حصرى للغابه روايه (انا وابنتى )

[نبع ايزيس]

مصابون نحن (بلعنة التلذذ بالالم)
وكأنها فلسفة اجساد

وكانني اهرب من الم وانغمس طوعا بالم اخر كنوع من السلوان والتعزية عن
الوجع الاصلى اهرب من التمزق العميق والخواء وعدم الاستحقاق

كأن اتوه ب مشاعرى وبلا خرائط

 

[نبع ايزيس]

الادمان صرخة جسد قد تم تشويهه
(كالعجز والخرس)


كثيرا جدا كنت فريسة لهذا الخطأ ولست الوحيده فادمان الحب والاحتياج والعوز هو لا لغة بديلة له من منًا يستطيع الحياه بلا
حب حتى وان كان حب الاب او الام او الابنه
او حتى الاصدقاء

فأنا على سبيل المثال كنت اسد فجوة
فراغ قلبى بحبى لابنتى وكثير منا يفعل
هذا ويكتفى به ….ولهذا نجد من فشل فى حياته العاطفيه او علاقته الاولى
يبحث عن حب تعويضى بمعنى اخر يبحث عن الحب مرة اخرى او يستبدله باخر
(وداوها بالتى كانت هى الداء)

نظل مكممين الافواه ولا نبحث عن الا عن رغبة مفرطة فى علاقة امنه مستقرة

فقد حدث صدعا فى علاقتنا الاولى
شرخا فى ثقتنا بانفسنا فيتشوه القلب والقالب

ولهذا نحتاج لمن يشعرنا بالثقة
يسد هذه الفجوة من العوز
والنقص والحرمان الدائم
نبحث عن تسكين وهدوء لتلك الروح بداخلنا
كطبطبة على كتف الفقد

 

[نبع ايزيس]

اننا نحمل تاريخا طويلا لخيباتنا واحباطاتنا الاولى التى لم تسعفنا الذاكرة بها ولا لغة
عرجاء تصيغها ، حفرت عكاز ندوبها من القهر
والاستحواذ بداخلنا


سواء انا او ابنتى
ساحاول ان اشرح وجهه نظرى
فمثلا الثقة بالنفس تزرع بداخلنا ونحن اطفال
نستسقيها من عين محبه الام او الاب

كأن ارى نفسى فى مرآة العين بذات الجمال الذى تصفه امى

والعكس كالتنمر
يمزق الثقة تماما
(مثال) اباء يرون انفسهم الاجمل على الاطلاق
كلون البشرة الابيض والذى يميل للسواد
او الاصدقاء الذين يتنمرون علينا منذ الصغر
فنظل نعانى الويلات
وخيبة تلو الاخرى تظل عالقة بالنفس
كجلاد وك قاضى شديد الصرامة

ولان التنصل من المسؤولية هو ديدن التعامل للخروج من الازمات

وجدت ان القاء اللوم وشماعات الاخطاء التى لا تظهرالا الكراهية الامنه بين العائلات

 

[نبع ايزيس]

ومن هنا تمنحنا التجارب
حزم متراكبة ومعقدة من التشوهات
لا يملؤها سوى الادمان العاطفي

فتتحكم مشاعر الخوف والذنب بنا كالخضوع للاخر وعدم الاستقرار
ويصبح بناؤنا النفسى فارغ الفجوات
نلهث للدفاع عن الذات لحفريات الذاكرة
المتألمة فينا منذ الصغر

 

[نبع ايزيس]

وللخروج من تلك المتاهات
كان لابد ان اخلع عنى رداء الضحيه ابتعد عن قول هو المخطىء ، وانا الذنب براء
او استاء من القدر والعن الحياة


بل اعترف باننى مسؤله بالكامل عن تلك الاخطاء التى وقعت لها كفريسة

و اتحمل التبعات واخطو نحو شفاء الذات
او لسنا جميعًا ممتلؤن بالتناقضات

جزء منا يهوى ويود العوده والانصهار بالالم وجزء ارهقنا وازهق ارواحنا بتلك الاحتياجات
التى لم تسد فجوة الخذلان

 

[نبع ايزيس]

فجزء كبير منى مريض بالهوس بسلوك زوجى والانغماس بمراقبته وتتبع نزواته
كالتساؤلات الداخليه هل هى اجمل منى هل سيتركنى ويتزوجها حتى اصبحت منهكة فقدت نفسى واطفالى
وتفكيرى لا يدور الا حول رغباته

مريضة انا به احتاج الى المداوة بقدر احتياجه ف المرض مشتركا فيما بينى وبينه
ربما كنت اعاقب نفسى
ظنا منى باننى لا استحق حياة
اكثر استقرارا كجلد للذات
او ربما كنا ندعم القلق والخوف
والحرمان لدى بعضنا البعض
فنحن الاثنان مرضى ولكن كل منا مريض بطريقته الخاصة

افكر ما الذى يتبقى منى اذا توقفت عن دور المنقذ ودور البطولة المزيفة
التى العبها باسم الايثار والتضحية كمن يلقى بنفسه فى البحر وهو لا يتقن السباحة

 

[نبع ايزيس]

ان الطاقة التى اهدرها
انما هى طاقة الحياة بداخلى كنت اسكبها
بكل الحب والسخاء على من لا يستحق

الان
وقد تعلمت فى التعافى كيف اقوم بترويضها
لاشاهدها تنمو وتكبر بداخلى ليس لانى اصبت
بالانانية ولكن تلك الطاقة هى التى تمدنى بالقوة لمغادرة فراشى فى الصباح والعيش ليوم اخر رغم المعوقات
التى تثقل قدماى قبل عقلى

بت اسمح لنفسى ان اغامر واضحك
ولا انتقد اخطائى السابقة بل اعترف بها
ولا ارفضها بل احاول تصحيح هذه الاخطاء

هكذا علمنى التعافى اعادنى الى نفسى
حرر طاقتى واعادنى الى ابنتى

اكتشفت وانا فى مواجهة مع نفسى
باننى انا سبب معاناة نفسى وابنتى
اكثر من اسامة

لاننى لم اتخيل نفسى بطلة فى قصة اخرى مع شخص اخر ياللعبث

فالنفس هى الاكثر سطوة من اى شخص اخر اما ان تستطيع الخروج
الى بر الامانوالتعافى او ننكفىء ونهيل علينا التراب فنظل قابعين فى القاع

 

[نبع ايزيس]

يعلمنى التعافى ان الالم حتمى اما المعاناة
فهى اختيار

 

[نبع ايزيس]

الان اسير واكمل طريقى للتعافى
واصنع تغييرا غير زائف فقد منحنى الله
فرصة اخرى قد يتهمنى البعض ويقول
عن اى تعافى تتحدثين

فاقول لم يزل بالكون لنا
متسع من المرح والبهجه
ولا اقول ان الامر سهلا
ولكن سيظر لكم كم كان يستحق
فلا تدسوا شيئا فى روحى
اود ان اظل بذات الخفة وبذات الجنون

 

[نبع ايزيس]

تمت والحمد لله

 

[ود.]

هنا اقف لبرهة من الزمن : لاقول رايي بلا مجاملة او مبالغة
قرأت ماجادت به روايتك الجميله وكنت اعيشها لحظة بلحظة وخاصة فضولي في تلك الطفلة التي كانت محور تفكيري بها

الذي راق لي اكثر
انك تخرجين عن نص القصه لتترجمي الاحداث التي تحت سطرك الى نصيحة وموعظه
وهذه من صفات الكاتبة اجاثا كريستي
حيث كان قراؤها يحبون هذا الاسلوب من استنتاجاتها وجعلها حكمة مستساغة جدا
هنيئا للغابة بك ايتها الاديبة الهادئة

اختي الغاليه لي الشرف بان اكون من القراء لروايتك التي استفدت منها حقا

شكرا لك

وبانتظار جديدك فاضلتي

دو