تواصل معنا

,, وقفت خلف النافذة الزجاجية تراقب الأمطار الغزيرة المنهمرة من السماء وكأن السماء الليلة قررت أن تبكي بدلاً منها نظرت وهي شاردة في هذة اللوحة التي...

كاسيوبيا

❥غــجــريـة الــمــجــرة❥
مستشار الادارة
إنضم
14 أبريل 2023
المشاركات
44,850
مستوى التفاعل
49,190
الإقامة
مجرة أندروميدا
مجموع اﻻوسمة
19
خلف النافذة.....للكاتبة سالي مجدي

,,





وقفت خلف النافذة الزجاجية تراقب الأمطار الغزيرة المنهمرة
من السماء وكأن السماء الليلة قررت أن تبكي بدلاً منها
نظرت وهي شاردة في هذة اللوحة التي تراها عبر الزجاج
الليل والحقول والقمر والأمطار والحصان الذي يتشمم الأعشاب في الأرض
لم تكن تحلم أبداً أن تنتهي بها الحياة هنا وحيدة
كانت حبيسة هذا المنزل البسيط
إنها شابة جميلة في ريعان شبابها شكلاً
ولكن بداخلها يسكن شبح إمرأة عجوز
إن هذا المكان ليس سجناً سجنها فيه أحدٌ ما
بل هي من إختارته ليكون سجنها خوفاً من الناس فكفاها

من شرهم وأذاهم لها
تذكرت جراحها التي تركت ندوباً بقلبها من أكثر الناس الذين
وثقت بهم في حياتها وكيف تهربوا منها وأنكروها وكأنها هواء وقت حاجتها إليهم
تحملت كره الدنيا لها بلا مبرر
كلما حاولت التقرب من الدنيا رفضتها وصفعتها
تعبت من غدر الأحباء قبل الأعداء وإنكسر ظهرها من هموم الدنيا وقلة الحظ
سمعت صوت الرعد ورأت البرق الذي أفزعها
ثم عادت لشرودها في الأمطار وتذكرت يوم إستقبالها خبر مرضها
بسرطان الدم بعد أن مرضت كثيراً وتركت عملها وأصبحت الديون تلاحقها
يوم خرجت من عيادة الدكتور لا تعرف كيف تبلغ طفلتها

اليتيمة ذات السبع سنوات والتي خطف الموت والدها من قبل ..
أن الموت يدبر لجعلها وحيدة في هذه الدنيا
ليس لها إلا جدها القعيد المسن والذي بدوره سيستقبل خبر موت إبنته الوحيدة وعائلته
كيف ستبلغهم بالخبر وهي تتخيل كل يوم كيف سيمر عليها بألم المرض الملعون
وألم نظرات الوداع من والدها وطفلتها وهي تمثل لهم الحياة والقوت والحنان والرعاية
فكرت أن تهرب منهم لمكان مهجور تنتظر الموت وحيدة حتى لا تؤلم أحداً بموتها
شعرت بألم يعتصر قلبها....
شعرت بإختناق في أنفاسها....
شعرت بتهشم روحها.....
دعت الله أن يقرب موتها .....


فإنتظار أمر محتوم أصعب
مشت وهي شاردة الفكر باكية بدموع أكثر من تلك الأمطار
ونزلت عن الرصيف لتشعر بنفسها تطير في الهواء وشعرت

بسائل لزج يتسرب على جسدها ثم وفجأة

لا شئ ........
لا ألم ..........
لا شئ أبداً.........

شعرت أن شيئاً لم يكن

رأت الناس يلتفون حول جسد ملقى على الأرض ويخفونه بإلتفافهم حوله

وهم يضربون الكفوف على شباب الشابة المتوفاة في الشارع بعد
أن صدمتها السيارة وصراخ قائد السيارة بأنها هي التي كانت مخطئة وشاردة ...


شعرت بشئ مألوف في هذه الفتاة
شعرت بالغيرة وتمنت أن تكون مكانها
ومشت كثيراً حتى وصلت لهذا المكان المهجور ودخلت وعاشت به
لم تشعر بألم المرض أبداً
سنوات وسنوات لم تعدهم وهي حبيسة للبيت المهجور
لا أحد يشعر بها
حتى الموت نسيها ولم تمت

إنفتح الباب فجأة من خلفها ودخل شاب وقال وهو يلهث من المطر والبرد:

_(هل يوجد أحد هنا .... يا أهل الدار السلام عليكم)
خافت وركضت الى ركن في البيت فهي منذ سنوات لم تر إنساناً
ولم يكن قد رآها أيضاً ... سقط الشاب أرضاً فقد كان مريضاً للغاية
إقتربت منه خائفة تريد أن ترى ما به وبمجرد أن أقتربت بالشمعة من وجهه ....
وجدته ينتفض
ويخرج سريعاً وهو يصرخ:
_(سلام قولاً من رب رحيم ... سلام قولاً من رب رحيم)

ركضت هي لنافذتها تراقبه وهي خائفة مذعورة فوجدت أحد الفلاحين كبار السن

يقترب من الشاب ويقول له:
_(إنه بيت مسكون منذ سنوات يا بني بعفريت نرى وجهه من خلف النافذة دائماً
.... لماذا دخلته يا بني .... تعال تعال من الواضح أنك غريب عن هذه البلده ...)


وعادت هي لبكائها ......خلف النافذة

للكاتبة:


سالي محمد مجدي



تعقيب من الكاتبة



الوحده المختاره
القصه ليها نهايتين متوازييتين
الاولي ربما هي مش عفريت والي ماتت غيرها لانها ماشفتش الجثه
و هي عايشه واختارت العزله والناس فاكرينها عفريت من عزلتها


او ميته فعلا من الحادثه وعفريت حقيقي ماتعرفش انها ماتت


النهايه مفتوحه

أعطوني رأيكم...


دمتم في رعاية الله.....
 

ملاك الحب

ملاك الحب
عضو مميز
إنضم
18 ديسمبر 2021
المشاركات
15,479
مستوى التفاعل
9,353
الإقامة
المملكة العربية السعودية
مجموع اﻻوسمة
12
خلف النافذة.....للكاتبة سالي مجدي
قصة خلتني اعيد قرائتها مرارا احس فيها عقدة وقاعدة احاول افكها
لي عودة
 
1 Comment
كاسيوبيا
كاسيوبيا commented
بالإنتظار حبيبتي
قصة جميلة حقا🌺🌿
 
أعلى