النمو لا يتأثر بالصوم






- الصوم لا يؤثر في النمو الطبيعي للاطفال من الناحية العقلية والعصبية والجسدية، حيث ان نمو الجهاز العصبي والمخ يكتمل في السنوات الاولى من العمر (في سن من 2 - 3 سنوات).
- اما الاطفال المصابون بضعف في النمو (الهزال) فيحتاجون الى برامج تغذية خاصة وزيادة في السعرات الحرارية اليومية، مما قد يتعارض مع الصيام.
يحرص الآباء على تعليم اطفالهم وتعويدهم على الصوم، ولان الطفل في مرحلة نمو فقد اوصى الله سبحانه بالصوم بعد سن البلوغ الذي يتراوح بين 12 و 13 سنة للفتاة، وما بين 13 و 15 للفتيان حتى لا تتأثر البنية الجسدية للطفل وهي احوج ما تكون في هذه السن لعناصر البناء والنمو.
وحيث يصعب ان نأمر الطفل بالصوم مرة واحدة في هذه السن فانه يحتاج الى ان يتدرب على الصوم والامتناع عن الطعام والشراب تدريجيا، وذلك قبل البلوغ بفترة حتى يتسنى له صوم اليوم كاملا بعد ذلك، ولهذا تبدأ الأم بتشجيع طفلها على الصوم لعدة ساعات فقط في بداية الامر، وليكن من الصباح حتى العاشرة او الثانية عشرة ظهرا، ويوما ما بعد يوم تزيد من قدرته على زيادة عدد ساعات الصوم الى ان يصوم يوما كاملا، واذا ما استطاع ذلك فانه قد يتشجع ويصر على الصوم. ولكن الحكمة هنا تقول ان كان يصر على ذلك فليصم يوما ويفطر يوما او يومين حسب حالته الصحية وبنيته وقدرته على التحمل.
هذا في الحالات العادية والاطفال الطبيعيين.. فماذا عن بعض الاطفال المرضى، وهل يؤثر الصوم عليهم اذا ما كان لهم ان يصوموا.
يقول الدكتور سليمان السعد استشاري طب الاطفال : ان الطفل في مراحل عمره الاولى يكون في حالة نمو وفي حاجة ماسة الى مواد اساسية، ويضيف موضحا: الطفل في سنوات العمر الاولى يكون في حاجة ماسة الى البروتين الحيواني والنباتي من اجل البناء مقارنة بالمكونات الاخرى، ولكن بمراعاة الاتزان، حيث لا يجب ان نزيد من مكونات على حساب مكونات اخرى، فهذا قد يؤدي الى خلل ويؤدي الى اصابة الطفل بالامراض ومنها السمنة وآثارها الجانبية.
وحيث تعتبر فريضة الصيام من اركان الاسلام الخمسة التي ذكرت «بني الاسلام على خمس ومنها صوم رمضان».. حيث ان الصيام مفروض على كل مسلم ومسلمة عاقل وبالغ فانه يحبذ تشجيع الاطفال على التدرب على هذه الفريضة، ولكن مع الاخذ في الاعتبار والانتباه تأثير الصوم على الاطفال غير البالغين، حيث انهم قد يتعرضون لبعض المشاكل والمضاعفات التي قد تؤثر على صحتهم البدنية وتفقدهم القدرة على التركيز الدراسي.
الامساك عن الحلوى
وبما ان العناصر الاساسية في اي تركيب غذائي بالنسبة للانسان وخاصة الاطفال في عمر النمو تتكون من عناصر ثلاثة هي البروتينات، الكربوهيدرات والدهنيات، كذلك فان الاطعمة الغنية بالاملاح والمعادن مهمة في بناء الجسم ومساعدته على مقاومة الامراض ومواجهة الاتزان في عوامل الايض والاتزان في الجسم. ومن الاشياء الضرورية التي تعد بمنزلة العمود الخاص في بناء الجسم هو الاهتمام بالتغذية وشرب السوائل التي تغذي جسم الطفل.
