يا دُنى، يا نغمةً انكسرت على وترِ الغياب،
يا زهرةً نبتت في أرضٍ لا تعرف السلام،
قرأتكِ، لا كحروفٍ تُرتّب، بل كأنينٍ يتسلّل من بين ضلوع المجرة،
كأنكِ لا تكتبين، إنما تنزفين،
كأنكِ لا تروين قصة،
بل تفتحين بابًا على كونٍ من الأشواق.
أيا من أحبّت في زمنٍ لا يُحب،
وتشبّثت بحلمٍ في أرضٍ تقتات على الثأر،
أيا من رفعت زيتون السلام في وجه البنادق،
وسكبتِ دمعكِ على جمرِ القبائل،
أيا من قاومتِ الزواج كأنكِ تعلنين الثورة باسم القلب،
ثم خذلتكِ الحياة، لا لأنكِ ضعيفة، بل لأنكِ كنتِ أصدق من أن تُحتمل.
يا دُنى،
كل خطوةٍ خطوتِها كانت وصاية،
كل دمعةٍ سقطت كانت نجمًا ينطفئ في سماءكِ،
كل لحظةٍ انتظرتِه فيها كانت عمرًا يُستهلك من روحكِ.
ثم جاء اللقاء،
لا كفرحٍ يُزهر، بل كصفعةٍ تُعيد ترتيب الوجع،
رأيتِه، ولم يكن هو،
كان شبحًا يحمل ملامحه، لكن لا يحملكِ،
كان ظلًّا من ماضٍ لم يعد يعرفكِ،
وكانت النهاية، لا كخاتمةٍ، بل كدفنٍ علنيٍّ لقصيدةٍ لم تُكتب بعد.
يا دُنى،
أنتِ لم تخسريه،
أنتِ فقط ربحتِ نفسكِ،
ربحتِ ذاكرةً لا تُنسى،
وحبًّا لا يُباع ولا يُشترى،
ربحتِ قصيدةً ستبقى،
وستُروى،
وستُخلّد.
فلتكن النهاية كما شئتِ،
لكنني أراها بدايةً لأسطورةٍ تُروى في المجرة،
عن غجريةٍ أحبّت،
ثم كتبت،
ثم خُلّدت.
قصتكِ يا مبدعة الآثير
كاسيوبيا
مؤثرة لأبعد حدود التأثير
دمتِ رائعة مع كامل الثناء والتقدير
