تواصل معنا

فلسفة الفن عند كامي ارتبطت فلسفة الفن عند كامي باتجاهه الفلسفي العام وتاثرت كذلك بموقفه الخاص من نظرية مارلو في فن التصوير حيث كان البير كامي يرفض التعارض...

LioN KinG

ملك الغابة
المدير العام
إنضم
5 مايو 2021
المشاركات
5,212
مستوى التفاعل
6,322
الإقامة
الكويت
مجموع اﻻوسمة
7
فلسفة الفن عند كامي



فلسفة الفن عند كامي

ارتبطت فلسفة الفن عند كامي باتجاهه الفلسفي العام وتاثرت كذلك بموقفه الخاص من نظرية مارلو في فن التصوير حيث كان البير كامي يرفض التعارض التقليدي بين كل من الاديب والفيلسوف اذ يري ان الفنان كالفيلسوف لا يستطيع في العادة الا ان يعبر عن شيء واحد اي انه ملتزم بانتاجه متحقق من خلاله وان المبدع فيلسوفا كان او فنانا لابد ان يواجه العبث السائد في الكون بما لديه من حرية وتمرد و قدرة ابداعية .

وليس الموجود البشري حيوانا متمردا لمجرد انه المخلوق الوحيد الذي يرفض ان يكون علي ما هو علية بل لانه ايضا ذلك المخلوق الحر

الذي يقف في وجه موقفه البشري متمردا في الوقت نفسه علي الخليقة كلها و حينما ينظر الي العالم فانه لا يملك الا التمرد علي ما فيه من عبث

و بالتالي فانه يجد نفسه مدفوعا علي العمل علي اعادة تشكيل و صياغة العالم بمقتضي ما لديه من حرية ابداعية و بذلك تتلخص فكرته انه

يري ان الفنان هو ذلك الانسان المتمرد الذي يفرض عليه العالم شكلا فنيا منتظما او صورة معقولة متسقة ويتوافق في ذلك مع الفيلسوف الالماني نيتشه في انه ليس هناك فنان يستطيع تحمل الواقع .

ولكنه يضيف الي ذلك انه ليس ثمة فنان يستطيع رغم ذلك ان يستغنى تماما عن الواقع و لان الابداع الفني في حد ذاته بمثابة رفض للعالم و التماس لضرب من الوحدة الا ان رفض الفنان للعالم في الوقت نفسه سعى وراء ذلك العالم الفني الذي يريد ان يصنعه لنفسه الفنان يرفض الواقع لشعوره بنقص في صميم العالم الواقعي .

علي عكس ما تعرض له الفن من حملات نقدية عبر العصور البشرية و مختلف اماكن وثورات العالم كالثورة الفرنسيه و النظريات الروسية و غيرهما حيث صورت الفن بانه مفسدة للاخلاق ومدمر للمجتمع.

نتج عن ذلك اتجاهات لمفكرين كجان جاك روسو او كحركة الاصلاح الدينى باوروبا لاستبعاد معايير الجمال و الاكتفاء بالتمسك بالاخلاق فقط

متمهمين الفن بانه مفسدة لها وكانما هو بدعة استحدثها التقدم الصناعي ليدنس بها طهارة الطبيعة النقية الخالصة الموجودة قديما

وان ظهرت ايضا حركات تنادي بفن اجتماعي نافع مثل دعوة فيكتور هوجو و حركة سان رسيمون و اتباعه و ان لم يكتب لذلك اي حظ من النجاح

اما المفكرون الروس من انصار العدميه فقد هاجموا الفن باسم الثورة حيث نادو لانحلال القيم الجمالية لصالح القيم العملية مثل بيسارف وتولستوي

و يري البير كامي كذلك ان الايديولوجية الالمانية لا تقل قساوة عن العدمية الروسية في حكمها علي الفن حيث تري انه لن يكون هناك فن في مجتمع المستقبل لان المجتمع الصالح المتوافق مع نفسه لن يكون بحاجة لهذا الفن و الابداع لان الان الجمال الذي يصوره الفن سيكون هو الواقع المعاش اصلا .

كما حاول الماركسيون ان يطبقوا نقدهم للوعي الصوري وشتى الاساليب البرجوازية في التهرب من الواقع علي النشاط الفني او الظاهرة الجمالية

فذهبوا الي ان الفن ليس ضرورة انسانية لكل عصر بل هو حاجه نسبية تختلف حسب مطالب هذا العصر او ذاك و بالتالي فانه يعبر عن القيم

المفضلة للطبقة الحاكمة او المسيطرة و معنى ذلك انه ليس هناك فن عام او فن يصدق في كل العصور بل هناك فنون نسبية موقوتة مشررطة

بعصرها و ظروف نشأتها و ان الفن الثوري الوحيد في نظرتهم هو ذلك الفن الذي يضع نفسه في خدمة الثورة علي الرغم مما لاحظوه من

جمال في ابداعات فنية من عصور سابقة كالعصر الاغريقي او من الفنون الايطاليه الا انهم عللوا ذلك لما هو موجود في فنون ذلك العصر من براءة

كما قال ماركس نفسه ان في تلك الروائع الفنية اليونانية مسحة من البراءة فهى تعبر عن عالم بشري تغلب عية سذاجة الطفولة و نحن نجد في انفسنا حنينا بالغا الي هذه الطفولة البشرية البريئة حتى نتحرر ولو الي حين من اعباء حياتنا الراشدة الحافلة بشتى ضروب الصراع

وهذا التعليل في راي ابير كامي ا يفسر لنا السر باعجابنا بروائع عصر النهضة الايطالية ولوحات الفنان الهولندى الشهير رمبرانت واثار الفن الصينى فكلها اعمال فنية هائلة تنتزع اعجابنا دون ان يكون فيها ادني اثر من السذاجة او الطفولة كما علل ماركس

ورغم كل تلك الحملات لازال يشعر الانسان بحاجته الي الفن يري كامي ان الانسان دائما يظل بحاجه الي الفن حيث عبر عن ذلك قائلا ان الفن يعبر عن حاجه ميتافيزيقية اساسية الا وهي الحاجة الي الوحده

ولما كان الانسان لا يجد في عالم الواقع مثل هذه الوحده فانه يجد نفسه مضطرا الي ابداع عالم اخر يقيمه بلا من هذا العالم الذي يحيي فيه

وان الفن ليس في جوهرة الا تلك الحركة التمردية التى يقوم بها الانسان حينما يعمد الي رفض الواقع من اجل العمل علي صنع العالم الجديد

الذي يستطيع ان يجد فيه ما ينشده من وحدة و تماسك و اتساق .

كما يذهب كامي الي ابعد من ذلك فيري ان مطلب التمرد علي الواقع لهو في حد ذاته مطلب جمالي و الدليل علي ذلك ان الافكار التمرديه

علي اختلاف الوانها انما تتحد في نظام عالم انساني صرف مغلق علي ذاته عالم يصيغه الانسان علي صورته ومثاله بدافع من شعوره بحاجة

الي الوحدة و الاتساق ليصل الي اكبر درجه من المعرفه و السيطره في نظام هذا العالم اللهم الا في نطاق تلك العوالم المغلقة التى تبتدعها لنفسه

ولهذا يقرر كامى انه ايا ما كان نوع الفن الذي يتحمس له الفنان فانه لابد للنشاط الفني في كل حالة من الحالات ان يتخذ طابع العملية الابداعية

التى يقوم فيها الفنان باعادة صنع العالم لحسابه الخاص.

وتأثر كامي بالمفكر الفرنسي اندريا مارلو في تأكيد الطابع الابداعي للفن ولكن مارلو قد قصر اهتمامه علي دراسة فن التصوير و النحت

و عرف عنه قوله عن الفن انه اسلوبنا البشري في صنع عالم يكون غريبا عن الواقع

لكن كامي حاول تطبيق ذلك الطابع علي واظهار القيمة الابداعية علي فنون اخري كالموسيقي و الشعر و الرواية و المسرحية

فهو يري ان المصور او المثال ليس هو وحده من يعيد صنع العالم لحسابه الخاص بلن اننا نري ذلك لدى الشاعر و الموسيقار و القصصي وغيرهم

فالموسيقار فيها يعيد تأليف تلك الانغام الكامنة في الطبيعة ليصيغ بها سيمفونيته الاصيلة وعمله الموسيقي الفريد الذي ليس له مثيل في اي لحن من الحان العالم مما يعد ابداعا في نظر كامي

و ان اعالم لا يعرف اصمت او السكون مطقا لان سكونه ذاته يردد علي الدوام انغاما انغاما وحدة بعينها وفقا لذبذبات خاصة خارج دائرة ادراكنا

فيري ان ااصوات التى تقدمها الطبيعه قلما تنطوي علي توافق نغمى او لحن موسيقي في حين ان في استطاعة الموسيقار ان ينتزع من هذه

الفوضي الطبيعية عن كطريق الابداع و التوافق و اللحن وحدة موسيقيه تطرب لها الاذان و يهتز لها القلب

اما النحت فيري انه اعظم الفنون جميعا و اشدها طموحا لعمله علي تخليد الصورة الانسانية او الشكل البشري الزائل وفق الابعاد الثلاثة المعروفة

وهو ما عبر عنه كامي قائلا ان النحت يحاول رد فوضي الحركات الي وحدة الطراز ولئن كان فن النحت لا يستبعد المشابهه لانه في حاجة ماسة

اليه الا انه لا يبحث اولا و بالذات عن محاكاة الواقع بل هو ينشد التعبير و السحنه و الايمائه و النظرة الخاوية مما يلخص حركات الناس و نظراتهم

فالنحت لا ينشد التقليد او المحاكاة بل هو ينشد التعبير و الطراز اعنى انه يحاول ان يحتبس في تعبير قوي حافل بالمعانى تلك الصورة البشرية

الزائلة صورة الاجسام العارمة و النفوس المضطربة علي نحو فيما تتجلي فيما لا نهاية له من المواقف و الاتجاهات

وكذلك فن التصوير فيري كامي كما يقول ان الموصورون العظماء هم الذين يوهموننا بان عملية تثبيت المكان و الزمان لم تتم الا منذ

برهة وجيزة

كما عرفها السام الفرنسي الشهير دلاكروا انها موهبة الاختيار مع القدرة علي التعميم وهنا تتجلي قدرة المصور علي عزل ما يريد تصويره

من الناحية الزمانيه و المكانيه علي الرغم مما يمر عليه الكثير من الصور وفي الكثير من الازمنه ومنها ما يختفي من الذاكرة بطبيعة الحال

كما يري البير كامي ان الفن لا يمكن ان يكون كله رفضا وتمردا بل هو ايضا قبول وموافقه حيث يجب علي الفنان ان يتحمس بعض جوانب اخري

من الحقيقه و ليس الرفض المطلق لكل جوانبها او للواقع ككل ومهما حاول الفنان التنكر للواقع فانه لن يستطيع مطلقا التهرب منه وكما ان

كل تفكير حتى ذلك الذي ينادي باللا معقول او اللا معني لابد من ان يعنى شيئا حتى ولو زعم لنفسه انه فن لا معقول ومهما ثار الانسان علي ما في الكون من فوضي او ظلم او اضطراب فانه لن يستطيع مطلقا ان يزعم انه ليس في العالم سوي القبح المطلق واذا فان الفنان الذي يريد ان يبدع

الجمال هو في حاجة الي التمرد علي بعض جوانب من الواقع من اجل التحمس لجوانب اخري منه

كما يري كامي ان الفن الروائي يجب ان لا يقتصر علي ابتكار بعض المواقف التخيليه بل يجب ان يمتد الي عملية تشكيل الحياة وامدادها بالوحدة

التى تفقتقر اليها في الواقع الحقيقي المعاش اي ان النشاط الروائي يستلزم الرفض و التنكر للواقع و لكن هذا لا يعنى الهروب و الفرار منه

حيث يبحث الانسان دائما عن عالم افضل بما لا يعنى عالما مختلفا انما عالما موحدا

وقد راي ان بعض الروائيين يميلون الي صنع بعض القصص الخيالية كما ان الناس يجدون لذة مماثلة في الاستمتع بقراءة او مشاهدة

امثال هذه الاعمال الروائية المتخيلة وفسر تلك المتعه بانها ناشئة عن حنين النفس البشرية الي التهرب من الواقع وحرصها علي الاستمتاع