ويضيف د. سليمان، موضحا ان تركيب الجسم يعتمد بما نسبته 80% على السوائل، ونقص السوائل وعدم شرب الماء يؤدي الى الارهاق والخمول. هذا بالاضافة الى اننا الآن في فصل الصيف، والصيام غالبا في هذه الايام تكون مدته اطول من السنوات السابقة، حيث عدد ساعات النهار اطول من عدد ساعات الليل، ولهذا لابد من الانتباه الى هذا الامر، خاصة بالنسبة للاطفال، فان كان الصوم طاعة وتعويد الطفل عليه واجب، ومن الامور الاساسية، الا ان الله سبحانه وتعالى لا يرضى تعذيب النفس البشرية، فما بالنا بالاطفال، فبالامكان تعويدهم على الامساك عن اكل الحلوى والامور المحببة الى انفسهم بداية، وكذلك تعويدهم على صيام ايام العطل، حيث مكوثهم في البيت وعدم التعرض الى الارهاق، ومن ذلك قلة عدد ساعات اللعب مما قد يساعد على تعويدهم وتحملهم العطش.
هؤلاء لا يصومون
هذا فيما يتعلق بالامر عامة، فماذا عن الاطفال المرضى وما الامراض التي لا يجوز معها حتى محاولة التدريب او تعويد الطفل على الصوم، والحالات التي ينبغي فيها الحذر وانتباه الاهل ورعايتهم.
بالتأكيد الاطفال الذين يعانون من امراض الفشل الكلوي ويحتاجون الى جلسات غسيل الكلى لاخراج السموم من اجسامهم لا يستطيعون الصيام، فهذا قد يعرض حياتهم للخطر ويؤدي الى فقدان السوائل والعناصر الغذائية المهمة.
ومن الامراض الشائعة عند الاطفال مرض او داء السكري، وهو من الامراض المزمنة التي تصيب نسبة لا بأس بها من الاطفال ما بين سن 6 و 10 سنوات، حيث يتعرض هؤلاء الاطفال الى تقلبات في مستوى السكر والاحماض في الدم، قد يؤدي الى نوبات هبوط وارتفاع في مستوى السكر، ويؤدي في بعض الحالات الى دخول العناية المركزة للاطفال، وهذا المرض من الامراض التي ننصح الامهات بعدم الزام الاطفال المصابين بها، الذين لم يبلغوا الحلم بالصوم، حيث انهم يحتاجون الى جرعات الانسولين وتقييم غذائي مستمر.
فالصوم قد يؤثر سلبا على صحتهم، والله سبحانه وتعالى يقول لا يكلف الله نفسا الا وسعها.
ولا يجب علينا ان نؤدي بالنفس الى التهلكة.
- هناك ايضا امراض التمثيل الغذائي التي يتعرض فيها الطفل الى هبوط في السكر نتيجة غياب بعض الانزيمات.
- امراض سلس البول، حيث يدر الطفل كميات كبيرة من البول ويحتاج الى تعويض مستمر للسوائل حتى لا يتعرض للجفاف، وهي غالبا امراض وراثية او ثانوية.
- الامراض المزمنة مثل التهاب الكبد المزمن او التهابات الرئة المزمنة وامراض القلب التي تتأثر بتغذية القلب من الدم.
- الامراض الحادة مثل الالتهابات الرئوية الحادة والنزلات المعوية الحادة مع الجفاف الشديد، والتهاب الكبد الوبائي الحاد، حيث يتطلب الحصول على كميات كبيرة من السوائل والغذاء على فترات قصيرة مع تناول كميات كبيرة من السكريات الخفيفة (العسل الابيض والعصائر).
- امراض اخرى كثيرة يحتاج فيها الطفل الى دواء بصفة مستمرة يتعذر معها الصيام.
أمور لابد من مراعاتها