تواصل معنا

تَقولُ اِبنَةَ العَبسِيِّ قَد شِبتَ بَعدَنا وَكُلُّ اِمرِئٍ بَعدَ الشَبابِ يَشيبُ وَما الشَيبُ إِلّا غائِبٌ كانَ جائِياً وَما القَولُ...

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,865
مستوى التفاعل
10,643
مجموع اﻻوسمة
12
تقول ابنة العبسي
تَقولُ اِبنَةَ العَبسِيِّ قَد شِبتَ بَعدَنا
وَكُلُّ اِمرِئٍ بَعدَ الشَبابِ يَشيبُ

وَما الشَيبُ إِلّا غائِبٌ كانَ جائِياً
وَما القَولُ إِلّا مُخطِئٌ وَمُصيبُ

تَقولُ سُلَيمى ما لَجِسمِكَ شاحِباً
كَأَنَّكَ يَحميكَ الشَرابَ طَبيبُ

فَقُلتُ وَلَم أَعيَ الجَوابَ وَلَم أَبُح
وَلِلدَهرِ في الصُمِّ الصِلابِ نَصيبُ

تَتابُعُ أَحداثٍ يُجَرِّعنَ إِخوَتي
فَشَيَّبنَ رَأسي وَالخُطوبُ تُشيبُ

لَعَمري لَئِن كانَت أَصابَت مَنِيَّةٌ
أَخي وَالمَنايا لِلرِجالِ شَعوبُ

لَقَد كانَ أَمّا حِلمُهُ فَمُرَوِّحٌ
عَلَيَّ وَأَمّا جَهلُهُ فَعَزيبُ

أَخي ما أَخي لا فاحِشٌ عِندَ ريبَةٍ
وَلا وَرِعٌ عِندَ اللِقاءِ هَيوبُ

أَخٌ كانَ يَكفيني وكانَ يُعينُني
عَلى النائِباتِ السُودِ حينَ تَنوبُ

حَليمٌ إِذا ما سَورَةُ الجَهلِ أَطلَقَت
حُبى الشَيبِ لِلنَفسِ اللَجوجِ غَلوبُ

هُوَ العَسَلُ الماذِيُّ حِلماً وَشيمَةً
وَلَيثٌ إِذا لاقى العُداةَ قَطوبُ

هَوَت أُمُّهُ ما يَبعَثُ الصُبحُ غادِياً
وَماذا يَوَدُّ اللَيلُ حينَ يَؤوبُ

هَوَت أُمُّهُ ماذا تَضَمَّنَ قَبرُهُ
مِنَ المَجدِ وَالمَعروفِ حينَ يَنوبُ

فَتىً أَريحِيٌّ كانَ يَهتَزُّ لِلنَدى
كَما اِهتَزَّ مِن ماءِ الحَديدِ قَضيبُ

كَعالِيَةِ الرُمحِ الرُدَينِيِّ لَم يَكُن
إِذا اِبتَدَرَ القَومُ العُلاءَ يَخيبُ

أَخو سَنواتٍ يَعلَمُ الضَيفُ أَنَّهُ
سَيُكثِرُ ماءً في إِناهُ يَطيبُ

حَبيبٌ إِلى الزُوّارِ غِشيَانُ بَيتِهِ
جَميلُ المُحَيّا شَبَّ وَهوَ أَديبُ

إِذا قَصَّرَت أَيدي الرِجال عَنِ العُلا
تَناوَلَ أَقصى المَكرُماتِ كَسوبُ

جموعُ خِلالِ الخَيرِ مِن كُلِّ جانِبٍ
إِذا حَلَّ مَكروهٌ بِهِنَّ ذَهوبُ

مُفيدٌ لِمَلقى الفائِداتِ مُعاوِدٌ
لِفِعلِ النَدى وَالمَكرُماتِ نَدوبُ