بلذة الشرود في عالم الخيال ولو صحت هذه الفرضية لكان السعداء هم الاقل ميلا الي قراءة الروايات بينما نلاحظ ان الناس جميلا يقبلون عليها

بل لربما كان التعساء اقل حظا في قراءة تلك الروايات لما يجدونه من الم وصعوبات في حياتهم فلربما لا يقوون علي قراءة مثلها مما يعني خطئ

تلك الفرضية بان البعض منا يلجئ الي الرواية للهروب من واقعه او من شقاء العالم الحاضر او واقع ثقيل يقه علي كاهلهم

و علي الرغم من ان الانسان يرفض العالم علي ما هو عليه فانه لا يقبل التهرب منه و الدليل علي ذلك ان الناس يتمسكون بالحياة في اغلب

الحالات و لا يرضون لانفسهم التنازل عنها او التخلص منها فالناس لا يريدون نسيان او تناسي العالم بل يريدون اعمل علي السيطرة عليه

فكما يقول البير كامي ليس اعجب من مواطنى هذا العالم فانهم ليشعرون انهم منفيون في صميم اوطانهم و يحاول ان يفسر لنا السر في الحسد

العجيب الذي يكنه الكثيرون لغيرهم من البشر فيقول انه لما كان الناس لا يرون غيرهم الا من الخارج فانهم كثيرا ما ينسبون الي وجود

الاخرين تماسكا او وحدة لا يملكها هؤلاء الاخرون في الواقع وان بدت للناظرين من الخارج حقيقة اكيدة لا شك فيها و الحق اننا لا نري من الاخرين سوي تلك المعالم الخارجية او الخطوط السطحية التى ترتسم امام انظارنا و بالتالي فاننا لا ندرك تلك التفاصيل الدقيقه او الجزيئات الصغيرة التى تنحر في اعماق قلوبهم و لعل هذا هو السر اانا نخلع علي حياة الغير طبعا فنيا يجعل منها في انظارنا حقيقة روائية متسقة دون ان نفطن الي

ما في تلك الحياة من تمزق وتناقض وتوتر باطنى حتى في حياتنا الخاصة فكثيرا ما نود ان نجعل منها عملا فنيا متسقا

ويري ان العالم الروائي هو في صميمه تصميم للعالم الحاضر ولذلك يعرف الرواية بانها هي ذلك الكون الخاص الذي يكتسب منه الفعل صورته

ويتم فيه النطق بكلمات النهاية و يتحقق فيه استسلام الموجودات للموجودات وتأخذ فيه كل حياة طابع المصير

اما ما يسمى بالرواية الواقعية يقول كامي ان الفن الي يريد ان لنفسه ان يكون مجرد نقل عن الواقع او مجرد تكرار لبعض عناصر منتزعه

من صميم الواقع لا يمكن ان يسمى فنا باي حال من الاحوال اي انه مجرد ترديد عقيم للحقيقه

وهنا يتوقف كامي عند الفن العدمي مبينا ان الصور المنحطه من هذا الفن انما تظهر في الافق حينما يكون الفنان مستعبدا للحدث

او حينما يزعم الفنان لنفسه القدره علي انكار الحدث بتمامه

كانت تلك هي الخطوط العريضة لفلسفة كامي و التى لا تمثل نظرة جمالية متكاملة و لم تتناول بالبحث الكثير من المشكلات الجمالية الهامه

مثل مقومات العمل الفنى و علاقة الفن بالوجدان و عوامل اخري كثيرة مرتبطة بالاعمال الفنيه و الابداعية

ولم يرغب هو في ذلك و انما اراد الكشف عن مفهوم التمرد في العمل الفني و الابداعي و قدرة الفن علي تصميم الواقع حتى يجعل منه شكلا

متسقا يصلح لان يكون عملا فنيا
 
اسم الموضوع : فلسفة الفن عند كامي | المصدر : هل تعلم

احساس أنثى

نجوم المنتدي
إنضم
28 مايو 2021
المشاركات
4,347
مستوى التفاعل
3,456
مجموع اﻻوسمة
3
فلسفة الفن عند كامي
تسلم على الموضوع ويعطيك الف عافية
 
Comment

sitemap      sitemap

أعلى