الإسلام كَبَّل المرأة وأطلق الرجل حرًّا بلا حدود،
لكن نظرة متأنية تُظهر أن الرجل في الإسلام محكوم بقيود ومسؤوليات أكبر من المرأة:
1. النفقة: واجبة عليه في كل الأحوال.
2. المهر: يُقدمه من ماله دلالة على التزامه.
3. الزواج: لا يتم إلا بضوابط وشهود وحقوق ملزمة.
4. العفة: يُحرم عليه الزنا والنظر والاختلاط غير المشروع.
5. اللباس: له حدود واضحة لعورته وهيئة مظهره.
فهو ليس حرًّا بلا قيد، بل عبد لله ملتزم بواجباته تجاه المرأة والأسرة والمجتمع.
أي أن الإسلام لم يمنح الرجل سلطة مطلقة، بل حمّله أعباءً ومسؤوليات مقابل ما أعطي من صلاحيات.
---
رابعًا: حقيقة الحجاب وتحريم الزنا
▪ الحجاب:
ترى النسوية أنه فُرض لصالح الرجل، بينما الحقيقة أنه قيد بصري للرجل نفسه؛
فهو يُمنع من التمتع بجسد المرأة أو النظر إليه، أي أن الحجاب يحمي المرأة من الابتذال والرجل من الانحراف.
هو ليس رمزًا للهيمنة، بل جدارٌ للطهارة.
▪ تحريم الزنا:
يُصوَّر أحيانًا على أنه كبت لحرية المرأة، لكنه في الحقيقة درعٌ لحماية كرامتها.
فالزنا يخدم الرجل الشهواني، والتحريم جاء ليمنع استغلال المرأة، وليحصر العلاقة في إطار من الالتزام والمسؤولية.
---
خامسًا: عدم إلزام المرأة بالعمل
في الفكر النسوي، عدم إلزام المرأة بالعمل يُفسر على أنه "حرمانها من الاستقلال المالي"،
لكن الإسلام جعل النفقة واجبًا على الرجل، حتى لا تُجبر المرأة على العمل إن لم ترغب.
وفتح في الوقت نفسه أبواب العمل الشريف لمن تريد أن تعمل في حدود القيم والأخلاق.
أي أن الإسلام لم يمنعها من العمل، بل حماها من الاستغلال الاقتصادي باسم العمل.
---
سادسًا: العدو الحقيقي
حين ننظر بعمق، نكتشف أن النسوية في المجتمعات الإسلامية ليست عدوًا للرجل فحسب،
بل هي عدو للأسرة، وللهوية، وللتوازن الفطري بين الجنسين.
فهي تحاول أن تُحوّل العلاقة من تكامل إلى تنافس، ومن تعاون إلى صراع.
والنتيجة:
مجتمعٌ متفكك، رجالٌ يشعرون بأنهم متهمون، ونساءٌ يشعرن بأنهن مظلومات دائمًا،
وضاع بين الطرفين مفهوم السكن والمودة الذي أراده الله.
---
الخاتمة
الفكر النسوي في المجتمعات الإسلامية لا يواجه ظلمًا حقيقيًا بقدر ما يُحارب فطرةً إلهيةً أرادها الله في العلاقة بين الرجل والمرأة.
إنه ليس عدوًّا للرجل فقط، بل عدو للإنسان كما خُلق أن يكون: متكاملًا، لا متصارعًا؛ مسؤولًا، لا متمردًا.
فالإسلام لا يريد امرأة تابعة، ولا رجلًا متسلطًا،
بل يريد اثنين يسكن كلٌّ منهما إلى الآخر، ويكمّل أحدهما الآخر في بناء إنسانيةٍ متوازنةٍ وعادلةٍ.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : الفكر النسوي في المجتمعات الإسلامية: عدوٌّ لمن بالضبط؟
|
المصدر : المنتدي العام


