الخنساء شاعرة العرب
الخنساء
أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد وهو عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. من آل الشريد من سادات وأشراف العرب وملوك قبيلة بني سليم في الجاهلية.
ولدت تماضر ولقبها الخنساء ، في قبيلة مضر، وهي من أهل نجد، وقد أمضت أكثر حياتها في العصر الجاهليّ، ويشار إلى كونها أشهر شعراء العرب على الإطلاق ويعود السبب في تسميتها بالخنساء إلى قصر أنفها وارتفاع أرنبيته، ويُذكر أنَّها نشأت في بيت عزّ مع أبيها وأخويها صخر ومعاوية،وأسلمت الخنساء مع قبيلتها أسلمت في العام الثامن من الهجرة- 630 م وهي في طلائع شيخوختها لم تقل عن الخمسين، ولن تزيد على الستين ، وذهبت مع قبيلتها إلى المدينة المنورة؛ لملاقاة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم،وقد كان رسول الله يستنشدها ويُعجب كثيراً بأشعارها؛ إذ كانت تُنشد الأشعار، وهو يقول لها: (هيه يا خنساء). وكانت وفاتها في أوائل خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 24هـ، والذي يوافق بالميلادي 664م.
أهم الأعمال الخالدة للخنساء
وقد جاء في الأثر أنَّ الخنساء حرَّضت أبناءها الأربعة على الخروج في الجهاد وكان هذا عام 16 للهجرة وهو ما يوافق عام 638م. إذ قالت لهم: "يا بنيَّ! إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله غيره إنَّكم لبنو رجل واحد، كما أنَّكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعدَّ الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أنَّ الدَّار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، فإذا أصبحتم غدًا -إن شاء الله- سالمين؛ فاغدوا إلى قتال عدوِّكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمتْ لظًى على سياقِها وجللتْ نارًا على أوراقها، فتيمَّموا وطيسَها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة"، والله أعلم. فلما بلغ إليها خبر وفاة أستشهادهم جميعاً، لم تجزع ولم تبك، ولم تحزن، قالت قولتها المشهورة: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته" وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتىي توفي رضي الله عنه.
لها موقف يدل على وفائها ونبلها مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلم تزل الخنساء تبكي على أخويها صخرًا ومعاوية حتى أدركت الإسلام فأقبل بها بنو عمها إلى عمر بن الخطاب وهي عجوز كبيرة فقالوا: يا أمير المؤمنين هذه الخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجونا أن تنتهي.
فقال لها عمر: اتقي الله وأيقني بالموت فقالت: أنا أبكي أبي وخيري مضر: صخرًا ومعاوية, وإني لموقنة بالموت, فقال عمر: أتبكين عليهم وقد صاروا جمرة في النار؟ فقالت: ذاك أشد لبكائي عليهم؛ فكأن عمر رق لها فقال: خلوا عجوزكم لا أبا لكم, فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي
وتمضي الخنساء مع الإسلام فتنسى كثيراً من عادات الجاهلية، ولكنها لا تنسى السادات من مضر، ولا يفارقها الوجد عليهم، والبكاء من أجلهم.
وفاة الخنساء
بعد ما يزيد على سبعين عامًا من التعب والشقاء، قضت معظمها في الجاهلية وقليلها في الإسلام، ماتت الخنساء -رضي الله عنها- مسلمة صحابية من صحابيات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في عام أربعة وعشرين هجريًا، وهو ما يوافق عام 645م، وقد أدركتِ الخنساء نصر الإسلام في حياتها، وقد اشتهرت الخنساء شهرة كبيرة، بداية ببكائها ورثائها أخاها صخرًا ورثائها سادات مُضر، ثمَّ باستشهاد أبنائها الأربعة.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : الخنساء شاعرة العرب
|
المصدر : ادباء وشعراء