أظنّ أن الغياب مجرّد مسافة،
لكنّه كان حفرة تسقط فيها الأصوات ولا تعود.
كلما حاولت أن أكتبك،
أشعر أن اللغة أصبحت مائلة،
وأن الحروف تنزلق من أصابعي كذكرى ترفض البقاء.
أتعلمين ما هو الأصعب؟
أنكِ صرتِ كلّ شيء…
وفي الوقت نفسه، لم تعودي أي شيء.
أقف الآن أمام مرايا لا تعرفني،
وماضٍ يُشبهني أكثر من هذا الحاضر الذي أتنفّسه.
هل تذكرين كيف كنتُ أخاف عليكِ من حزني؟
ها أنا الآن أحمل حزنكِ كما لو أنه ابني،
أدلّله، وأخفيه عن العالم،
لكنه يأبى إلا أن يكبر في داخلي.
أعطني إشارة… لا وعدًا.
اسمحِي لي بندبة صغيرة تحملكِ…
إن كنتِ لا تستطيعين العودة،
فعلى الأقل،
لا تغادري ذاكرتي


أحلى هدوء