قواعد الحب الثلاث - قصه قصيره
لست ادري يا سيدي لم تتركني وحيدة وما زلت تعاملني كسلعه اشتريتها من السوق ؟
تتعمد تجفيف حياتي كما تجف بعض الانهار ، تركتني اذبل كما تذبل الوردة العطشى ، تجعل حياتي صفحة فارغه بلا كلمات ،
اكاد انهار من الداخل ؟
صحيح انك اشتريتي بالدراهم دون ان تعرف ان كنت تركيه ام سوريه ام ارمنيه ؟؟
فالانسان يا سيدي بأصغريه : قلبه ولسانه ؟؟ احببتك بصدق حتى درجة العشق، لكنك تقتل مشاعري ،
ان الاهمال يقتل الأرواح ويميت القلوب !!؟
نظر اليها " نجم الدين " بطرف عينيه واستغرب من حديثها وهي التي اعتادت على الصمت،
فرد عليها بقوله : لم تكثرين الكلام يا " عصمت " ، ما هذه الجرأه ! فلدي مشاغلي وما يتطلبه عملي من جهد ووقت ؟؟
فما انت سوى جاريه اشتريتها من السوق !!!؟؟
أجابته " عصمت " : ان كان هذا هو ردك فمع احترامي ومحبتي لك ، الا ان كرامتي فوق كل اعتبار،
فافعل ما شئت ! فان كنت تريد الخلاص مني فلا ابالي ، فالحب من طرف واحد سيذبل حتما ويموت ؟؟
ثم لا بد لي ان ارد على كلامك القاسي !! فما انت سوى كرديا، كنت خادما تعمل في خدمة " نور الدين محمود ،
ابن عماد الدين زنكي " ؟؟ اليس كذلك !!
وقد تركت " تكريت " مسقط رأسك ، انت وابنك " صلاح الدين الايوبي "، ولحقتم ب "نور الدين محمود " في دمشق،
لما كان يملكه من جاه وسلطان وثروه ؟؟ صحيح انني طفلة بريئه وقعت في السبي ، لكني انسانه قبل كل شيء ، اعرف معنى الحب والحياة والقيم
--- لكنك تكاد تكسر قلبي الصغير الذي احبك --- الحب يا سيدي آية من آيات الله غرسها في قلب الازواج مودة ورحمه ، كي تستمر الحياة بيسر ومحبه ---
لقد نجحت حيلتي ؟، هكذا رد عليها " نجم الدين أيوب " ، لقد استطعت ان اخرج ما تخفينه من مشاعر دفينة في صدرك ،
فقد تعمدت استفزازك كي تخرجين ما يختلج في نفسك وتخفيه عني ؟؟ ! ، لكن بصدق وصراحه لا بد ان تعرفي ان حبي لك فوق عصبيتي وغضبي ؟؟
فما انت سوى طائر زائر جميل حط على كتفي ، وحق على الاخيار اكرام الزائر ؟؟ لكنك لست كأي زائر ! ، فانت شمعة أنارت حياتي ،
هذا هو الواقع وما اريدك ان تسمعيه ، لقد كتمت حبي لك لافصح عنه في وقته المناسب ؟ انه الحب !!
هو العذر الوحيد المقبول للانسان كي يستسلم، هو الذي يخضع الاقوياء !! لا تقلقي فان ما بين الحب وغريزة التملك
ليس سوى خيط رفيع جدا، لا يلمسه سوى العشاق؟؟ وانت بالنسبة لي لست جاريه ،
انت الحبيبه التي اختطفت قلبي وحركت مشاعري وانستني همومي وعززت كبريائي ، انت من رفع عني ظلام هذه القلعة الجافه
التي نعيش فيها اسرى الفتن ، انت مهجة قلبي ونور عقلي ، لكني ما اردت ازعاجك بهمومي الكبيره التي تشل فكري وتنغص حياتي
، حاولت ان اضمد جراحي بنفسي ؟؟ ما اردت ان ازعجك بأخبار الفتن التي تجتاج عالمنا الاسلامي اليوم ،
وما اردت ان اسرد عليك اخبار الحشود التي تغزو بلادنا من مغول وصليبيين ،، وددت ان اعالج الامور بنفسي
ولا افصح عن مدى بحبتي لك الا وقت الصفاء والخلاص من هذا الأسر، كي استمتع بتغريد البلبل الذي عشقته بكل جوارحي !!
. حبي لك سوف يخلصك من العبوديه قريبا ، ويرفعك الى مصاف ملكات القلوب ، سوف اعلن زواجي منك على الملأ ؟
لا استطيع ان اعبر لك عما يجول في خاطري ، فحبك اكبر من ان تردده كلمات ، فما عليك سوى الانتظار بعض الوقت ،
فتفكيري حاليا منصب على الخلاص من هذا المعتقل البشع، والتفكير فيما سأقوم من اعداد للمعارك لحرب الغزاه ؟؟ ---
هنا مسحت " عصمت " دموعها ، وتساءلت في اعماقها : ترى هل انا في حلم ! فلم اسمع مثل هذا الكلام من قبل ؟
؟ ام ان كل انسان لا يفكر الا فيما يشغل باله ، ويفقده القدرة على النطق في غيره ؟ فالجندية والسلطه سيطرت على كل حواس
" نجم الدين " وجعلته ينسى كل من هم حوله ومن يحب ؟؟ ثم تساءات بصوت مسموع : اذن لم ترفض تناول الطعام معي !!؟؟
ثم اليس غريبا انك لم تلاحظ انني حامل ؟؟ ان وجودك الى جانبي يا سيدي يملأ حياتي وينعش روحي – لكنك تتجاهلني ؟؟؟ الست انا ضلع من جنبك ! ؟
اتكئ عليك واعيش في كنفك وتحت ظلك ، اليس الحب تبادل في المشاعر ! ، لم لا تشاركني في مشاغلك ؟ تحاورني !
تشعرني باني انسانة لها هدف تستحق الحياه من اجله ؟ اليس لنا في حياتنا رسالة سامية يجب ان نكتبها بالحب والواجب
والمعاناه !!؟؟ ثم اقولها لك بصراحه : الا تعرف قواعد الحب الثلاث : ان كتمته يشع في عينيك فيفضح - وان سجنته يأخذك رهينة ويفرح
- واذا حاولت فهمه يفر كطير ويصدح ؟؟ الأفضل ان تدعه يشتعل على نار هادئه كي يستمر، - ثم ان الحب العقلي وهو الاهم يتمثل
في حب الله ورسوله والصالحين من عباده ، اما الحب الرومانسي فهو كحبي لك، وهو يمثل لوحه مطرزه جميله بخيوط من وفاء وامل ومشاعر !!! ؟؟؟
تهلل وجه نجم الدين ، وهو يستمع لما تقول ، سوف اطلق على ابني اسم " خليل " ان كان ولدا ، ثم هل تظنين ان عدم تناولي الطعام
معك هو تقليل من قيمتك ! بل العكس هو الصحيح ، فانا لا احب ان ارى ثغرك الا وهو يفتر عن ابتسامة ملاك ، فهو مخلوق في
نظري لامر اهم من الأكل ! ؟ لا اريد ان اراك تلتهمين الطعام بشكل منفر ؟ بل اريد ان تظل صورتك ماثلة بشكلها الطبيعي الجميل امامي
، وأرى صفاء هذا الوجه الجميل الذي يخجل القمر ان يجاريه بلا رتوش ، انت كشجرة التفاح التي احمر بعضها عند النضوج ---- ؟
لن تظلي هنا محبوسة في قلعة " الكرك " شرق الاردن ، بل سوف افاجئك بكل ما تتمنينه وتطمحين اليه ، انتظري حتى نخرج من (( قلعة الكرك )) ،
، وعد مني : لا يفرقنا الا الموت --- سأطلق عليك اسما جديدا عله ينال اعجابك : " شجرة الدر" ---
شاءت الأقدار ان يطلق سراحهما من قلعة " الكرك " ، فاتجها سوية الى مصر، بعد ان تحررا وتخلصا من الاسر، وكانت دائما تواسيه
وتشجعه وتدفعه الى الوصول لسدة الحكم، وتقدم له النصيحة وتمنحه الحب ؟ لقد حررها وتزوجها في حفل مهيب في مصر،
وترجم حبها الى واقع ملموس ، واصبح يحمل لقب سلطان مصر ( الملك الأفضل ) ، أصبحت " شجرة الدر " تشاركه الرأي والمشوره ،
