تواصل معنا

منى ذكي كممثله .. مروان حامد كمخرج…أحمد مراد كمؤلف خانوا مصر قولا واحدا… من غير لف ولا دوران والخيانة مش دايما باب بيتفتح للعدو ،، أحيانا بتبقى أبسط...

ملاذ أمن

أنتمي للخيال، لم تكن الأرضِ يوماً موطني
نجوم المنتدي
إنضم
2 يونيو 2024
المشاركات
3,924
مستوى التفاعل
2,290
العمر
41
الإقامة
في عالم موازي
مجموع اﻻوسمة
10
خيانة من نوع أخر «فيلم الست»

منى ذكي كممثله .. مروان حامد كمخرج…أحمد مراد كمؤلف

خانوا مصر قولا واحدا… من غير لف ولا دوران

والخيانة مش دايما باب بيتفتح للعدو ،، أحيانا بتبقى أبسط وأخطر..
زي مثلا إنك تمد إيدك لرمز بلدك وتكسره
زي انك تحاول تزيف وعي الناس وتحطم في عيونهم وعقولهم كل معاني ورموز القوة الوطنية
زي انك تشوه تاريخ بلدك وتحاول تمحي الهوية والذاكرة الوطنية عند الناس

ودا للاسف اللي حصل مع كوكب الشرق أم كلثوم في الفيلم الكارثي «الست»
لأن ببساطة ده مش فيلم عن قصة حياة كوكب الشرق «الست» أم كلثوم .. دا فيلم عن حياة «الست» اللي في خيال المؤلف

وهنا أنا عندي سؤال عايز أوجهه لمؤلف هذا المسخ السينمائي :
انت وانت بتكتب الفيلم ده.. كنت شايف أم كلثوم إزاي وكانت بتمثل لك إيه ؟

أم كلثوم اللي هي مش مجرد مطربة ، دي ذاكرة جمعية و صوت كان حاضر في بيوت كل الناس ، الفقير قبل الغني
أم كلثوم رمز حي خالد في وجدان شعب كامل اتربى على الإحساس إنه فيه حاجة اسمها “هيبة”

أم كلثوم مش مجرد رمز مصري ، دي تعدت المرحلة الوطنية المحلية ووصلت انها بقت رمز عربي.. رمز إقليمي .. رمز للمنطقة الشرق أوسطية كلها ، بما فيها حتى من دول غير عربية ( إيران - تركيا ، بل وحتى في دويلة الكيان)

فيه ناس حارقها وصعبان عليها إن البلد دي يبقى عندها حاجة تتفخر بيها قدام العالم.

الرموز الكبيرة ما بتعيشش لأنها بلا أخطاء ، لكن لأنها سكنت خيال الناس وعاشت في وعي البسطاء وفي نقاشات المثقفين ووجدان كل الناس ، وفي الإحساس الجمعي إن فيه شخصيات أكبر من مجرد سيرتها الذاتية.
وعشان كده عمرها ما بتموت.

لكن في منطق جديد ظهر:

طالما الرمز لسه حي في وجدان الناس يبقى الحل إننا نصغره...
ننزع عنه الهالة ونحوله من أيقونة إلى مجرد مسخ مشوه ونمرر لك جرعة السم دي جوه علبة قطيفة فاخرة مبهرة من اللوكشينات الفخمة والاضاءة والتصوير بأحدث التقنيات والفوتومونتاج والموسيقى والديكور و الملابس والانتاج الضخم والصرف بلا حساب ، ودى كلها عوامل مبهرة وممتعة تخلي المشاهد مياخدش باله من كم التشوه والتزييف اللي جوه الباكيدج الحريرية الفاخرة دي
وعشان كده المشاهد بيخرج من الفيلم بمشاعر متضاربة متناقضة ، ما بين جمال وفخامة الشكل الفني، وبين ضحالة وتدليس الفكرة والمحتوى

فلما فنانة بحجم منى ذكي ومران حامد عارفين كويس وزن الرمز ده في وجدان مصر والوطن العربي ويوافقوا يشاركوا في عمل يركز على السقطات ويقدم الأيقونة بشكل هش، قابل للتشويه، قابل للاستهلاك الرخيص…
وكمان يتغافلوا عن دور كل شخص ومؤلف وملحن عظيم في حياتها عن عمد
يبقى هما كده اشتركوا في خيانة مجسدة متكاملة الأركان

فين مثلا دور الشيخ أبو العلا محمد في حياتها ومسيرتها ؟؟
فين مقابلة "سيد درويش" ليها في راس البر لما تنبأ ليها بموهبة فذة هتعمل طفرة في الموسيقى ...
فين دور الشيخ زكريا أحمد وبيرم التونسي ؟...
كل دول كانوا محطات مهمة جدا في حياتها ومسيرتها وأثروا فيها واتأثروا بيها وساهموا في نجاحها
لما تغفل كل الشخصيات المهمة الملهمة دي يبقى ده مش فن ده اغتيال معنوي

انت متخيل انه فيلم عن أم كلثوم ما يجبش سيرة عن رياض السنباطي !! وعايزني بعد كده أشوفه أو أصدقه ؟!

متخيل انه فيلم عن أسطورة فنية بحجم أم كلثوم محكاش قصة أغنية واحدة من أغانيها ولا اتكلم عن الأغنية دي"اتعملت إزاي من بدايتها لنهايتها"، ولا سمعنا كوبليه كامل على بعضه، فأنت إزاي بتحكي سيرة الست من غير ما تحكي تاريخها ومحطاتها الفنية ؟!!

فين كمان دور أم كلثوم الوطني على مر العصور ؟
أم كلثوم اللي غنت رثاء في سعد باشا زغلول وقالت لن يغيب عن مصر سعد ، ومخافتش من الملك فؤاد اللي عمره ما حب سعد باشا وكان اكبر عدو ليه ...متبقاش أبدا وصولية أو بتبص لنفسها...دي شخصية كان عندها حس وطني وبتحس بالناس

أم كلثوم اللي الظباط والعساكر المتحاصرين في الفالوجا في حرب 48 طلبوا من وزير الحربية حيدر باشا انهم يسمعوا أغاني ام كلثوم عبر الاذاعة لأن ده كان اكبر دافع معنوي ليهم ، وفعلا اتصل حيدر باشا بالصحفي مصطفى امين وطلب منه يقول لها ، وغنت غلبت اصالح و انا في انتظارك

أم كلثوم اللي وجهت دعوه لضباط الفالوجا بعد عودتهم من المعركة لزيارة بيتها بقيادة قائدهم السيد طه أو الضبع الاسمر واستقبلت الظباط والجنود دول تقديرا منها ودعما لجيش بلدها ، وكان منهم الزعيم عبدالناصر... هل هي كانت تعرف مثلا انه هيبقى رئيس في يوم من الايام...وألا ده كان احساس وطني نابع من مسئوليتها تجاه بلدها ؟!
.
وتقولي أصل أنا بركز على قصة حياة أم كلثوم الانسانة مش الفنانة ، فتروح مطلعها مجرد واحدة فلاحة جاهلة جاية من مجاهل قرى وأرياف الدلتا المصرية وان الفلاحة دي بتنشد في الموالد وشغالة بلقمتها -عادي حقايق تاريخية عن حياة الست- بس في وسط الحقايق التاريخية دي فيه رسايل غريبة لفتت انتباهي كمتلقي، زي مثلا ان والد أم كلثوم الشيخ إبراهيم البلتاجي الشيخ ومحفظ القرآن كان بيتاجر ببنته، بيلف بيها في الموالد وبيسترزق من وراها وبيضرب الفلوس في جيبه، سافروا القاهرة وهي قلعت لبس الريف ولبست لبس مخالف لرغبة أبوها بس أبوها غير رأيه عشان إيرادها في اليوم هيبقى "10 جنيه" فباع مبادئه وهو راجل أزهري ومحفظ قرآن، وبعدين البنت الفلاحة دي كبرت وبقت كوكب الشرق كده وخلاص من غير ما نعرف هي إزاي اشتغلت على نفسها واتعلمت واتثقفت لدرجة انها كانت بتجادل كبار فطاحل الشعراء في اختيار كلمات قصائدهم الفصحى وبتعدل عليهم ،
وتسيب تفصيلة - بل تفاصيل كتيرة بالشكل ده - وتركز على ان أبوها راجل طماع وبيتخانق على نسبته في بنته وبيتاجر بيها، تقولش يا أخي الراجل لا كان عنده مبدأ ولا شرف، راجل طماع وماشي ورا الجنيه، لا يهمه فن ولا يهمه كرامة بنته

وتسيب هي إزاي اتعلمت لغات أجنبية وأدب عربي وانجليزي وفرنسي ، واتعلمت علم العَروض والمقامات الموسيقية، و طورت نفسها لدرجة انها اتعلمت فنون الإتيكيت ، وتجيبهالنا انها كانت "مره" بتشقط الرجالة .. تخيل يا مؤمن! - اه والله زي ما بقولك كده - شاغلت الشاعر أحمد رامي وتلاعبت بمشاعر الملحن محمد القصبجي ولعبت على الملحن محمود الشريف وغازلت شريف باشا صبري أخو الملكة نازلي لحد ما ربنا وفقها وشقطت الدكتور بتاعها حسن الحفناوي واتجوزته! إييييييه ده!

لدرجة أقسم بجلال الله سمعت مقطغ فيديو لبنوتة قاعدة في العربية مع صاحبتها بعد ما شافوا الفيلم والبنت بتقول لصاحبتها إيه ده! هي الست دي مكانتش بتعمل حاجة في حياتها غير انها تشقط رجالة ؟!!!!

معلهش فكروني كده ، هو اللي كتب السيناريو ده أسمه احمد مراد واللا عبحميد كشك ؟

يا راجل ده كان ناقص يقول انها كانت بتتاجر في الأعضاء البشرية وبيتتاجر في السلاح كمان

يعني انتوا صارفين ومكلفين مئات الملايين دي كلها عشان تقولولنا ان الست ام كلثوم كانت بخيلة وبتدخن سجاير بشراهة وعاقة بأهلها ؟!!!

بقى أم كلثوم اللي اتبرعت بمئات الألاف من الجنيهات والدولارات وحتى بمجوهراتها ومقتنياتها الشخصية دعما لبلدها وجيش بلدها كانت بخيلة ؟
وكل ده موثق في أفلام وثائقية وشهادات رسمية ومعاصرة، ومش مجرد روايات شعبية من محبيها وعشاق فنها.
بقى شخصية بالكرم والتفاني ده كانت بخيلة ؟!!

بقى أم كلثوم اللي صوتها من أجمل وأندر وأقوى الأصوات في التاريخ البشري كانت بتشرب سجاير ؟
طب حتى كان بان عليها في قصر نفسها
دي كانت بتغني الكوبليه كله في نفس واحد وهي في السبعين من عمرها
واضح ان المؤلف بيحب أم كلثوم جدا
.
اللي بيحصل ده نوع من تحطيم قدسية الرموز وهدم القوى الناعمة المصرية واغتيال كامل متكامل الأركان لرمز من أكبر وألمع وأهم رموز القوة الناعمة المصرية

والاغتيال هنا بيكون أخطر من الإغتيال بالسلاح الناري ، لأنه بيتم عن طريق تزبيف الوعي و تشويه الصورة في وجدان كل مصري
اغتيال حريري ناعم بيتم بهدوء من غير دم،
ومن غير صدام مباشر
فيلم،
ومشهد،
وتفصيلة محسوبة
تهد الارتباط النفسي بين الناس وبين رمزهم.

والخطورة هنا ان اغتيال قيمة وقامة عظيمة ورمز فني بوزن أم كلثوم بيتم بنفس السلاح اللي هي دافعت بيه عن مصر وجمعت لها الأموال لدعم الجيش المصري والمجهود الحربي .. أيوه بنفس السلاح مع الأسف .. سلاح الفن .. ومشكلة الفن بجميع صوره انه الأقرب للناس ، الأسرع انتشاراً ، الأكثر تأثيراً ، والكارثة ان الدراما و السينما بيتحولوا بمرور الزمن لتاريخ ، خصوصا بالنسبة للأجيال الجديدة اللي مش بتقرا ولا بتدور على الحقيقة وبتاخد كل معلوماتها وبيتشكل وعيهم من الأفلام والدراما
.
صحيح مش مطلوب مننا نقدس البشر ، بس مطلوب نفهم الفرق بين النقد والتجريف …بين قراءة التاريخ و تزييفه .. بين الحفاظ على هيبة الرموز وبين التشويه وهدم الذاكرة... بين النقد والحقد

الحقد اني اشتغل عليك ، اخترقك ، أوقعك ، أخليك تفقد مميزاتك ، تبقى نسخة فارغة مالهاش اي معنى ولا قيمة ، وطالما انا مش قادر أقف أمام زخم وثراء قوتك الناعمة ، وأمام رموزك يبقى الحل الأسهل اني = أشوهها وأنزع الهالة والهيبة منها وأسقطها في عيون الناس ، وخصوصا في عيون وقلوب وغقول الأجيال الجديدة ، عشان المصريين مايلاقوش رمز فني عملاق وطني محترم يتسندوا عليه بعد كده

وطالما انا مش قادر اعمل "ست" تكون زي أم كلثوم في مصر ، يبقى الحل الأسهل اني اضرب أم كلثوم ، أفرتك أسطورتها ، أنزع عنها هالة المهابة والتقدير ، أوقع مكانتها في عيون وقلوب الناس

وكل ده بالاستعانة بمجموعة من أشباه المثقفين والأرزقية اللي بيخونوا أوطانهم وبيبيعوا نفسهم وضمائرهم لكل مشتري عابر بحفنة من الدراهم والريالات
.
اللي لازم نعرفه ونفهمه كويس ان الرمز ده مش ملك الفنان ولا ملك شركة إنتاج ، ده ملك شعب كامل

واللي يقرر يشتغل على الرمز ده ويفككه بشكل مشوه ومقرف وهو عارف تأثير اللي بيعمله ده ، وعارف إن الناس محتاجة تفضل شايفة بعض الحاجات “كبيرة” عشان ما تصغّرش من جواها…

اللي يعمل كده يبقى خان الأمانة قولا واحدا
.
 

ملاذ أمن

أنتمي للخيال، لم تكن الأرضِ يوماً موطني
نجوم المنتدي
إنضم
2 يونيو 2024
المشاركات
3,924
مستوى التفاعل
2,290
العمر
41
الإقامة
في عالم موازي
مجموع اﻻوسمة
10
خيانة من نوع أخر «فيلم الست»
ما الداعي لأن نفتش في حياة مطربةٍ كبيرة كـ «أم كلثوم» عن عيوبٍ شخصية، وكأننا لم نجد ما نفعله إلا فتح درجٍ قديمٍ لا يعنينا ما فيه؟! ثم من قال أصلًا أننا ظنناها يومًا مُنزهة أو معصومة؟!
«أم كلثوم» لم تترك لنا مذكرات اعتراف، ولا طلبت من أحد أن يُقيّم أخلاقها، كل ما فعلته أنها غنت لنا جميعًا.
كانت ظاهرةً تُذاع من الخليج إلى المحيط، صوتًا يجعل الشوارع تهدأ، والمقاهي تصمت..
وفي زمنٍ كانت فيه الأمة تبحث عن نفسها، جاء صوتها كدليل استخدام مؤقت للروح العربية.
لكننا نعيش عصرًا غريبًا..
عصر لا يثق في العظمة، ويُصاب بالحكة و«الأكلان» إذا رأى رمزًا واقفًا دون تشويه، بحجة سنعرض الجانب الخفي للست، يا لنا من بارعين!
فنبدأ في تفكيكه بفذلكة فارغة: هذا دليل عصبية، وهذا تسلط، وهذا بخل، وهذه عقدة دفينة... إلخ هذا الهُراء؛ كأن الفن العظيم لا يخرج إلا من شخصٍ لطيفٍ يبتسم للجميع ويستحم يوميًا ويُحب القطط.
النتيجة؟
لا نفهم الماضي، ولا نحترم الحاضر، ولا نترك للمستقبل شيئًا يتعلق به.
الفن يا سيادة المبدعين لا يُقاس بالسمات الشخصية للفنان، ولو تحدثت السمات الشخصية نفسها عن هذا العبث السينمائي، لقالت لصانعيه فردًا فردًا: «وأنت مال أمك!» ولها كامل الحق..
ولو كانت الأمور كذلك أصلًا لما بقي لنا كتاب يُقرأ، ولا موسيقى تُسمع، ولا فلسفة تخاطب العقول، ولا حتى أمل من أي نوع.
نحن لا نبحث عن بشرٍ كاملين، هذا مُحال بعد انتهاء زمن النبوة، بل نبحث عن أعمالٍ تجعل هذا العالم أقل فظاظة، وليحتفظ الفنان بعدها بصفاته الشخصية لنفسه، لأنه سيُحاسب عليها أمام الله فقط.
على أية حال «أم كلثوم» لا تحتاج محاميًا، فقد أثبتت نفسها كأهم ظاهرة فنية في القرن العشرين، ثم مضت، ولسان حالها يقول لمن ذكرها بعد ذلك «فماذا عنكم!»..
لكننا نحتاج طبيبًا يفحص هذا الشغف الغريب بتكسير التماثيل، حتى لو همس البعض بأن الأمر متعمد لأهداف مقصودة، والحدق يفهم..
ثم إن من يكسر رموزه بإفراط، سوف يستيقظ يومًا ما، ليجد نفسه بلا شيء يرفع رأسه إليه..
بس كده.
 
Comment

sitemap      sitemap

الموقع التعليمي
أعلى