-
- إنضم
- 20 نوفمبر 2025
-
- المشاركات
- 1,417
-
- مستوى التفاعل
- 414
- مجموع اﻻوسمة
- 1
ثلاثية الحنين " الفريق الأحمر "
في ليلةٍ مقمرة، حين كان القمرُ يكتبُ ظلاله على صفحة البحر،
جلس الحنينُ على شاطئ الهوى، يتأملُ ذاته
في ثلاثِ مرايا: "هو"، "هي"، و"القصيدة".
كلُّ صوتٍ منها ينعكس على شكل موجة من نورٍ أو غياب،
وكلُّ نبضةٍ كانت محاولةً لفهمِ ما لا يُفهم، وكتابةِ ما لا يُكتب.
هناك، حيث تتقاطعُ الأمواجُ مع الضوء، بدأ الحرفُ رحلتهُ في خيالٍ سارح وأفق فسيح،
بدأ الحنينُ يُعيدُ ترتيبَ نفسهِ في بيتٍ شارد، لا يستعيده إلا الغياب.
"أنا الموجُ الذي يكتبكِ على الرمل، ثم يبكي حين يمحوكِ المدّ.
كلّما اقتربتُ من ضوءكِ، ازددتِ بُعدًا، كأنكِ قمرٌ لا يُطال،
وكأنّ الحنينَ إليكِ هو المدُّ الذي لا يهدأ."
"أنا البحرُ حين يرفضُ قصر المدى وإن طال،
أنا التي أُخفي أسراري في الأعماق، وأُضيءُ وجهي حين يكتملُ القمر.
لا تُحاول أن تُبحر فيّ، فأنا أُحبُّ الغرقَ أكثر من النجاة."
"أنا القمرُ حين يُكتبُ على صفحة الماء، لا أُثبتُ المعنى، بل أُشعله صوتا حفيفا،
أُعيدُ ترتيبَ الحنينِ كما تُعيدُ الأمواجُ رسمَ الشاطئ، ابتسم حين تظنّان أنني أُطيعُ المدّ أو الجزر."
كلّما كتبتكِ، تغيّرتِ، كأنكِ لا تُريدين أن تُكتَبي وأبوح لكِ،
كأنكِ تفضلين أن تبقي في الغياب، حيث لا وزن يُقيدكِ، ولا قافية تفضحكِ.
"أنا لا أُكتَب، بل أُحسّ... ثم أُنسى، ثم أشتاق، ثم أعود،
كما يعود الضوءُ خجولًا إلى مرآةٍ مكسورة، لا تعكسه كاملاً، لكنها لا تنساه."
وأنا بينكما، أحملُ ما لا يُقال، أُخفي ما لا يُفهم،
أُعيد ترتيب الحنين في شكل بيتٍ مبتور، وأضحكُ حين تظنّان أنني أُطيعكما.
أثرثرتُ كثيرًا، لعلّكِ تسمعين، لعلّكِ تردّين، لعلّ القصيدة تُصبح اعترافًا.
أنا لا أُجيب، لأنني أُفضّل أن أكون الصمتَ الذي يُربكك،
والنبضةَ التي تُشبهك، والظلَّ الذي لا يثبتُ في الضوء.
أنا لستُ اعترافًا، أنا انكسارُه، أنا ما يتبقى حين تنتهي الكلمات،
وحين يُصبح المعنى خجولًا من نفسه.
كلّ ما كتبتُه عنكِ هو محاولةٌ لتقليد حضوركِ،
لكنّكِ لا تُقلَّدين، أنتِ الحضورُ الذي لا يُثبت، والغيابُ الذي لا ينقطع حضوره.
فلا تُحاول أن تُفسّرني، أنا سيدة الغموض،
أنا أُحس، ثم أُكتَب، ثم أعودُ إليك، كما يعودُ الحنينُ إلى من لا يريده.
أنا أنتما، حين تلتقيان في بيتٍ واحد، ثم تفترقان في المعنى،
أنا الغموضُ الذي يُنقّط فوق الحرف، والوضوحُ الذي لا يُحبّ أن يُفهم.
" تحويلة "
توضّأتُ بالصمتِ قبل الكتابةِ، فأزهرتْ في يديّ قوافي حسان.
أبدد ضجيج الصمت هذيان
أتوقُ متيماً إلى لقياكِ
قد خاضَ أوردةَ الحروفِ زورقي
حتى دنوتِ فضمني مرساكِ
لا تسألي لغةَ القصيدِ تمزّقت
وتلاشت أبياتُها لولاكِ
سلكتُ دروبَ الحب لم أرَى
مثلَ قلبكِ صادقَ الإحساسِ
يجتاحُني طيفُكِ في البعدِ
يعانقني ينيرُ سوادي
══════════════════════════════════════
العقاب
حين يكتب الحنين جناحيه.. يصبح الغياب سماءً أخرى للتحليق.
══════════════════════════════════════
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : ثلاثية الحنين " الفريق الأحمر "
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء

