-
- إنضم
- 10 أكتوبر 2021
-
- المشاركات
- 29,064
-
- مستوى التفاعل
- 7,338
- مجموع اﻻوسمة
- 8
ماهو الفراغ العاطفي /الفريق الأزرق
الفراغ العاطفي... حين يغيب الدفء في زمن الازدحام.
تتزايد في السنوات الأخيرة مظاهر ما يمكن تسميته بـ الفراغ العاطفي، وهي حالة لا ترتبط بالوحدة المكانية أو الجسدية بقدر ما تتصل بالوحدة الشعورية داخل العلاقات الإنسانية نفسها. فكم من أناس يعيشون مع شركاء حياتهم أو داخل أسرٍ مكتملة، ومع ذلك يشعرون بأنهم غرباء في بيوتهم، وأن الدفء الذي كان يومًا مصدر الأمان بات غائبًا خلف جدار من الصمت والانشغال.
إن العاطفة ليست ترفًا كما يتصور البعض، بل هي حاجة إنسانية أصيلة، تؤكدها علوم النفس والاجتماع بوصفها ضرورة حيوية لبقاء التوازن النفسي والعاطفي. فالحب، والاهتمام، وكلمة التقدير، ونظرة الحنان، كلها عناصر تسهم في بناء الاستقرار الداخلي للفرد. وعندما تُهمَل هذه الاحتياجات، يبدأ الإنسان بالتآكل من الداخل، فتضعف دافعيته للحياة، وتبهت قدرته على التواصل، ويغمره إحساسٌ قاسٍ بعدم الأهمية.
ما يجعل هذه الظاهرة مقلقة أنها لم تعد استثناءً، بل أصبحت جزءًا من المشهد الإنساني المعاصر. ضغوط الحياة، وسرعة الإيقاع، والانغماس في الواجبات المهنية والاجتماعية، كلها عوامل تجعل المشاعر تتراجع إلى المقاعد الخلفية. وفي خضم هذا الزحام، يتلاشى الحوار الوجداني، ويتحوّل الارتباط إلى أداءٍ ميكانيكي يخلو من الروح.
الفراغ العاطفي لا يصيب الرجال وحدهم، ولا النساء فقط، بل يمسّ الجميع بدرجات متفاوتة. إنه أحد انعكاسات العصر الحديث الذي أغرق الإنسان في التفاصيل المادية وحرمه من البساطة الإنسانية. فبينما تتقدم التكنولوجيا وتتضاعف وسائل التواصل، يزداد البعد العاطفي، وتغدو القلوب أبعد من أي وقت مضى.
ما يحتاجه الإنسان في النهاية ليس أكثر من شعورٍ صادقٍ بأنه مرئي ومُقدَّر، بأن له مكانًا في قلب من يعيش معه. فالحب في جوهره ليس تملكًا ولا مبالغة في الاهتمام، بل هو حضورٌ يروي الروح ويمدّها بطاقة الاستمرار.
إن إعادة الاعتبار للعاطفة في حياتنا ليست دعوةً رومانسية، بل ضرورة وجودية، لأن الإنسان بلا مودةٍ صادقة يبهت من الداخل مهما بدا قويًّا من الخارج.
ففي النهاية، لا تُقاس متانة العلاقات بعدد السنوات، بل بقدرتها على إبقاء القلوب حيّة رغم ضجيج العالم.
تتزايد في السنوات الأخيرة مظاهر ما يمكن تسميته بـ الفراغ العاطفي، وهي حالة لا ترتبط بالوحدة المكانية أو الجسدية بقدر ما تتصل بالوحدة الشعورية داخل العلاقات الإنسانية نفسها. فكم من أناس يعيشون مع شركاء حياتهم أو داخل أسرٍ مكتملة، ومع ذلك يشعرون بأنهم غرباء في بيوتهم، وأن الدفء الذي كان يومًا مصدر الأمان بات غائبًا خلف جدار من الصمت والانشغال.
إن العاطفة ليست ترفًا كما يتصور البعض، بل هي حاجة إنسانية أصيلة، تؤكدها علوم النفس والاجتماع بوصفها ضرورة حيوية لبقاء التوازن النفسي والعاطفي. فالحب، والاهتمام، وكلمة التقدير، ونظرة الحنان، كلها عناصر تسهم في بناء الاستقرار الداخلي للفرد. وعندما تُهمَل هذه الاحتياجات، يبدأ الإنسان بالتآكل من الداخل، فتضعف دافعيته للحياة، وتبهت قدرته على التواصل، ويغمره إحساسٌ قاسٍ بعدم الأهمية.
ما يجعل هذه الظاهرة مقلقة أنها لم تعد استثناءً، بل أصبحت جزءًا من المشهد الإنساني المعاصر. ضغوط الحياة، وسرعة الإيقاع، والانغماس في الواجبات المهنية والاجتماعية، كلها عوامل تجعل المشاعر تتراجع إلى المقاعد الخلفية. وفي خضم هذا الزحام، يتلاشى الحوار الوجداني، ويتحوّل الارتباط إلى أداءٍ ميكانيكي يخلو من الروح.
الفراغ العاطفي لا يصيب الرجال وحدهم، ولا النساء فقط، بل يمسّ الجميع بدرجات متفاوتة. إنه أحد انعكاسات العصر الحديث الذي أغرق الإنسان في التفاصيل المادية وحرمه من البساطة الإنسانية. فبينما تتقدم التكنولوجيا وتتضاعف وسائل التواصل، يزداد البعد العاطفي، وتغدو القلوب أبعد من أي وقت مضى.
ما يحتاجه الإنسان في النهاية ليس أكثر من شعورٍ صادقٍ بأنه مرئي ومُقدَّر، بأن له مكانًا في قلب من يعيش معه. فالحب في جوهره ليس تملكًا ولا مبالغة في الاهتمام، بل هو حضورٌ يروي الروح ويمدّها بطاقة الاستمرار.
إن إعادة الاعتبار للعاطفة في حياتنا ليست دعوةً رومانسية، بل ضرورة وجودية، لأن الإنسان بلا مودةٍ صادقة يبهت من الداخل مهما بدا قويًّا من الخارج.
ففي النهاية، لا تُقاس متانة العلاقات بعدد السنوات، بل بقدرتها على إبقاء القلوب حيّة رغم ضجيج العالم.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : ماهو الفراغ العاطفي /الفريق الأزرق
|
المصدر : دراسات علم النفس لتطوير الذات

