«قَسَمُ العُنْقَاءِ»
«قَسَمُ العُنْقَاءِ»
على البحر المتقارب –
أَنَا العُنْقَاءُ… مِنْ نَارِ رُوحِي نَهَضْتُ،
وَمِنْ رَمَادِ السِّنِينَ وُلِدْتُ اشْتِعَالَا
أُعَانِقُ بَحْرَ دَمٍ فِي اللَّيَالِي الحِبَالِ،
وَأَغْسِلُ وَجْهَ القَمَرْ
بِدَمْعِ الجَلَالَا
تَفَتَّحَ لِي الأُفُقُ الأَحْمَرُ اسْمًا،
وَأَلْقَتْ عَلَيَّ السَّمَاءُ ظِلَالَا
فَمَا كُنْتُ ظِلًّا يُدَارَى وَيَخْفَى،
وَلَا كُنْتُ نَبْضًا يُسَاوِمُ لِيلَا
خَطَوْتُ عَلَى الْمَاءِ وَالْمَاءُ رَهْنِي،
وَأَمْسَكْتُ بِالرِّيحِ حَتَّى انْثَنَالَا
فَإِنِّي سَيِّدَةُ الحَرْفِ لَمَّا تَمَرَّدَ،
وَأُمُّ الجُمُرِ إِذَا مَا اسْتَحَالَا
قَمَرٌ يُطِلُّ عَلَيَّ انْكِسَارًا،
فَأَرْفَعُ رَأْسِي… فَيَخْجَلُ حَالَا
وَأَسْأَلُهُ: أَيُّهَا الْحُلْمُ قُلْ لِي،
أَنَحْنُ الْمُنَادَى؟ أَنَحْنُ الرِّسَالَا؟
فَيُومِئُ لِي وَالسَّمَاءُ شُهُودٌ،
وَتَرْتَعِشُ الْغَيْمَةُ اسْتِقْبَالَا
فَأَقْسِمُ أَنِّي إِذَا مَا نَفَخْتُ،
تَحَوَّلَ نَارُ الْعِدَا بَرْدَ حَالَا
لَا أَرْتَضِي الْعُلُوَّ صَرِيخَ جَنَاحٍ،
وَلَا أَشْتَرِي الْمَجْدَ زَيْفَ ادِّعَالَا
وَلَكِنَّنِي أَرْتَقِي بِالسُّمُوِّ،
إِذَا مَا تَدَاعَى الضَّجِيجُ انْسِدَالَا
أَنَا الْوَقْتُ إِنْ ضَاقَ، أَنَا الصَّبْرُ إِنْ
تَكَسَّرَ فِي الصَّدْرِ أَلْفُ سُؤَالَا
أُقِيمُ مَمَالِكَ فِي خُطْوَتَيَّ،
وَأَكْسِرُ قَيْدَ النِّهَايَاتِ كُلَّمَا اسْتَطَالَا
فَلَا تَحْسَبُوا أَنَّنِي وَهْمُ نَارٍ،
يَعُودُ إِذَا مَا تَبَدَّدَ خَيَالَا
أَنَا الْعَوْدُ حَقًّا، وَلَكِنَّنِي
أَعُودُ سَمَاءً… وَنُورًا… وَمَجْدًا يُقَالَا
أَنَا العُنْقَاءُ… وَالْبَحْرُ يَعْرِفُ خَطْوِي،
وَتَعْرِفُنِي الرِّيحُ لَمَّا أُقَالَا
وَمَنْ شَاءَ صِرَاعِي فَلْيَرْفَعِ الرَّأْسَ،
سَيَعْلَمُ أَنِّي لَا أُطَاوَلُ… حَالَا
«سُلْطَانُ الرَّمَادِ وَعُلُوُّ النُّور»
وتبقى العُنقاء…
نارًا تُقسِم، ونورًا يحكم.
بقلم: أمل العماوي
المرفقات
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : «قَسَمُ العُنْقَاءِ»
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء


