من هو فيصل بن الشريف حسين بن علي الذي جلس على عرشي العراق وسوريا
في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول من 1932 انضم العراق إلى عصبة الأمم كدولة "مستقلة" بعد أكثر من عقد من تنصيب بريطانيا فيصل بن الحسين ملكاً عليه.
وقبل ذلك اليوم بنحو 14 عاما وتحديدا في 4 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1918 كان فيصل قد دخل دمشق لينهي السيطرة العثمانية على البلاد التي استمرت 400 عام ثم يجلس لاحقا على عرش المملكة العربية السورية التي كانت قصيرة العمر، ولكنها شملت كل بلاد الشام.
فيصل بن حسين وُلد في 20 مايو/آيار من عام 1885 في مكة وكانت تتبع الإمبراطورية العثمانية حينئذ وتوفي في 8 سبتمبر/أيلول من عام 1933 في برن بسويسرا، وكان رجل دولة وملك العراق (1921-1933)، كما كان رائد النهوض بالقومية العربية أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى.
وكان والده حسين بن علي أمير وشريف مكة الذي حكم الحجاز من عام 1916 إلى عام 1924.
بعد انحياز الإمبراطورية العثمانية إلى جانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، قرر الحلفاء إخراج العثمانيين من الحرب.
وكانت الخطة بسيطة وتتمثل في الإبحار بأسطول ضخم عبر مضيق الدردنيل الضيق الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بإسطنبول.
فمن خلال الاستيلاء على العاصمة العثمانية ستضعف الإمبراطورية بشدة، وربما تضطر حتى إلى الاستسلام.
ووضع الحلفاء خططا للغزو عن طريق البر بدلا من البحر للاستيلاء على المنطقة وضمان مرور الأسطول بأمان.
وكانت تلك المعركة قد بدأت في 17 فبراير/شباط عام 1915 وانتهت في 9 يناير/كانون الثاني عام 1916 في شبه جزيرة غاليبولي التركية خلال محاولة الحلفاء الاستيلاء على القسطنطينية (اسطنبول) خلال الحرب العالمية الأولى.
واشتركت في الحملة القوات البريطانية والفرنسية والهندية والنيوزيلندية والأسترالية والكندية ضد قوات الإمبراطورية العثمانية التي كانت تدعمها المانيا وفي النهاية أجبر الحلفاء على الانسحاب.
ولقد فشلت الخطة فشلا ذريعا، فقد كان الأسطول ضخما ولكنه كان قديماً جداً، وتعرضت العديد من السفن لاضرار أو الغرق بفضل المدافع والألغام العثمانية، مما أجبرها على التراجع
وبعد معركة غاليبولي، حول الحلفاء اهتمامهم إلى غزو الشرق الأوسط للسيطرة على المنطقة التي تضم حاليا العراق وإسرائيل وفلسطين وسوريا ولبنان والأردن.
وشهدت الفترة بين يوليو/ تموز عام 1915 ومارس/ آذار عام 1916 مراسلات حسين- مكماهون حيث تبادل السير هنري مكماهون، المفوض السامي البريطاني في مصر، والأمير الشريف حسين بن علي أمير مكة في ذلك الوقت، الرسائل التي قدم فيها البريطانيون تعهدات معينة تجاه العرب مقابل دعم العرب للبريطانيين ضد العثمانيين خلال الحرب.
وقد اندلعت شرارة تلك الثورة عندما قام مقاتلون عرب غير مدربين على خوض عمليات قتالية مثل الجنود النظاميين، في شهر يونيو/حزيران عام 1916 بشن هجوم على الحاميتين العثمانيتين في كل من مكة والمدينة.
وعند إخفاق الهجوم في تحقيق أي نجاح تراجعت القوات المهاجمة بعد أيام قليلة وفرضت الحصار على الحاميتين، ولم يطل الوقت كثيراً إذ استسلمت حامية مكة، لذلك أرسلت بريطانيا تعزيزات عسكرية لمساعدة القوات العربية ومن بينها كتيبة مدفعية قدمت من مصر التي كانت تحت الاحتلال البريطاني وشاركت بفعالية في السيطرة على مكة في شهر يوليو/ تموز 1916.
ولجأت القوات العربية إلى مهاجمة خط الإمداد الخلفي للقوات التركية، وهو سكة حديد الحجاز التي تمتد لمسافة 1300 كم تقريبا وهي المسافة بين المدينة ودمشق.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول عام 1916 نصب الشريف حسين بن علي نفسه "ملكا على بلاد العرب"، على الرغم من أن الحلفاء اعترفوا به رسميا فقط كملك على الحجاز.
وفي أوائل 1917 تركت قوات فيصل مكة ورابغ واتجهت شمالا نحو منطقة "وجه" على بعد 320 كم شمالي مكة، وحتى قبل أن تخوض هذه القوات أي معركة ضد القوات التركية كان الذعر قد دب في صفوف الأخيرة، وانسحبت قواتهم من أطراف رابغ الى المدينة.
تحصن نصف القوات التركية في المدينة بقيادة الجنرال عمر فخر الدين باشا وقاومت الهجمات العربية وحافظت على مواقعها حتى أوائل عام 1919 بينما نُشر النصف الآخر على طول سكة الحجاز بهدف حمايته من هجمات رجال القبائل العرب.
كما شاركت البحرية والطيران البريطانيان في قصف أهداف تركية على سواحل البحر الأحمر وتمكنت القوات العربية من السيطرة على كل موانىء البحر الأحمر ومدنه وأُلقي القبض على مئات الجنود الأتراك الذين زُج بهم لاحقا في المعارك ضد القوات التركية.
وفي عام 1917 شنت قوات الأمير فيصل وبتوجيه من لورانس العرب هجوما خاطفا على ميناء العقبة واستولت عليه، ونجحت القوات العربية في احتلال مساحة 160 ألف كيلو متر مربع دون أن تتكبد أي خسائر تذكر.
وقبل ذلك اليوم بنحو 14 عاما وتحديدا في 4 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1918 كان فيصل قد دخل دمشق لينهي السيطرة العثمانية على البلاد التي استمرت 400 عام ثم يجلس لاحقا على عرش المملكة العربية السورية التي كانت قصيرة العمر، ولكنها شملت كل بلاد الشام.
فيصل بن حسين وُلد في 20 مايو/آيار من عام 1885 في مكة وكانت تتبع الإمبراطورية العثمانية حينئذ وتوفي في 8 سبتمبر/أيلول من عام 1933 في برن بسويسرا، وكان رجل دولة وملك العراق (1921-1933)، كما كان رائد النهوض بالقومية العربية أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى.
وكان والده حسين بن علي أمير وشريف مكة الذي حكم الحجاز من عام 1916 إلى عام 1924.
بعد انحياز الإمبراطورية العثمانية إلى جانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، قرر الحلفاء إخراج العثمانيين من الحرب.
وكانت الخطة بسيطة وتتمثل في الإبحار بأسطول ضخم عبر مضيق الدردنيل الضيق الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بإسطنبول.
فمن خلال الاستيلاء على العاصمة العثمانية ستضعف الإمبراطورية بشدة، وربما تضطر حتى إلى الاستسلام.
ووضع الحلفاء خططا للغزو عن طريق البر بدلا من البحر للاستيلاء على المنطقة وضمان مرور الأسطول بأمان.
وكانت تلك المعركة قد بدأت في 17 فبراير/شباط عام 1915 وانتهت في 9 يناير/كانون الثاني عام 1916 في شبه جزيرة غاليبولي التركية خلال محاولة الحلفاء الاستيلاء على القسطنطينية (اسطنبول) خلال الحرب العالمية الأولى.
واشتركت في الحملة القوات البريطانية والفرنسية والهندية والنيوزيلندية والأسترالية والكندية ضد قوات الإمبراطورية العثمانية التي كانت تدعمها المانيا وفي النهاية أجبر الحلفاء على الانسحاب.
ولقد فشلت الخطة فشلا ذريعا، فقد كان الأسطول ضخما ولكنه كان قديماً جداً، وتعرضت العديد من السفن لاضرار أو الغرق بفضل المدافع والألغام العثمانية، مما أجبرها على التراجع
وبعد معركة غاليبولي، حول الحلفاء اهتمامهم إلى غزو الشرق الأوسط للسيطرة على المنطقة التي تضم حاليا العراق وإسرائيل وفلسطين وسوريا ولبنان والأردن.
وشهدت الفترة بين يوليو/ تموز عام 1915 ومارس/ آذار عام 1916 مراسلات حسين- مكماهون حيث تبادل السير هنري مكماهون، المفوض السامي البريطاني في مصر، والأمير الشريف حسين بن علي أمير مكة في ذلك الوقت، الرسائل التي قدم فيها البريطانيون تعهدات معينة تجاه العرب مقابل دعم العرب للبريطانيين ضد العثمانيين خلال الحرب.
الثورة العربية الكبرى
وفي يونيو/حزيران عام 1916 بدأت الثورة العربية ضد تركيا، حليفة ألمانيا، وهي الثورة التي عمل البريطانيون بجد على تشجيعها.وقد اندلعت شرارة تلك الثورة عندما قام مقاتلون عرب غير مدربين على خوض عمليات قتالية مثل الجنود النظاميين، في شهر يونيو/حزيران عام 1916 بشن هجوم على الحاميتين العثمانيتين في كل من مكة والمدينة.
وعند إخفاق الهجوم في تحقيق أي نجاح تراجعت القوات المهاجمة بعد أيام قليلة وفرضت الحصار على الحاميتين، ولم يطل الوقت كثيراً إذ استسلمت حامية مكة، لذلك أرسلت بريطانيا تعزيزات عسكرية لمساعدة القوات العربية ومن بينها كتيبة مدفعية قدمت من مصر التي كانت تحت الاحتلال البريطاني وشاركت بفعالية في السيطرة على مكة في شهر يوليو/ تموز 1916.
ولجأت القوات العربية إلى مهاجمة خط الإمداد الخلفي للقوات التركية، وهو سكة حديد الحجاز التي تمتد لمسافة 1300 كم تقريبا وهي المسافة بين المدينة ودمشق.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول عام 1916 نصب الشريف حسين بن علي نفسه "ملكا على بلاد العرب"، على الرغم من أن الحلفاء اعترفوا به رسميا فقط كملك على الحجاز.
وفي أوائل 1917 تركت قوات فيصل مكة ورابغ واتجهت شمالا نحو منطقة "وجه" على بعد 320 كم شمالي مكة، وحتى قبل أن تخوض هذه القوات أي معركة ضد القوات التركية كان الذعر قد دب في صفوف الأخيرة، وانسحبت قواتهم من أطراف رابغ الى المدينة.
تحصن نصف القوات التركية في المدينة بقيادة الجنرال عمر فخر الدين باشا وقاومت الهجمات العربية وحافظت على مواقعها حتى أوائل عام 1919 بينما نُشر النصف الآخر على طول سكة الحجاز بهدف حمايته من هجمات رجال القبائل العرب.
كما شاركت البحرية والطيران البريطانيان في قصف أهداف تركية على سواحل البحر الأحمر وتمكنت القوات العربية من السيطرة على كل موانىء البحر الأحمر ومدنه وأُلقي القبض على مئات الجنود الأتراك الذين زُج بهم لاحقا في المعارك ضد القوات التركية.
وفي عام 1917 شنت قوات الأمير فيصل وبتوجيه من لورانس العرب هجوما خاطفا على ميناء العقبة واستولت عليه، ونجحت القوات العربية في احتلال مساحة 160 ألف كيلو متر مربع دون أن تتكبد أي خسائر تذكر.
اسم الموضوع : من هو فيصل بن الشريف حسين بن علي الذي جلس على عرشي العراق وسوريا
|
المصدر : حضارة بلاد الرافدين