تواصل معنا

سلسلة (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ ) الدرس الثاني فإن المسلم* مأمور بأن يحسن الظن بإخوانه، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن...

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
51,461
مستوى التفاعل
11,602
مجموع اﻻوسمة
11
سلسلة (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )....

سلسلة (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )

الدرس الثاني

1738407518324.jpeg


فإن المسلم* مأمور بأن يحسن الظن بإخوانه، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن إلى يقين جازم،

فالله عز وجل أمرنا بالتثبت فيما يصدر من الغير نحونا ونحو إخواننا قال تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ
بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} الحجرات: 6

وإن مما بدأ ينتشر اليوم في زماننا خلق من الأخلاق السيئة قال الله تعالى فيه
{* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}** الحجرات:12

فأمر الله تعالى باجتناب أكثر الظن حتى لا يقع المرء في سوء الظن

فسوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات , وتقطع الصلات , قال تعالى

{ وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا } (28) سورة النجم .

سنكمل ان شاء الله...
 

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
51,461
مستوى التفاعل
11,602
مجموع اﻻوسمة
11
سلسلة (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )....
سلسلة (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )

الدرس الثالث

وإذا نظرت اليوم في واقعنا فستجد أن سوء الظن له تأثيرٌ سيِّءٌ في الواقع، فكم طُلِّقَتْ من زوجات! وكم فشلت من تجارات بسبب سوء الظن!

وكم ضُيعت من أموال!

وكم شُرد من عيال بسبب سوء الظن!

وكم أزهقت من أرواح، وكم سُجن من أشخاصٍ بسبب سوء الظن،

وكم وقعت من خصومات ومن مشكلات كبار بسبب سوء الظن، وكم عُصِيَ الملِكُ العلَّام، وقُطِّعَت الأرحام، بسبب سوء الظن

فلله العجب مما يفعله سوء الظن في الأزواج، وبين الأبناء وآبائهم، وبين الجيران! بل
ربما دخل أحيانا بين طلبة العلم فقطع الأوصال التي بينهم، وبدل أن يتعاونوا على
البر والتقوى ربما بدأ بعضهم يكيد للآخر، ويشتغل بعرضه، وينهى الناس عن اتباعه أو
الصلاة معه!.

فكم أوقع سوء الظن السيئ من فراق بين المتحابين، وقطيعة بين المتواصلين، ولو لم يكن الظن على درجة عظيمة من الخطورة والأهمية في إضعاف روح الموالاة بين المؤمنين لما أكد الباري عز وجل على ذلك في الكتاب والسنة.

عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صل الله عليه وسلم قَالَ(( إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ : هَلَكَ النَّاسُ ،فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : لاَ أَدْرِى أَهْلَكَهُمْ
بِالنَّصْبِ ، أَوْ أَهْلَكُهُمْ بِالرَّفْعِ)) أخرجه أحمد والبُخاري ومسلم

وليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.قال تعالى:

{ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ (117) } سورة الأنعام

سنكمل غداً بإذن الله تعالى....
 
Comment

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
51,461
مستوى التفاعل
11,602
مجموع اﻻوسمة
11
سلسلة (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )....
سلسلة (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )

الدرس الخامس

.المراد بالنهي عن ظن السوء كما قال الخطابي هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس فإن ذلك لا يملك .

قال النووي ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر فإن هذا لا يكلف به ومعناه احذروا إتباع الظن

واحذروا سوء الظن بمن لا يساء الظن به من العدول ، والظن تهمة تقع في القلب بلا دليل

انظر : شرح النووي على مسلم 8/357.

ذكر الصنعاني في "سبل السلام" عن الزمخشري رحمه الله أنه قال: إن الظن يكون على أنواع:

ظن محرَّمٌ : سوء الظن به تعالى وبكل من ظاهره العدالة من المسلمين، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم(* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )
الحديث

كيف يسيء المرء الظن برب العالمين؟

يتزوج ويقول: أظن أن الله لن يوفقني! يبدأ في تجارته ويقول: أظن أن الله سيصيبني بخسارة! يأتي الموت ويقول: أظن أن الله سيعذبني

فالواجب: حسن الظن بالله، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ(( سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ مَوْتِهِ
بِثَلاَثٍ ، يَقُولُ : لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ)) أخرجه أحمد ومسلم

فلا يجوز أن يسيء المرء الظن بالله تعالى، بل يحسن الظن، فهو جل وعلا أهل الفضل والإحسان

قال الشاعر :

فلا تظنن بربك ظن سوء
فإن الله أولى بالجميل

ولا تظنن بنفسك قط خيرا
وكيف بظالم جبان جهول

سنكمل ان شاء الله...
 
Comment

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
51,461
مستوى التفاعل
11,602
مجموع اﻻوسمة
11
سلسلة (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )....
سلسلة (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )

الدرس السادس

تابع ما ذكر الصنعاني في "سبل السلام"عن الزمخشري رحمه الله في أنواع الظن

ومن الظن الحرام ظن السوء بالآخرين، وأن يظن السوء بالناس، وأن يحمل فعلهم على المحمل السيئ؛

ولنعلم أنه بسبب سوء الظن - إن كان اعتقاداً في أحوال الناس - قد يخسر الإنسان الانتفاع بمن ظنه ضاراً ، أو الاهتداء بمن ظنه ضالاً ، أو تحصيل العلم ممن ظنه جاهلاً ونحو ذلك .

ولذلك فإن على الإنسان أن يحذر من هذه الآفة الضارة بالدين والدنيا ، وأن يحرص على سلامة صدره على إخوانه ؛ ليعيش هانئ البال ، مرتاح النفس ، بعيدا عن منقصات الحياة ،سالما من عناء البحث عن عورات المسلمين وتتبع عثراتهم.

ومنه ظن جائز، وهو أن يقول الإنسان: أظن أن فلاناً
وصل من السفر، أظن أن فلاناً سوف ينجح، أظن أن فلاناً سوف يتوظف.

والجائز: مثل قول أبي بكر لعائشة: إنما هو أخواك أو أختاك، لما وقع في قلبه أن الذي في بطن امرأته اثنان.

ومن ذلك سوء الظن بمن اشتهر بين الناس بمخالطة الريب والمجاهرة بالخبائث، فلا يحرم سوء الظن به، لأنه قد دل على نفسه، ومن ستر على نفسه لم يظن به إلا خير، ومن دخل في مداخل السوء اتهم، ومن هتك نفسه ظننا به السوء .انظر : الصنعاني : سبل السلام 4/189 بتصرف

سنكمل غداً بإذن الله تعالى....
 
Comment

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
51,461
مستوى التفاعل
11,602
مجموع اﻻوسمة
11
سلسلة (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )....
سلسلة (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )

الدرس السابع

لذلك كان النبي صل الله عليه وسلم* يحذر من الظن
عموماً، ويقول عليه الصلاة والسلام (* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )

يعني: إياك أن تظن شيئاً ثم تتخذ قراراً في حياتك
بناءً على هذا الظن، قال: "(* إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ)

ثم قال عليه الصلاة والسلام(( ولا تَحَسَّسُوا، ولا
تَجَسَّسُوا، ولا تَنافَسُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا ))* رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد.

فقوله عليه الصلاة والسلام- :"(* إيَّاكُمْ والظَّنَّ )
ثم قوله بعدها( ولا تَجَسَّسُوا ) لأن الإنسان إذا ظن شيئاً بامرأته ظن ظناً سيئاً، أو ظنه ربما بجاره أو ظنه بأخيه أو بولده، أو
ظنته الزوجة بزوجها، أو الولد بأبيه، بدأ بعد ذلك يقع في أنواع من المعصية فجره ذلك إلى التجسس عليه، جره ذلك إلى التحسس

وهو أن يبدأ يسأل الناس: هل رأيتم فلاناً يفعل كذا؟ هل علمتم أنه يفعل كذا؟ هل ظننتم أنه يفعل كذا؟ فيتجسس بنفسه، ويتحسس
الأخبار عند الآخرين

ثم بعد ذلك يقع في التدابر، في أن يدبر عن إخوانه وأن يقاطعهم، فقال صلى الله عليه وسلم هنا: ( إيَّاكُمْ والظَّنَّ) ثم بيَّن عاقبة هذا الظن فقال(ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا
تَنافَسُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا)

سنكمل ....
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى