مساء النور جوريتي الجميلة...
الفصل الثالث
كأني رأيت الحروف تنزف دما.. و قد فاضت مدامعها بعبرات مكلومة من مآسي القلب..!
فكم يقتل الروح أن تعيش في كنف الموت يهدهدها معلقا إياها في حبل مشنقته.. فلا تعيش حية أبدا..
و ما تذوق من المشاعر غير الألم و الوجع..!
مات والد لم تبصره أعينها.. و أخذ معه أخر بصيص للأمل قد إستنارت به.. كان دوما غائبا.. لكن حلم رؤيته لطالما ظل مرافقا إياها بدلا عنه.. إلا أن أتت الموت و سرقته... فسرقت زاوية أمان وهمية كانت تستظل فيها.. لأب كان دوما صورة من خيال!..
فبئس الحروب ما تفعله بالناس و كيف تدمر القلوب بلا رحمة!
من لا يجدون الحب في حياتهم هم من يشعلون فتيل الحروب لتفجير إحباطهم و حقدهم.ما الحرب إلا تسلية غبية لقلوب لا تعرف الحب و لا تجيده!
مرت السنين ما بينها من عام.. و الحزن و الألم لازال مترسبا على اركانها يأبى الزوال!.. و كأن السنين إستبدلت أيامها بنخرات و أدمع تشق الفؤاد!
جاء زفاف سلمى لتسمع فيه الصبية نفس الكلام الذي جهلت ماهيته و هي الطفلة مع إيضاحات أكثر!
فكانت الضربة القاضية لها.. خصوصا مع غياب حصانها المجنح.. فلم يظل لها غير الخيبات و العثرات!
حالنا ينزف وارضنا تنزف
عيوننا تبكي وتزف الشهيد تلو الشهيد
كأن الارض ترفض الا ان تأخذ الشباب اليها
كأن بيننا وبين الكفن عشق وبيننا وبين
الحزن عهد وبيننا وبين الالم والفجع موده
اشكرك فاتنتي على مرورك من بين حقل الغامي الباكيه
الروايات القادمه بدون حزن وعد