على حافة الدعاء الضائع
.
.
كأنها تجلس في منتصف العاصفة،
لا لتنجو منها، بل لتفهمها…
تُغمض عينيها كي تُصغي إلى ما لا يُقال،
تدع الريح تعبث بشَعرها كما تشاء،
كأنها تُسلّم نفسها للغيب، وللحزن،
وللذاكرة التي لا تهدأ.
هي لا تهرب،
بل تنتظر أن تهدأ الريح لتعرف كم خفَّ قلبها،
وكم من ملامحها ذابت مع الفصول الماضية.
كم من حلمٍ سقط منها دون أن تلتقطه،
وكم من وعدٍ تلاشى بين أصابع الوقت.
تجلس على كرسيٍ من صمت،
تحمل في صدرها فوضى تشبه الغيم
حين يجهش بالبكاء،
وتتساءل:
هل كانت كل تلك الخسارات مقدمةً
لهذا السكون؟
هل كان لا بدّ أن تُكسر لتفهم المعنى
الحقيقي للثبات؟
تبدو كمن يتأرجح بين الذكرى والنسيان،
بين ماضٍ لا يرحل، وغدٍ لا يأتي.
تحت سماءٍ تعرف جيدًا كم من الدعاء
ضاع فيها دون رجعة،
وكم من الوجوه غابت قبل أن تكتمل الحكاية.
هي هناك، في منتصف العاصفة،
تتعلم كيف يكون الهدوء شكلًا آخر
من النجاة،
وكيف يكتب الحزن أعمق دروس البقاء.
وفي آخر الريح،
حيث يلتقي الصمت بعاصفة الذكريات…
تبتسم قليلًا،
لكنها ابتسامة ثقيلة،
تزنها كل الخسارات التي مرّت بها.
تدرك أخيرًا أن بعض الدعاء
لا يُستجاب بالمعجزة،
بل بالصبر…
بصبر يجرح القلب ويعلّمه كيف يحتمل،
كيف يظل واقفًا رغم الانكسار.
تدرك أن الحزن ليس مجرد ألم،
بل درس في البقاء،
وأن كل خسارة ،
كانت تهيئ لها لحظة هذا الهدوء،
هذا السكون الذي يجعلها تفهم نفسها،
تفهم الريح، تفهم معنى الانتظار.
وفي عمق كل زفرة،
ترى لمحة ضوء خافت…
ليس وعودًا،
بل قبولًا،
وهدوءًا يولد من قلب العاصفة.
.
.
//
ومساؤك ورد يلامس القلب يا قريبة الروح،
وجودك في البال لا يمرّ عابرًا،
بل يوقظ فيّ حنينًا دافئًا،
كأن البسمة تولد من ذكرك،
وكأن الحكايات لا تكتمل إلا بكِ