"النجلاء ظل لايغيب"

كانت الحكاية تستدعيها في كل مرة أفتح فيها أبواب الذاكرة.
هي ليست مجرد اسم عابر في دفتر الأيام، بل صدى لصوتٍ سكنني، شعاعٌ اخترق الظلام ثم غاب، لكنه ترك خلفه نورًا لا ينطفئ، هي تلك الشعلة التي أضاءت في وقتٍ لم يكن فيه سوى العتمة، وتركتني بعدها أتعلم كيف أعيش على ضوءٍ باهت.
النجلاء كانت عنوانًا لفصلٍ مختلف من حياتي، فصلٌ لم أكن أجرؤ على طيّه ولا قراءته مجددًا، لكنه يفتح نفسه معي كلما هممت بالكتابة.
هي من علمتني أن هناك أشخاصًا يأتون ليمنحونا الحياة، ثم يرحلون ليتركوا الحنين حياةً أخرى.
•كانت النجلاء يومًا قريبة…!
كأنها ظلٌّ لا يفارقني، كأنها أنفاسي التي أتنفسها دون أن أشعر بثقلها. كانت حاضرة كالحلم، جميلة كضوء الفجر الذي يتسلل خجولًا، لكنه يملأ الكون دفعة واحدة. هي النبض الذي لم أدرك قوته إلا بعد أن سكن، والعطر الذي بقي في الهواء رغم غيابها.
كل شيء فيها كان يشبه الشغف الذي:
"لا يوصف، النظرة، واللمسة"، وحتى الصمت. لكنها اختارت الرحيل، وتركتني أُعيد ترتيب الحروف في قصيدة لا نهاية لها.
أكتب عنها لأحيي ما كان ساكنًا، لأن الشغف الذي كانت تتركه في أوردتي لا يزال حيًّا، نابضًا، عنيدًا، لا يرضى أن يهدأ أو يختفي.
النجلاء كانت كفصلٍ خامس في السنة، لا يشبه ربيعًا ولا خريفًا، لكنها تحمل دفء الشمس وبرودة المطر معًا.
كانت تمشي كأنما الأرض تتسع خجلاً تحت قدميها، والهواء يفسح مجراه ليُبقي أنفاسها خالدة.
تتهاوى أمام صوتها كل محاولات التعبير تتحدث كأنما الحروف اختارتها موطنًا أخيرًا.
صوتها؟ كان موسيقى بين الكلمات، عذبًا ولكنه يحمل شيئًا من الغموض، كأنه يحمل سرًا لن يقال.
كانت قريبة، لكن قربها لم يكن عاديًا.
كأنها ترسم خطوطها حولي دون أن ألمسها.
كنت أعرف أنها ليست لي تمامًا، لكن ذلك لم يمنعني من أن أقترب أكثر، حتى وأنا أعلم أن النهاية مكتوبة في مكانٍ ما على حافة البعد.
النجلاء لم تكن فقط حبيبة.
كانت فكرة، وكانت شعورًا يسكن بين أضلاعي ويُحكم قبضته على روحي.
وكلما حاولت نسيانها، وجدت أن أثرها يزداد عمقًا. تركت خلفها ذاكرةً لا تهدأ، وعينين تلاحقني في كل وجه أراه.
وماذا بعد..؟
بعد النجلاء، اكتشفت أن الغياب لا يشبه الموت كما يظن البعض. الغياب أقسى، لأنه يتركك حيًّا تتلمس الأماكن التي كانت تسكنها، وتبحث عن صوتها بين الصدى الذي لا يعود. أصبحت أرى العالم بنصف روح، كأنني فقدت بوصلتي وصرت أبحر في بحرٍ بلا نهاية.
لم تكن فقط ذكرى، بل درسًا. علّمتني أن الحنين يمكن أن يكون سكينًا باردًا، لا يجرح دفعة واحدة، بل يتسلل بهدوء ويقطع كل خيط في داخلك ببطء.
علّمتني أن بعض القرب يحمل في طياته البُعد، وأن بعض الحب لا يكتمل، ليس لأنه ضعيف، بل لأنه أعمق مما يحتمل القلب.
وبعد النجلاء، أدركت أنني لم أتركها أبدًا، هي التي غادرت، لكنني بقيت أحملها معي في ملامح الصباح وفي ثقل الليل، في كل سطر أكتبه وفي كل فراغٍ يحيط بي.
هي هناك، جزءٌ مني، ولن تعود، لكنها أيضًا لن تغيب.
هي ليست مجرد اسم عابر في دفتر الأيام، بل صدى لصوتٍ سكنني، شعاعٌ اخترق الظلام ثم غاب، لكنه ترك خلفه نورًا لا ينطفئ، هي تلك الشعلة التي أضاءت في وقتٍ لم يكن فيه سوى العتمة، وتركتني بعدها أتعلم كيف أعيش على ضوءٍ باهت.
النجلاء كانت عنوانًا لفصلٍ مختلف من حياتي، فصلٌ لم أكن أجرؤ على طيّه ولا قراءته مجددًا، لكنه يفتح نفسه معي كلما هممت بالكتابة.
هي من علمتني أن هناك أشخاصًا يأتون ليمنحونا الحياة، ثم يرحلون ليتركوا الحنين حياةً أخرى.
•كانت النجلاء يومًا قريبة…!
كأنها ظلٌّ لا يفارقني، كأنها أنفاسي التي أتنفسها دون أن أشعر بثقلها. كانت حاضرة كالحلم، جميلة كضوء الفجر الذي يتسلل خجولًا، لكنه يملأ الكون دفعة واحدة. هي النبض الذي لم أدرك قوته إلا بعد أن سكن، والعطر الذي بقي في الهواء رغم غيابها.
كل شيء فيها كان يشبه الشغف الذي:
"لا يوصف، النظرة، واللمسة"، وحتى الصمت. لكنها اختارت الرحيل، وتركتني أُعيد ترتيب الحروف في قصيدة لا نهاية لها.
أكتب عنها لأحيي ما كان ساكنًا، لأن الشغف الذي كانت تتركه في أوردتي لا يزال حيًّا، نابضًا، عنيدًا، لا يرضى أن يهدأ أو يختفي.
النجلاء كانت كفصلٍ خامس في السنة، لا يشبه ربيعًا ولا خريفًا، لكنها تحمل دفء الشمس وبرودة المطر معًا.
كانت تمشي كأنما الأرض تتسع خجلاً تحت قدميها، والهواء يفسح مجراه ليُبقي أنفاسها خالدة.
تتهاوى أمام صوتها كل محاولات التعبير تتحدث كأنما الحروف اختارتها موطنًا أخيرًا.
صوتها؟ كان موسيقى بين الكلمات، عذبًا ولكنه يحمل شيئًا من الغموض، كأنه يحمل سرًا لن يقال.
كانت قريبة، لكن قربها لم يكن عاديًا.
كأنها ترسم خطوطها حولي دون أن ألمسها.
كنت أعرف أنها ليست لي تمامًا، لكن ذلك لم يمنعني من أن أقترب أكثر، حتى وأنا أعلم أن النهاية مكتوبة في مكانٍ ما على حافة البعد.
النجلاء لم تكن فقط حبيبة.
كانت فكرة، وكانت شعورًا يسكن بين أضلاعي ويُحكم قبضته على روحي.
وكلما حاولت نسيانها، وجدت أن أثرها يزداد عمقًا. تركت خلفها ذاكرةً لا تهدأ، وعينين تلاحقني في كل وجه أراه.
وماذا بعد..؟
بعد النجلاء، اكتشفت أن الغياب لا يشبه الموت كما يظن البعض. الغياب أقسى، لأنه يتركك حيًّا تتلمس الأماكن التي كانت تسكنها، وتبحث عن صوتها بين الصدى الذي لا يعود. أصبحت أرى العالم بنصف روح، كأنني فقدت بوصلتي وصرت أبحر في بحرٍ بلا نهاية.
لم تكن فقط ذكرى، بل درسًا. علّمتني أن الحنين يمكن أن يكون سكينًا باردًا، لا يجرح دفعة واحدة، بل يتسلل بهدوء ويقطع كل خيط في داخلك ببطء.
علّمتني أن بعض القرب يحمل في طياته البُعد، وأن بعض الحب لا يكتمل، ليس لأنه ضعيف، بل لأنه أعمق مما يحتمل القلب.
وبعد النجلاء، أدركت أنني لم أتركها أبدًا، هي التي غادرت، لكنني بقيت أحملها معي في ملامح الصباح وفي ثقل الليل، في كل سطر أكتبه وفي كل فراغٍ يحيط بي.
هي هناك، جزءٌ مني، ولن تعود، لكنها أيضًا لن تغيب.


اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : "النجلاء ظل لايغيب"
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء