أيها المبدع الكبير،
يا من جعلتَ من النص فضاءً رحباً لا تحدّه الحروف،
لقد جئتَ إلينا بعملٍ ليس ككلّ الأعمال،
بل كوكبٌ جديد يضيء في سماء الأدب،
مداره أبديّ، لا يعرف بدايةً ولا نهاية،
تتوالد فيه الأسئلة كما تتوالد النجوم،
وتتردّد فيه الأصداء كأنها موسيقى لا تفنى.
لقد حملتنا كلماتك إلى رحلةٍ عابرةٍ للزمان،
أقحمتنا في جدلٍ لا يزال يشتعل منذ قرون،
بين المعريّ وهو يعقد صمته على جبين الحكمة،
وبيتهوفن وهو يصوغ من ضجيجه سيمفونيةً باهرة،
فكان النصّ مرآةً مزدوجة،
كلّما نظرنا فيها وجدنا انعكاساً جديداً،
حتى غدونا أسرى بين الصمت والضجيج،
وبين الحكمة والأنين.
نصّك لم يكن حكايةً تُقرأ ثم تُطوى،
بل كان تجربةً وجوديّة،
حواراً بين الفلسفة والموسيقى،
بين العقل والوجدان،
بين العزلة التي تُنبتُ الأسئلة،
والجموع التي تُشعل الصخب.
لقد أحسستُ وأنا أتنقّل بين أسطرك
أنّي في كونٍ يتّسع بلا حدود،
كونٍ لا يبحث عن خاتمةٍ،
بل يفتّش أبداً عن بدايةٍ تتجدّد
مع كلّ قارئٍ جديد،
ومع كلّ قلبٍ يجرؤ أن ينصت لصوت السواد.
ولأنك تكتب من عمقٍ لا يتكلّف،
ولأن الحرف عندك ليس زينةً عابرة،
بل قدرٌ يتخطّى العابر إلى الخالد،
فقد استطعت أن تُشعل جذوة الدهشة فينا،
وتجعل النصّ كوكباً ثالثاً يولد بين الفنّ والأدب،
يبقى مضيئاً في ذاكرتنا،
لا ينطفئ بانطفاء اللحظة،
بل يتوهّج كلّما استدعينا جماله.
استاذي وصديقي الغالي
@شاهين الهاشمي
دمتَ يا سيّد الحرف نبراساً للفكر،
ومجرّةً من الصور والمعاني،
ودمتَ لنا منارةً تُشرّع الأفق،
وتُثبت أن الإبداع الحقّ لا يخبو،
بل يتجدد ما دام في القلوب نبضٌ،
وفي الأرواح شغفٌ للبحث عن النور.
منكِ عرفت أن عمر الإبداع يطول
وأن أفكار الرؤى من المنى لا تزول
يا
التي أذاعتها برامج الروعة
وكأنها كانت كلها باسمكِ تحتفي
حضوركِ يثري يقيني
ونوركِ تحبذه عيني
وأنتِ يا
وأقسم بربي الجبار
أن حروفكِ تغمرها الأنوار
فالشكر إليكِ يثرثر
والأحترام مداه أكبر
والتقدير أكتبه فيكِ معطر