اميرة بهدوئي
نجوم المنتدي
-
- إنضم
- 30 مايو 2021
-
- المشاركات
- 3,414
-
- مستوى التفاعل
- 2,169
- مجموع اﻻوسمة
- 1
اذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ
ما نقل عن أبي القاسم الشابي
ذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ ........... فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي ........... وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ ........... تَبَخَّـرَ فى جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ ........... مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـى الكَائِنَاتُ ........... وَحَدّثَنـى رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ........... وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ ........... رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ ........... وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لايحب صُعُودَ الجِبَـالِ ........... يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِى دِمَاءُ الشَّبَـابِ ........... وَضَجَّتْ بِصَدْرِى رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ، أُصْغِى لِقَصْفِ الرُّعُودِ........... وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِى الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ :........... أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
"أُبَارِكُ فى النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ ........... وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِى الزَّمَـانَ ........... وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَى، يُحِـبُّ الحَيَاةَ........... وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ........... وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِى الرَّؤُوم ........... لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ ........... مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
وفى لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِى الخَرِيفِ........... مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ........... وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ،........... لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ ..... ......وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
وَقَالَ لِى الْغَـابُ فى رِقَّـةٍ........... مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
يَجِيءُ الشِّتَاءُ، شِتَاءُ الضَّبَابِ ........... شِتَاءُ الثُّلُوجِ، شِتَاءُ الْمَطَـر
فَيَنْطَفِئ السِّحْرُ، سِحْرُ الغُصُونِ........... وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِى الوَدِيعِ........... وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِى العَطِر
وَتَهْوِى الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا ........... وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ فى كُلِّ وَادٍ ...........وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ........... تَأَلَّـقَ فى مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التى حُمِّلَـتْ ...........ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ........... وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
مُعَانِقَـةً وَهْى تَحْـتَ الضَّبَابِ ...........وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذى لا يُمَـلُّ........... وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِى الخَضِر
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـى الطُّيُـورِ........... وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ ...........حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها........... وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه ........... وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً فى الشفـاه ........... تعيد الشباب الذى قد غبـر
وقالَ لَهَا: قد مُنحـتِ الحياةَ .........وخُلّدتِ فى نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي......... شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ........ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء، إليك الضيـاء ......... إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذى لا يبيـد.......... إليك الوجود الرحيب النضر
فميدى كما شئتِ فوق الحقول.......... بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجى النسيم وناجى الغيـوم ......... وناجى النجوم وناجى القمـر
وناجـى الحيـاة وأشواقـها......... وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ .......... يشب الخيـال ويذكى الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ......... يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء......... وَضَاعَ البَخُورُ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ .......... بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ ........ فى هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ فى الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ......... لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ........... فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
ذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ ........... فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي ........... وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ ........... تَبَخَّـرَ فى جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ ........... مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـى الكَائِنَاتُ ........... وَحَدّثَنـى رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ........... وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ ........... رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ ........... وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لايحب صُعُودَ الجِبَـالِ ........... يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِى دِمَاءُ الشَّبَـابِ ........... وَضَجَّتْ بِصَدْرِى رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ، أُصْغِى لِقَصْفِ الرُّعُودِ........... وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِى الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ :........... أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
"أُبَارِكُ فى النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ ........... وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِى الزَّمَـانَ ........... وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَى، يُحِـبُّ الحَيَاةَ........... وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ........... وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِى الرَّؤُوم ........... لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ ........... مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
وفى لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِى الخَرِيفِ........... مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ........... وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ،........... لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ ..... ......وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
وَقَالَ لِى الْغَـابُ فى رِقَّـةٍ........... مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
يَجِيءُ الشِّتَاءُ، شِتَاءُ الضَّبَابِ ........... شِتَاءُ الثُّلُوجِ، شِتَاءُ الْمَطَـر
فَيَنْطَفِئ السِّحْرُ، سِحْرُ الغُصُونِ........... وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِى الوَدِيعِ........... وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِى العَطِر
وَتَهْوِى الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا ........... وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ فى كُلِّ وَادٍ ...........وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ........... تَأَلَّـقَ فى مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التى حُمِّلَـتْ ...........ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ........... وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
مُعَانِقَـةً وَهْى تَحْـتَ الضَّبَابِ ...........وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذى لا يُمَـلُّ........... وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِى الخَضِر
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـى الطُّيُـورِ........... وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ ...........حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها........... وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه ........... وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً فى الشفـاه ........... تعيد الشباب الذى قد غبـر
وقالَ لَهَا: قد مُنحـتِ الحياةَ .........وخُلّدتِ فى نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي......... شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ........ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء، إليك الضيـاء ......... إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذى لا يبيـد.......... إليك الوجود الرحيب النضر
فميدى كما شئتِ فوق الحقول.......... بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجى النسيم وناجى الغيـوم ......... وناجى النجوم وناجى القمـر
وناجـى الحيـاة وأشواقـها......... وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ .......... يشب الخيـال ويذكى الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ......... يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء......... وَضَاعَ البَخُورُ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ .......... بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ ........ فى هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ فى الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ......... لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ........... فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
التعديل الأخير:
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : اذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ
|
المصدر : منتدى الشعر الفصيح