..
لم يكن في اليوم ما يميزه عن غيره
الضوء نفسه
القهوة ذاتها
وحتى الصمت لم يأتِ بجديد
جلست أمام الحاسوب أراجع بريدا إلكترونيا قديما
حين سقط الإشعار في زاوية الشاشة
مجرد اسم!!!
لااا الأسماء حين تنتمي إلى موتى الذاكرة
لا تكون مجرد كلمات
شعرت أن الغرفة تنكمش حولي
شيء دقيق لا يرى
ينزلق في صدري كهواء بارد.
لم أفتح الرسالة فورا
بقي المؤشر معلقا فوقها
كأن فتحها يعني الاعتراف بأن شيئا تغير
سنوات من الهدوء المصطنع
من محاولات ترتيب الفوضى داخل النفس
كنت أظن أنني تجاوزت
أنني صرت أملك مناعة ضد الذكرى
لكن ما حدث كشف هشاشتي بوضوح فاضح!
فتحت الرسالة في النهاية
لم يكن فيها سوى جملة واحدة
هل ما زلتِ هناك؟”
لم تكن موقعة باسمه لكنه كان يعرف أني سأفهم!!
لم يكن يسأل عن مكاني
بل عن البقية التي بقيت مني بعد غيابه
أغلقت البريد!!
لكن الاسم بقي عالقا في أعلى الشاشة كأنه يراقبني!!
ومن خلف صمته
بدا لي الموت أقل نهائية
وأكثر حضورا!!
ربما لا يموت من نحب
بل يتحولون
إلى إشعار ينتظر اللحظة المناسبة ليعيدنا إليهم
.
.
//
ومساؤك ورد يلامس القلب يا قريبة الروح،
وجودك في البال لا يمرّ عابرًا،
بل يوقظ فيّ حنينًا دافئًا،
كأن البسمة تولد من ذكرك،
وكأن الحكايات لا تكتمل إلا بكِ