ماذا لو التقيتُ بنفسي في الطريق…؟
سأتوقف.
سأنظر إليها كما ينظر الغريب إلى ملامح مألوفة نسيها الزمن.
سأسألها دون صوت:
“هل كنتِ بخير حين كنتُ أظن أني بخير؟”
سأراقب مشيتها…
هل ما زالت تمشي بثقة؟
أم أن خطاها باتت تجرّ ظلال الخذلان؟
هل ما زال في عينيها ذاك الوميض الذي أطفأته الليالي؟
أم أنها تشبهني تمامًا…
تبدو صامدة، وفي داخلها ركامٌ لا يُرى؟
سأهمس لها إن اقتربت:
“أنا آسف… خذلتك كثيرًا حين صدّقتِ الجميع، ونسيتِ نفسك.”
وسأعانقها…
عناقًا بلا صوت ولا دموع،
عناق من يعرف أن الخسارات التي لا تُرى
هي الأكثر وجعًا
..