تفسير قوله تعالى -وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--
تفسير الشيخ الشعراوي
---
--
تفسير الشيخ الشعراوي
---
|
تفسير وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ
-
هذا أمر لسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم بالصبر لحكم الله وقضائه،
وهو أمر مصحوب بهذه الرعاية وهذه العناية التي ما اختصَّ بها إلا سيدنا رسول الله
وسيدنا نوح عليهما السلام، وقد خاطبه ربه بقوله:
{ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا... }
[المؤمنون: 27].
فالحق سبحانه يُسلِّي رسوله صل الله عليه وسلم ويُطمئنه:
اصبر يا محمد على أذى القوم وأنت تحت نظرنا وفي رعايتنا وحفظنا، فلا تهتم لما يفعلون.
وهذه المكانة خصّ بها أيضاً سيدنا موسى عليه السلام في قوله تعالى
{ وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ }
[طه: 39].
إذن: فقوله تعالى: { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا... } [الطور: 48] منزلة أعلى تناسب مقام مقام سيد الأنبياء محمد صل الله عليه وسلم
{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } [الطور: 48] أي: سبِّحه تسبيحاً مقروناً بالحمد { حِينَ تَقُومُ } [الطور: 48]
أي: حين تقوم من مجلسك تقول: سبحان الله والحمد لله، فهي كفارة لما قد يكون حدث في مجلسك وهي تطهير للمجلس وخاتمة له،
والقعود والجلوس بمعنى واحد وهيئة واحدة ولكن القعود يكون عن قيام، والجلوس يكون عن اضطجاع، نقول: كان مضجعاً فجلس، وكان قائماً فقعد.
أو { حِينَ تَقُومُ } [الطور: 48] أي: حين تقوم من نومك فتُسبِّح الله وتحمده على أنْ أعاد عليك روحك،
وأعاد إليك نشاطك بعد النوم، وقد علّمنا رسول الله صل الله عليه وسلم أنْ نقول عندما نقوم:
" سبحان الذى أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور " وأن نقرأ القيام من المجلس سورة العصر فهي كفارة لما حدث فيه.
كذلك { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ... } [الطور: 49] أي: سبِّح ربك آناء الليل، وفي أوله وفي آخره { وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ } [الطور: 49]
أي في وقت السَّحَر حينما تغيب النجوم، فالمعنى سبِّح ربك في كل هذه الأوقات فهو تسبيح موصول،
ذلك لأن الله أنعم عليك وخصَّك بنعم تستوجب هذا التسبيح وهذا الحمد.
-
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
--
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : تفسير قوله تعالى -وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ
|
المصدر : تفسير القران الكريم