بل أكثر من ذلك ، فكان اثناء غيابه يعهد اليها بادارة شؤون الدوله، لما تتمتع به من ذكاء حاد ، وفطنة شديده ، وتصرف حسن --- ---
كانت الفتن في الاقاليم الاسلاميه اثناء حروب التتار والصليبيين على اشدها ؟ ومع ذلك لم يتخلى المسلمون عن الجهاد والدفاع عن البلاد
ضد الغزاه ؟؟ فبينما كان " نجم الدين ايوب " يحارب أقاربه الملوك الايوبيين في الشام ، الذين كانوا ينافسونه على الحكم، وصله
خبر يفيد بان " لويس التاسع " ملك فرنسا ينوي غزو مصر ؟؟ وقد جهز جيشا قويا واتجه نحو مدينة "دمياط " في الحملة الصليبيه السابعه ،
وفعلا وصلت طلائعهم الى مدينة دمياط ، وتبعه اخوه " روبرت " بجيش آخر ، فانسحبت الحاميه التي اعدها " نجم الدين ايوب "
للدفاع عن المدينه، بعد ان تركوا دمياط خاليه من الجند ، ودخلها الصليبيون دون مقاومة ؟؟ " فالتجأ " نجم الدين " نحو أطراف
" المنصوره " للاعداد للدفاع عن البلاد وتجهيز الجيش لملاقاة الاعداء ، وهناك توفي بعد ان حكم مصر عشر سنوات ،
توفي في لحظة حرجه جدا من تاريخ مصر والاقطار الاسلاميه ، حيث قام التتار والصليبيون بغزو البلاد الاسلاميه ؟؟ وقبل
وفاته كان قد سلم " شجرة الدر" ورقة بيضاء ممهورة بتوقيعه لتفعل ما تشاء، تقديرا منه لما تتمتع به من الفكر الناضج وحسن التصرف ،
ولم ينس ان يقول لها : انا واثق يا " ام خليل " ان رائحة الجمال تنتشر في الجو كرائحة الورد ، فجمالك سوف يفوح في " المنصوره"
ويصيب بناتها بالعدوى ، سجلي ذلك في مذكراتك ، حتى تتذكرها بنات المنصوره من بعدك ، ويعرفن من اين وقع عليهن هذا الجمال الطاغي ؟؟
وهنا استدعت " شجرة الدر " قائد الجيش المصري ، الامير : " فخر الدين يوسف " ، ورئيس القصر السلطاني ، " جمال الدين محسن " ،
واتفقوا على ابقاء امر وفاة " نجم الدين " سرا حتى لا تؤثر وفاته في معنويات الجيش ؟ لكن خبر الوفاة كان قد تسرب للفرنسيين،
فاغراهم ذلك بالتوجه لاحتلال القاهره ؟؟ توفي" فخر الدين يوسف" وتولى قيادة الجيش " فارس الدين اقطاي " ، ووضع خطة الحرب
بموافقة شجرة الدر ؟ حيث نظم صفوف الجنود الفارين من دمياط ، وامرهم بالتزام السكون التام داخل " المنصوره "
، وهنا دخل الصليبيون المنصوره ظانين انها فارغه وبلا مقاومه كما حصل في دمياط ، حاصرت قوات المصريين القوات الصليبية
المهاجمة وأغلقوا الشوارع والحواري، وبقي الصليبيون غير قادرين على الهرب، ولم يبق أمامهم سوى الموت على الأرض أو الغرق
في نهر النيل . اختبأ " روبرت دارتوا " أخ لويس التاسع داخل بيت، لكن الناس وجدوه وقتلوه، وانتهت المعركة بهزيمة الصليبيين شر هزيمة
. واسر" لويس التاسع " ، وانتصر الجيش الاسلامي انتصارا مؤزرا ، اما " شجرة الدر" فان وفاءها لزوجها وشعورها بالمسؤوليه
دفعها لاستدعاء ابنه " توران شاه " للحكم ، بعد ان حكمت مصر لمدة 80 يوما سطع فيها نجمها وعلا شأنها ----- ثم يستمر دولاب الحياة في الدوران ؟؟؟؟
تتعمد تجفيف حياتي كما تجف بعض الانهار ، تركتني اذبل كما تذبل الوردة العطشى ، تجعل حياتي صفحة فارغه بلا كلمات ،
اكاد انهار من الداخل ؟
صحيح انك اشتريتي بالدراهم دون ان تعرف ان كنت تركيه ام سوريه ام ارمنيه ؟؟
فالانسان يا سيدي بأصغريه : قلبه ولسانه ؟؟ احببتك بصدق حتى درجة العشق، لكنك تقتل مشاعري ،
ان الاهمال يقتل الأرواح ويميت القلوب !!؟
نظر اليها " نجم الدين " بطرف عينيه واستغرب من حديثها وهي التي اعتادت على الصمت،
فرد عليها بقوله : لم تكثرين الكلام يا " عصمت " ، ما هذه الجرأه ! فلدي مشاغلي وما يتطلبه عملي من جهد ووقت ؟؟
فما انت سوى جاريه اشتريتها من السوق !!!؟؟
أجابته " عصمت " : ان كان هذا هو ردك فمع احترامي ومحبتي لك ، الا ان كرامتي فوق كل اعتبار،
فافعل ما شئت ! فان كنت تريد الخلاص مني فلا ابالي ، فالحب من طرف واحد سيذبل حتما ويموت ؟؟
ثم لا بد لي ان ارد على كلامك القاسي !! فما انت سوى كرديا، كنت خادما تعمل في خدمة " نور الدين محمود ،
ابن عماد الدين زنكي " ؟؟ اليس كذلك !!
وقد تركت " تكريت " مسقط رأسك ، انت وابنك " صلاح الدين الايوبي "، ولحقتم ب "نور الدين محمود " في دمشق،
لما كان يملكه من جاه وسلطان وثروه ؟؟ صحيح انني طفلة بريئه وقعت في السبي ، لكني انسانه قبل كل شيء ، اعرف معنى الحب والحياة والقيم
--- لكنك تكاد تكسر قلبي الصغير الذي احبك --- الحب يا سيدي آية من آيات الله غرسها في قلب الازواج مودة ورحمه ، كي تستمر الحياة بيسر ومحبه ---
لقد نجحت حيلتي ؟، هكذا رد عليها " نجم الدين أيوب " ، لقد استطعت ان اخرج ما تخفينه من مشاعر دفينة في صدرك ،
فقد تعمدت استفزازك كي تخرجين ما يختلج في نفسك وتخفيه عني ؟؟ ! ، لكن بصدق وصراحه لا بد ان تعرفي ان حبي لك فوق عصبيتي وغضبي ؟؟
فما انت سوى طائر زائر جميل حط على كتفي ، وحق على الاخيار اكرام الزائر ؟؟ لكنك لست كأي زائر ! ، فانت شمعة أنارت حياتي ،
هذا هو الواقع وما اريدك ان تسمعيه ، لقد كتمت حبي لك لافصح عنه في وقته المناسب ؟ انه الحب !!
هو العذر الوحيد المقبول للانسان كي يستسلم، هو الذي يخضع الاقوياء !! لا تقلقي فان ما بين الحب وغريزة التملك
ليس سوى خيط رفيع جدا، لا يلمسه سوى العشاق؟؟ وانت بالنسبة لي لست جاريه ،
انت الحبيبه التي اختطفت قلبي وحركت مشاعري وانستني همومي وعززت كبريائي ، انت من رفع عني ظلام هذه القلعة الجافه
التي نعيش فيها اسرى الفتن ، انت مهجة قلبي ونور عقلي ، لكني ما اردت ازعاجك بهمومي الكبيره التي تشل فكري وتنغص حياتي
، حاولت ان اضمد جراحي بنفسي ؟؟ ما اردت ان ازعجك بأخبار الفتن التي تجتاج عالمنا الاسلامي اليوم ،
وما اردت ان اسرد عليك اخبار الحشود التي تغزو بلادنا من مغول وصليبيين ،، وددت ان اعالج الامور بنفسي
ولا افصح عن مدى بحبتي لك الا وقت الصفاء والخلاص من هذا الأسر، كي استمتع بتغريد البلبل الذي عشقته بكل جوارحي !!
. حبي لك سوف يخلصك من العبوديه قريبا ، ويرفعك الى مصاف ملكات القلوب ، سوف اعلن زواجي منك على الملأ ؟
لا استطيع ان اعبر لك عما يجول في خاطري ، فحبك اكبر من ان تردده كلمات ، فما عليك سوى الانتظار بعض الوقت ،
فتفكيري حاليا منصب على الخلاص من هذا المعتقل البشع، والتفكير فيما سأقوم من اعداد للمعارك لحرب الغزاه ؟؟ ---
هنا مسحت " عصمت " دموعها ، وتساءلت في اعماقها : ترى هل انا في حلم ! فلم اسمع مثل هذا الكلام من قبل ؟
؟ ام ان كل انسان لا يفكر الا فيما يشغل باله ، ويفقده القدرة على النطق في غيره ؟ فالجندية والسلطه سيطرت على كل حواس
" نجم الدين " وجعلته ينسى كل من هم حوله ومن يحب ؟؟ ثم تساءات بصوت مسموع : اذن لم ترفض تناول الطعام معي !!؟؟
ثم اليس غريبا انك لم تلاحظ انني حامل ؟؟ ان وجودك الى جانبي يا سيدي يملأ حياتي وينعش روحي – لكنك تتجاهلني ؟؟؟ الست انا ضلع من جنبك ! ؟
اتكئ عليك واعيش في كنفك وتحت ظلك ، اليس الحب تبادل في المشاعر ! ، لم لا تشاركني في مشاغلك ؟ تحاورني !
تشعرني باني انسانة لها هدف تستحق الحياه من اجله ؟ اليس لنا في حياتنا رسالة سامية يجب ان نكتبها بالحب والواجب
والمعاناه !!؟؟ ثم اقولها لك بصراحه : الا تعرف قواعد الحب الثلاث : ان كتمته يشع في عينيك فيفضح - وان سجنته يأخذك رهينة ويفرح
- واذا حاولت فهمه يفر كطير ويصدح ؟؟ الأفضل ان تدعه يشتعل على نار هادئه كي يستمر، - ثم ان الحب العقلي وهو الاهم يتمثل
في حب الله ورسوله والصالحين من عباده ، اما الحب الرومانسي فهو كحبي لك، وهو يمثل لوحه مطرزه جميله بخيوط من وفاء وامل ومشاعر !!! ؟؟؟
تهلل وجه نجم الدين ، وهو يستمع لما تقول ، سوف اطلق على ابني اسم " خليل " ان كان ولدا ، ثم هل تظنين ان عدم تناولي الطعام
معك هو تقليل من قيمتك ! بل العكس هو الصحيح ، فانا لا احب ان ارى ثغرك الا وهو يفتر عن ابتسامة ملاك ، فهو مخلوق في
نظري لامر اهم من الأكل ! ؟ لا اريد ان اراك تلتهمين الطعام بشكل منفر ؟ بل اريد ان تظل صورتك ماثلة بشكلها الطبيعي الجميل امامي
، وأرى صفاء هذا الوجه الجميل الذي يخجل القمر ان يجاريه بلا رتوش ، انت كشجرة التفاح التي احمر بعضها عند النضوج ---- ؟
لن تظلي هنا محبوسة في قلعة " الكرك " شرق الاردن ، بل سوف افاجئك بكل ما تتمنينه وتطمحين اليه ، انتظري حتى نخرج من (( قلعة الكرك )) ،
، وعد مني : لا يفرقنا الا الموت --- سأطلق عليك اسما جديدا عله ينال اعجابك : " شجرة الدر" ---
شاءت الأقدار ان يطلق سراحهما من قلعة " الكرك " ، فاتجها سوية الى مصر، بعد ان تحررا وتخلصا من الاسر، وكانت دائما تواسيه
وتشجعه وتدفعه الى الوصول لسدة الحكم، وتقدم له النصيحة وتمنحه الحب ؟ لقد حررها وتزوجها في حفل مهيب في مصر،
وترجم حبها الى واقع ملموس ، واصبح يحمل لقب سلطان مصر ( الملك الأفضل ) ، أصبحت " شجرة الدر " تشاركه الرأي والمشوره ،
بل أكثر من ذلك ، فكان اثناء غيابه يعهد اليها بادارة شؤون الدوله، لما تتمتع به من ذكاء حاد ، وفطنة شديده ، وتصرف حسن --- ---
كانت الفتن في الاقاليم الاسلاميه اثناء حروب التتار والصليبيين على اشدها ؟ ومع ذلك لم يتخلى المسلمون عن الجهاد والدفاع عن البلاد
ضد الغزاه ؟؟ فبينما كان " نجم الدين ايوب " يحارب أقاربه الملوك الايوبيين في الشام ، الذين كانوا ينافسونه على الحكم، وصله
خبر يفيد بان " لويس التاسع " ملك فرنسا ينوي غزو مصر ؟؟ وقد جهز جيشا قويا واتجه نحو مدينة "دمياط " في الحملة الصليبيه السابعه ،
وفعلا وصلت طلائعهم الى مدينة دمياط ، وتبعه اخوه " روبرت " بجيش آخر ، فانسحبت الحاميه التي اعدها " نجم الدين ايوب "
للدفاع عن المدينه، بعد ان تركوا دمياط خاليه من الجند ، ودخلها الصليبيون دون مقاومة ؟؟ " فالتجأ " نجم الدين " نحو أطراف
" المنصوره " للاعداد للدفاع عن البلاد وتجهيز الجيش لملاقاة الاعداء ، وهناك توفي بعد ان حكم مصر عشر سنوات ،
توفي في لحظة حرجه جدا من تاريخ مصر والاقطار الاسلاميه ، حيث قام التتار والصليبيون بغزو البلاد الاسلاميه ؟؟ وقبل
وفاته كان قد سلم " شجرة الدر" ورقة بيضاء ممهورة بتوقيعه لتفعل ما تشاء، تقديرا منه لما تتمتع به من الفكر الناضج وحسن التصرف ،
ولم ينس ان يقول لها : انا واثق يا " ام خليل " ان رائحة الجمال تنتشر في الجو كرائحة الورد ، فجمالك سوف يفوح في " المنصوره"
ويصيب بناتها بالعدوى ، سجلي ذلك في مذكراتك ، حتى تتذكرها بنات المنصوره من بعدك ، ويعرفن من اين وقع عليهن هذا الجمال الطاغي ؟؟
وهنا استدعت " شجرة الدر " قائد الجيش المصري ، الامير : " فخر الدين يوسف " ، ورئيس القصر السلطاني ، " جمال الدين محسن " ،
واتفقوا على ابقاء امر وفاة " نجم الدين " سرا حتى لا تؤثر وفاته في معنويات الجيش ؟ لكن خبر الوفاة كان قد تسرب للفرنسيين،
فاغراهم ذلك بالتوجه لاحتلال القاهره ؟؟ توفي" فخر الدين يوسف" وتولى قيادة الجيش " فارس الدين اقطاي " ، ووضع خطة الحرب
بموافقة شجرة الدر ؟ حيث نظم صفوف الجنود الفارين من دمياط ، وامرهم بالتزام السكون التام داخل " المنصوره "
، وهنا دخل الصليبيون المنصوره ظانين انها فارغه وبلا مقاومه كما حصل في دمياط ، حاصرت قوات المصريين القوات الصليبية
المهاجمة وأغلقوا الشوارع والحواري، وبقي الصليبيون غير قادرين على الهرب، ولم يبق أمامهم سوى الموت على الأرض أو الغرق
في نهر النيل . اختبأ " روبرت دارتوا " أخ لويس التاسع داخل بيت، لكن الناس وجدوه وقتلوه، وانتهت المعركة بهزيمة الصليبيين شر هزيمة
. واسر" لويس التاسع " ، وانتصر الجيش الاسلامي انتصارا مؤزرا ، اما " شجرة الدر" فان وفاءها لزوجها وشعورها بالمسؤوليه
دفعها لاستدعاء ابنه " توران شاه " للحكم ، بعد ان حكمت مصر لمدة 80 يوما سطع فيها نجمها وعلا شأنها ----- ثم يستمر دولاب الحياة في الدوران ؟؟؟؟
اسم الموضوع : قواعد الحب الثلاث - قصه قصيره
|
المصدر : قصص من ابداع الاعضاء