برديات عتيقة

[نبع ايزيس]

قلبى يضطرم بالعنف
سآدق راس من يقف فى طريقى
دخلت على دماء كثيرة لعدد لا بأس به من اتباع ست وكان يرافقنى كبير الكهنة قائلا اضرب يا حور هزنى الصوت بقوة غير ان الامر لم يكن ليطول فحورس لم يكن يتصور ان الايام تستطيع ان تجعل منه ملكا بهذه السرعة بل انا نفسى صرخت ذات يوم

 

[نبع ايزيس]

قائلة ل توت مازال صغير ايها الكاهن فعندما قال لى توت النهايه باتت قريبة وما ان وصل وصل خبر تتويج حور ل عمه ست من بعض المتأمرين فعجل ذلك برجوع ست من رحلته

 

[نبع ايزيس]

سميت
مصر هوت-كا-بتاح“موطن روح بتاح”،وذلك
بناء على النطق اليوناني للكلمة المصرية، وهو أيضاً اسم مدينة ممفيس العاصمة المصرية الأولى
للمذكر ( k ( مأأ .( ك ( إم حتب m.k m tp
أو ( للمؤنث t ( أو ( إم حتب t (. مأ

 

[نبع ايزيس]

واكمل الروايه

عاد ست ليحمى العرش
ويقتل حور كما قتل ابيه
ووصل صدى هذا الكلام الى مسامع الكاهن الاكبر اما حورس ما كان يهتم قط الا ليثأر لابيه وما كان يدري ان هذا العم الذى يبالغ فى احتقاره سيسقط من فوق عرشه مضرحا فى دماؤه فقد جاءت الساعة اخيرا فذات يوم بينما كان حورس وحاشيته فى المعبد اذا برز له من خلال

 

[نبع ايزيس]

الجموع بعض المتأمرين ضده ومن بينهم ظهر عمه متباهياً فما ان راه حورس فهبط بالرمح على وجه عمه فحطم فكه ومن ثم اتبعه باخر فاجهز عليه بينما حاشيته يعملون على تفريق

 

[نبع ايزيس]

الجموع من المتضامنين مع عمه
وساد البلاط اضطرابضخم وهرع رجال الحرس الى التقتيل والذبح فى المتأمرين عدا من هرب منهم هربا فى حنايا حديقة المعبد الواسعه واما ست فجثا على ركبتيه طالبا العفو

من ابن اخيه وهنا تذكر حورس كلمات امه وبكاؤها افتقادا لزوجها فجذبه
واذا به وجها لوجه مع قاتل ابيه قال حورس ما اكثر ما طعنت وضربت بالحروب وتركت جنودك يرتكبون الفظائع والدنايا ان ذلك ليقسو على ضميرى طالما عشت حياتك ف الضلال انس او تناس ما تشاء فلن اغفر لك قتل ابى وتحطيم فؤادى ومد الرمح فاذا به فى القلب مباشرة

 

[نبع ايزيس]

وبذلك سقط ست وسط دماؤه
اما ايزيس تساقطت من عينيها دموع تنم عن الفرح الكبير بانتصار حور واخذه ثأر ابيه
مد بصره الى لا شىء .... ومن عينيه تنحدر خيوط رفيعه من الدموع ومضت لحظات ساكنة احس حورس بعدها وقع خطوات خفيفة تقترب منه وقبل ان يلتفت سمع صوتا رقيقا يهمس !... ما عهدنا الرجال يبكون يا حور ——

 

[نبع ايزيس]

استفاق سريعا
واجاب دون ان يطل اليها
انما يبكى الرجال حين يتبينون
الحقيقة بعد ان يكون الوقت قد فات فقالت ايا حور ايا ابن قلبى وهل فات الوقت فابرقت عيناه وترقرقت بالدموع وهو يقول الان فقط استرح يا ابى

 

[نبع ايزيس]

الان فقط قر عينا فلم يذهب دمك هباءا واستمر يجرى زائغ البصر يتبعه رجال الشعب وحرس الق وهم يرددون الهتافات اما ايزيس تساقطت من عينيها دموع تنم عن الفرح الكبير بانتصار حور واخذه ثأر ابيه فهمست قائلة ايا حور كن محبوب ك ابيك لان كراهية الشعوب هى السبيل دائما للانهيار

 

[نبع ايزيس]

مع الصباح تاهبت الشمس تقطع رحلتها مرسلة اولى خيوطها الى القصر اصبح حور هو المسيطر على البلاد والى جواره الكاهن الاكبر اليوم منديس ك القمر ليلة التمام

يالك من مدينه جميلة دفنت فيها قلبي ولم يزل يخفق بحبي ولا اريد البرء منه ابدا قال اوزوريس عنكى انك احب بقاع الارض الى قلبه وقال“ عنى وانت يا حور اننا احب اهلها الي خافق يهيم بحبكم دائما ها قد رحل اباك منذ زمن وخلف وراءه القلب فى شوق وحيرة والم الان سأبدا رحلتى يا حور لزيارة ابيك وزوجى صاحب القداسة بعد ان تخلصت من اكبر اعدائك قم بحماية عرشك عرش منديس انت سيد قرارك كنت انتظر هذا اليوم كثيرا وكنت اعلم انه ليس ببعيد

ِ

 

[نبع ايزيس]

انتصف النهار الان ساستقل المركب جاهدة فى الوصول باقصى ما استطيع قال حور لم يبق الا القليل يا جلالة الملكة فقلت يا حور قلبي يخفق لا تجعله يخفق اكثر يلهج بالثناء للاله العظيم فى سمائه اتمنى ان يوفقنى فى رحلتى ويهدينى الى بغيتى خفقات“ قلبى تزداد اضطرابا كلما اقتربت من بدايه رحلتى الى ابيك الحبيب
ودعنى حور وبدأت المركب تتحرك بخفه تكاد تعدو وكأنها بينها وبين النيل غراما عميقا شاهدا على حب لا يندثر

 

[نبع ايزيس]

كيميت«: اسم مرتبط بالأرض السوداء، ويُشار إلى المصريين بأنّهم «شعب الأرض السوداء« أرض الحبيب ذهبت مع حور وكان برفقتنا نفرت الجميلة كنا نريد ان نكون معا برحلتنا الى مليكى اوزوريس احسست بان حور ونفرت ولاول مرة ينسجمان معا

“
اما نفرت الجميلة احالت المركب الى جو من البهجة والسرور والفرحة بدآ البرد يرحل عن قلوبنا وبالفعل اصبح الجو صحوا ومشمسا وملأ الضياء الافق سألت نفرت كيف يُصبح الحلم والحقيقة شيئا واحدا فلم تجد اجابة فاجبتها أيا جميلتى أنسينى وحور كل شىء واغمرى حور اكثر بجنونك

 

[نبع ايزيس]

احتضنتها وشعرت برعشة الفرح تسرى بجسدها وهى تقول انتم كل شىء فى حياتى وهمست باذنها يبدو انكى ستنالين ما تريدين يا نفرت دخل حور علينا يبتسم قائلا جلالتك نكاد نوشك على الاقتراب من الشاطىء فقلت اكاد اشم رائحة اللوتس تملأ صدرى وناديت بصوت غير مسموع

 

[نبع ايزيس]

وناديت بصوت غير مسموع قدر قدر علينا هذا الفراق يا حبيبى فلا تحزن اقترب اللقاء“ ولما حان الوقت اتيت الى رحابك لاشىء فى الوجود يهمنى لا فراق يقطع ملايين الاشواق بيننا الحب فى قلبى مشتعل قلبى وقلبك معا والحب يجمعنا من جديد فقطع الصمت حور قائلا اصبح الحلم وشيك التحقق ما هى الا لحظات قليلة ونصل يا مليكتى

 

[نبع ايزيس]

هبطنا رصيف الارساء الى عمق الجزيرة وكان شعاع الشمس يرتفع وتكاد تتراقص الزهور لضوئه وترقرقت قطرات الندى العالقة بالاغصان وفرشات كثيرة تحيط بنا وكاننا بموكب من الجمال والبهجة ذهبنا الى معبده الرئيسى يميزه التواضع فقد كان مليكى“ محب للتواضع لدرجه الرثاء كنت اقف وقلبى يكاد يقفز من بين ضلوعى كأن الوجود الان دنيوى والهى لا اكاد اشعر الا بنور جلاله يفيض بارجاء المكان السماء فوق اعمدتها اما انا لا اشعر ااقف على ارض ام ترفعنى تلك الابدية لعلياؤك ارتقينا البهو الفسيح ومنه الى الممر ذاك الرواق المظلم الذى بعث فينا الرهبة

 

[نبع ايزيس]

هو ذاته الان يشع بنور بهاؤك ايا مليكى على جدرانه الملوك نقشت قرابينها اليك وحدك فمن اجلك يتجلى الوجود الملك فى صحبة حور الان ملأت الارض جمالا انتم الضياء الذى ينبع حيث يشاء اسمع صوته قائلا ايا حور اقتل الزمن فى مرقده حتى تحلو“ لك الحياه بلا ارق ٍ اما عنى لم اعد أسمع شيء من تلك النصائح لحور فقد كانت روحى تهيم فى سماوات العشق وصبابات الوجد حلقت فى عالم اخر لا ارض له ولا سماء استفقت على اخر النصائح وهو يقول ايا حور الزم الحذر اجعله الهواء الذى تتنفسه

 

[نبع ايزيس]

اوزوريس الي جوارك تختفي كل الموجودات الاخري انت في كل لمسة في كل خفقة في كل نفثة من نفثات سحب ال ـ تعتلي سمائي اسمع صوتك الهامس كالموسيقي العذبة تربت علي كتف الفقد تحنو وتاخذني برفق الي قدس اقداسك الي ذاتك بعيد عن العالم المضجر اليك يتوجه شوقي وترتفع ادعيتي وتترنم ابتهالاتي“ اليه يتوجه الحب ومنه باقي البشر اليك وهج الذكري الغارق بنبع الحلم ونور القلب يضىء ظلام الطريق ودعته للمره الاخيرة

 

[نبع ايزيس]

واعتلينا المركب للعوده كانت حالة حور سيئة للغاية ركبه الياس حاولنا التفريج عنه لم يكن ليستمع لآحد ولا حتي لصديقته نفرت . المركب تسير وتعمق سيرها وسط . النهر .. المركب تغادر وتبعد عن المدينة

 

[نبع ايزيس]

جرف التيار المركب . اصطدمت بالشاطئ . الزمن يمرق أمام أعيننا كالبرق دون أن ندركه هزتنا الصدمة . أفقنا بعد فترة . وحمدنا الإله علي النجاة . الحمد للإله . الذي أخرجنا للوجود من العدم . وحفظنا وجوده من العبث . سألتني نفرت ونحن علي الشاطئ رأيتك ترفع تمثال اوزوريس وتدعوه النجاة ، أتؤمن به ؟ . فقلت تقليد من تقاليد الملاحة أي إله أنت ؟ ما كل هذه الحكمة ؟ ما كل هذه الرحمة ؟ ما كل هذا العطف ؟ ما كل هذا الجمال ؟ أكتبنى عندك من الشاكرين بدآ يتكلم قال . .. لا زلت أذكر صورة أبي .. لا زالت واضحة في مخيلتي .كان ذا نفس عالية وحس مرهف لم أر لهما مثيلاً ، تعلمت منه الصبر والرفق
- “-
-

 

[نبع ايزيس]

. كان بحق معلمي ومرشدي الأول صاحب السلطة لكن ليس بيدي شئ .. يا للأسف وإن كنت يبدو بانني انتقمت لابي ، لكن في بعض الوقت للأسف اري صورة باهتة .. للبلاد فقدت « كيمت « كل أملاكها ف عمي ست حقا سرق ونهب وقتل لا لم يتردد عن اي شر .. ومنف تقلصت حدودها .. وأنتشر فيها الانقسام وعم ربوعها الفقر والجوع وأصبحنا في أزمة طاحنة وعلي شفا الهاوية وأصبحت البلاد بين لحظة وأخرى تنتظر النهاية“ وأصبح الأمل معلقاً علي ابي وبرغم من انه اهداني بعض الاسرار فأصبحت كالإله سواء بسواء ، لي القدرة علي إعادة الحياة للموتى وإعادة الموتى للحياة كل هذا بفضلك ابي لكن مازلت اشعر بانني اكثر احتياجا له الان وما ان انهي كلماته حتي قالت جلالتها مبتسمة هو الحب يا حور ما تمر به هو اشتياق وفقط لابيك