الانبِثاقُ مِنَ الرَّمَادِ… وَوَهْجُ الحَيَاةِ
«الانبِثاقُ مِنَ الرَّمَادِ… وَوَهْجُ الحَيَاةِ»
أَنَا العَنقاءُ، مِنَ الرَّمَادِ قَدْ وُلِدتْ،
وَبِالنَّارِ قَدْ أُحييتْ، وَالأَلَمَ قَدْ صَقلتْ.
فِي كُلِّ جَرْحٍ أَحْمِلُ لَظَى وَوَهْجًا،
وَمِنْ كُلِّ سُقوطٍ أَقُومُ أَعْلَنُ الْانْتِصَافَ.
يَا مَنْ يَظُنُّ أَنَّ النَّارَ تَحْرِقُ فَقَطْ،
لَا يَدْرِي أَنَّ اللَّوْحَةَ تَتَجَلَّى بَعْدَ الإِشْتِعالِ.
أَتَسَلَّلُ مِنَ الدُّخَانِ وَأَمْسَكُ بِالجَنَاحِ،
أُطِيرُ فَوْقَ القَمَرِ وَأَهْدِيهِ لِلرِّيحِ.
كُلُّ شُعْلَةٍ هِيَ دَرسٌ فِي الصَّبْرِ وَالْعَزْمِ،
وَكُلُّ سُحُبَةٍ مِنَ الدُّخَانِ هِيَ أُغْنِيَةُ الانْتِصَارِ.
أَنَا اللَّوْحَةُ الَّتِي لَمْ تُخْتَتَمْ،
وَاللَّهِ قَدْ أَقْسَمْتُ أَنْ أَحْتَضِنَ كُلَّ بَدْرٍ وَكُلَّ وَهْجٍ.
إِنْ كَانَتِ الرُّمَادُ قَدْ أَطْفَأَتْ الْأَمَلَ فِي العُيُونِ،
فَإِنَّ الجَنَاحَ الَّذِي أَحْمِلُهُ يُنَارُ بِهِ السَّمَاءَ.
أَنْبُثُّ كُلَّ صَبَاحٍ كَمَوجٍ مِنَ الْوَفَاءِ،
وَأُهَدِّدُ اللَّيْلَ بِوَهْجٍ لَا يُقْدِرُ عَلَيْهِ الظَّلَامُ.
كُلُّ مَرَّةٍ أَسْقُطُ، أَقومُ أَقْوَى،
وَكُلُّ جُرحٍ أَحْمِلُهُ أَصْبَحُ بِهِ أَقْدَرَ.
أَنَا النَّارُ وَالرُّمَادُ وَاللَّوْحَةُ،
وَالْعَزْمُ الَّذِي لَا يُكْسَرُ وَالْقَلْبُ الَّذِي لَا يَهْنَى.
فَاسْمَعُوا، أَيُّهَا الَّذِينَ يَنْظُرُونَ مِنَ الظِّلَالِ،
أَنِّي العَنقاءُ… وَمِنَ الرُّمَادِ أَنْبُثُّ، وَأَلْوَحُ بِالْحَيَاةِ.
كُلُّ نَفْسٍ تُهْمِلُهَا اللَّظَى، أُعِيدُهَا لِلْوَهْجِ،
وَكُلُّ قَلْبٍ يَخَافُ السُّقُوطَ أَرْفَعُهُ بِجَنَاحِي.
لَا تُحْسَبُوا سَقُوطِي هُزِيمَةً،
فَكُلُّ رَمَادٍ هُوَ وَسَطُ انْبِثاقِي وَنُورِي.
أَنَا العَنقاءُ، وَكُلُّ جَرْحٍ هُوَ مَدْرَسَةٌ،
وَكُلُّ لَوْحٍ هُوَ فَصْلٌ فِي كِتَابِ الانْتِصَارِ.
فَاسْمَعُوا صَوْتِي، يَا أَهْلَ الْحُرُوفِ،
فَكُلُّ مَرَّةٍ أَنْبُثُّ فِيهَا الرَّمَادَ، أَحْمِلُ نُورًا، وَأَرْسُمُ أَمَلًا، وَأُحَيِي قَلْبًا.
بقلم: أمل العماوي
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : الانبِثاقُ مِنَ الرَّمَادِ… وَوَهْجُ الحَيَاةِ
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء

