ظاهرة الطلاق في المجتمع الكويتى
ظاهرة الطلاق في المجتمع الكويتى
قال الرسول صلي الله عليه وسلم "ان ابغض الحلال الي الله الطلاق" شرع الله سبحانه و تعالي الطلاق لظروف و احوال معينة و الاصل فيه الكراهه و قد كان مجتمعنا الكويتى به من حالات الطلاق كما اي مجتمع عربي اخر
حتى العقدين الاخيرين تحديدا منذ العام 1999 حيث تراوحت نسب الطلاق سنويا من 18% الي 51% و هي ارقام كبيرة جدا لم يعهدها المجتمع الكويتى المتالف و المحافظ منذ نشأته.
لفتت هذه الظاهرة الانظار اليها بشده حكوميا وشعبيا و ظهرت دراسات ومحاولات عديدة لمحاربتها و الحد من انتشارها و ان استمرت علي وتيرتها المتسارعه و المتزايدة سنويا بين طوائف الشعب الكويتى خاصة فقد
اشارت بعض الدراسات الي وجود ما بين 22 الي 29 حالة طلاق يوميا في الكويت بالذات بين حملة المؤهلات العليا كاكثر شريحة تتصدر هذه الظاهرة و هو ما دفع الكويت الي المركز الاول في العام 2014 كاكثر حالات طلاق في دول الخليج عامة مما جعلها ظاهرة تقترب من التفشي احيانا و تستوجب الدراسة ومعرفة الاسباب و تحديد طرق علاج لها و قد اجريت العديد من الدراسات حول تلك الازمة وطرق علاجها و كذلك التنبؤ بمستقبلها و ما قد تئول اليه مستقبلا
اهم اسباب الطلاق في المجتمع الكويتى
من الدراسات العديدة التى اجريت من مراكز ابحاث مختلفة بالبلاد و في حالات الزواج في كل الفئات العمرية
و خلصوا الي ان الاتي يعد ابرز اسباب انتشار الطلاق في المجتمع الكويتى :
- سوء معاملتة الزوج والتحكم المبالغ فيه و التزمت وعدم اعطاء المرأة مساحة لابداء الرأي في اي موضوع
- اختلاف المستوي التعليمي و الفارق الثقافي بين الزوج و الزوجة وانه سبب رئيسي لتأجج الاحداث بينهم
- تدخل الاهل المبالغ فية في اي حدث بين الزوجين وادلائهم باراء قد تسبب زيادة هوة الخلاف و ليس منعه
- بخل بعض الازواج و امتناعهم عن الانفاق بالكلية احيانا مما يؤثر علي المستوي المعيشي خاصة للاطفال
- الاختلاف الحاد و الظاهر في السلوك الشخصي بين الزوجين وعاداتهما بشكل يصعب معه التقريب بينهم
- الزواج المبكر في حالات كثيرة يصحبة عدم نضج الزوجين او احدهما مما يؤدي لمشاكل تحدث الطلاق
- ميل بعض الازواج لفكرة تعدد الزوجات وانتشار هذة الظاهرة يؤدي الي الطلاق في العديد من الحالات
- رفض الرجل لفكرة عمل المرأة او استقلالها اقتصاديا عنه مما يشعره بقدرتها علي الاستغناء عنه
- هناك حالات عديدة لضرب و اهانة وسب الزوجات مما يؤدي لاضرار نفسية لعن ناهيك عن طلب الطلاق
- عدم اهتمام المرأة بمنزل الزوجية وترك الامر لخادمتها وتواجدها خارج المنزل لفترات طويلة عند اهلها
- سكن الزوج في منزل العائلة ومع الاخوة مما يقضي علي استقلالية المراة و عدم احساسها بانها في بيتها
- ميل بعض الازواج لسلوكيات خارج المنزل مخالفة للعادات و التقاليد كالادمان وغيرها مما يؤدي للطلاق
- زيادة انفاق الزوجة وطلباتها المبالغ فيها وتجاوز الحد و القدرة المادية للزوج في بعض الاحيان
- القدرة المالية المرتفعه للزوجه في بعض الاحيان مما يؤدي لخلافات مع الزوج او منازعتة
- غلاء المعيشة بشكل كبير في السنوات الاخيرة مع علو التطلع و سقف الطموح بين الزوجين
- كثرة ميل احد الزوجين للخروج بصحبة الاهل او الاصدقاء لفترات طويلة تاركا مسئوليته الزوجية
- زيادة اعتماد احد الطرفين علي الاهل في تسيير امور البيت مما يؤدي لخلافات كبيرة بينهما
يعد ما سبق ابرز ما رصد من اسباب حالات الطلاق في المجتمع الكويتى و الذي واصلت الدراسات التنبؤ الي ما قد تئول اليه الحاله المجتمعية في حالة استمرار تفشي هذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة ووجدت الدراسات ان استمرار التفشي بهذا الشكل يحمل اثارا خطيرة علي المجتمع الكويتى ككل حيث ان الطلاق لا يعنى فقط مجرد انفصال طرفي العلاقة الزوجية بل يحمل بين طياته ما يحمل من مشاكل وخلافات قد تكون بين عائلات كاملة او
خلافات مالية ومادية ومعيشية للاطفال و تفكك اسري و عدم حصولهم علي الوعى و التربية اللازمين ليكونوا شخصيات سوية في المجتمع مستقبلا.
اثبتت بعض الدراسات ميل الاطفال لعائلات منفصلة للسلوك العنيف مع الاخرين بينما يميل اخرون للعزلة و الانطواء و غير ذلك من اثار نفسية مدمرة وهو ما قد يؤدي لي ظواهر مجتمعية خطيرة اخري
و هو ما قد يؤدي لانحرافات سلوكية ايضا في حياة الابناء فيما يلي من سنوات و قلة او انعدام الرقابة عليهم بالاضافة الي انتشار حالات النزاعات القضائية في المحاكم كما قد نصل في بعض الاحيان الي قطيعة الرحم
ظاهرة الطلاق لا تحمل في طياتها ما سبق من مشاكل فقط بل تؤدي في احيان كثيرة الي مشاكل نفسية ومادية صعبة لطرفي العلاقة الزوجية و الكثير من المشكلات في التعامل مع الاخرين مستقبلا و هو ما قد يفضي بهم لانواع اخري من المشكلات في الحياة او العزوف عن فكرة الزواج و تكوين اسرة من الاساس و هي عوامل تؤدي الي بناء مجتمعات مفككه و علاقات انسانية غير سوية تحمل بين طياتها مشكلات عظيمة للمجتمع ككل
ناهيك عن المشكلات في التعامل مع الاهل و احساس الفرد انه محل شفقه الاخرين هذا من طرف و من طرف اخر فقد يواجه مشكلات كبيرة نتيجة النظرة المجتمعية الي المنفصلين بشكل يضرهم نفسيا
كل ما سبق لا يعنى ان تلك الظاهرة قد تصبح قاعدة مجتمعية راسخه او انها مشكلة بلا حل بل تتوفر الحلول
لذلك شريطة الالمام بها و السعي الي تحقيقها و الرغبة في ذلك.
كيف يمكن حل تفشي ظاهرة الطلاق
- تفعيل الادوار التربوية في المراحل التعليمية المختلفة وتوعية الطلبة و الطالبات بماهية واهمية الحية الزوجية و ضرورة الحفاظ علي الرباط الاسري الذي يصب في مجمله في المجتمع
- تفعيل الدور الحكومى و زيادة اهتمام السلطات بمحاربة هذة الظاهرة باعداد الحملات التوعوية و الارشادات المجتمعية المختلفة التى من شأنها القضاء علي تلك الظاهرة
- عمل برامج خاصة للمقبلين علي الزواج وارشادهم لما قد يقابلهم في حياتهم الجديدة
- توعية افراد المجتمع بضرورة الحد من تدخل الاهل من كلا الطرفين في حياتهم وخلافاتهم و الاتفاق بينهم علي ان يكتفيا بالحل بينهما
- زيادة اهتمام مؤسسات المجتمع المدنى و اللجان بهذة الظاهرة و الاشتراك في حلها ومحاربتها
- توعية الازواج الجدد بضرورة عمل برامج بينهم لترشيد الانفاق و مقاومة اعباء الحياة وان هذه الاعباء هي جزء من الحياة وليست طارئا بسبب الزواج نفسه
- زيادة الوعى بان قوانين الاحوال الشخصية شرعت لحفظ الحقوق و ليس لاستغلالها ضد احد الطرفين في حالة وجود خلافات بينهما.
- اعادة دراسة وسن قوانين الاحوال الشخصية للمساعدة في حل تفشي هذه الظاهرة
- محاولة الزوجين بناء ارضية مشتركة و نقاط اتفاق بينهم اكثر من نقاط الخلاف
- اعطاء مساحات ابداء الرأي و التعاون بين الشريكين و الاهتمام بالراي الاخر
- احترام الشريك و تجنب الحدة و التزمت و تصلب الاراء في الحياة الزوجية عامة
- الالتزام بالقواعد الدينية الاسلامية و التى بها حل دوما لاي مشكلة
- اعطاء الحياة الزوجية الاولوية في حياة الشريكين قبل اي شيء اخر
يبقي الشرع الحنيف و التوجيهات النبوية الشريفه دوما هو المدخل و الاساس لكل ما نواجهه في حياتنا
و الالتزام بهما يضمن لنا باذن الله الحياة السوية و السعادة النفسية
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : ظاهرة الطلاق في المجتمع الكويتى
|
المصدر : المنتدي العام