وَداعٍ دعا هَل مَن يُجيبُ إِلى النَدى
فَلَم يَستَجِبهُ عِندَ ذاكَ مُجيبُ

فَقُلتُ اِدعُ أُخرى وَاِرفَعِ الصَوتَ جَهرةً
لَعَلَّ أَبا المِغوارِ مِنكَ قَريبُ

يُجِبكَ كَما قَد كانَ يَفعَلُ إِنَّهُ
بِأَمثالِها رَحبُ الذِراعِ أَريبُ

أَتاكَ سَريعاً وَاِستَجابَ إِلى النَدى
كَذلِكَ قَبلَ اليَومِ كانَ يُجيبُ

كَأَنَّهُ لَم يَدعُ السَوابِحُ مَرَّةً
إِذا اِبتَدَرَ الخَيلَ الرِجالُ نَجيبُ

فَتىً لا يُبالي أَن تَكونَ بِجِسمِهِ
إِذا حالَ حالاتُ الرِجالِ شُحوبُ

إِذا ما تَراءى لِلرِجالِ رَأَيتَهُ
فَلَم يَنطِقوا اللَغواءَ وَهوَ قَريبُ

عَلى خَيرِ ما كانَ الرِجالُ رَأَيتُهُ
وَما الخَيرُ إِلّا طُعمَةٌ وَنَصيبُ

حَليِفُ النَدى يَدعو النَدى فَيُجيبُهُ
سَريعاً وَيَدعوهُ النَدى فَيُجيبُ

غِياثٌ لِعانٍ لَم يَجِد مَن يُغيثُهُ
وَمُختَبِطٍ يَغشى الدُخانَ غَريبُ

عَظيمُ رَمادِ النارِ رَحبٌ فِناؤُهُ
غِلى سَنَدٍ لَم تَحتَجِبهُ عُيوبُ

يَبيتُ النَدى يا أُمَّ عَمرٍ ضَجيعَهُ
إِذا لَم يَكُن في المُنقِياتِ حَلوبُ

حَليمٌ إِذا ما الحِلمُ زَيَّنَ أَهلَهُ
مَعَ الحِلمِ في عَينِ العَدُوِّ مهيبُ

مُعَنّىً إِذا عادى الرِجالَ عَداوَةً
بَعيداً إِذا عادى الرِجالَ رَهيبُ

غَنينا بِخَيرٍ حِقبَةً ثُمَّ جَلَّحَت
عَلَينا الَّتي كُلَّ الأَنامِ تُصيبُ

فَأَبقَت قَليلاً ذاهِباً وَتَجَهَّزَت
لِآخَرَ وَالراجي الحَياةَ كذوبُ

وَأَعلَمُ أَنّ الباقِيَ الحَيَّ مِنهُمُ
إِلى أَجَلٍ أَقصى مَداهُ قَريبُ

لَقَد أَفسَدَ الموت الحَياةَ وَقَد أَتى
عَلى يَومِهِ عِلقٌ عَلَيَّ جَنيبُ

أَتى دونَ حُلوِ العَيشِ حَتّى أَمَرَّهُ
نَكوبٌ عَلى آثارِهِنَّ نُكوبُ

فَإِن تَكُنِ الأَيّامُ أَحسَنَّ مَرَّةً
إِلَيَّ فَقَد عادَت لَهُنَّ ذُنوبُ

كَأَنَّ أَبا المِغوارِ لَم يوفِ مَرقباً
إِذا ما رَبا القَومَ الغُزاةَ رَقيبُ

وَلَم يَدعُ فِتياناً كِراماً لِمَيسِرٍ
إِذا اِشتَدَّ مِن ريحِ الشِتاءِ هُبوبُ

فَإِن غابَ عَنّا غائِبٌ أَو تَخاذَلو
كَفى ذاكَ مِنهُم وَالجَنابُ خَصيبُ

كَأَنَّ أَبا المِغوارِ ذا المَجدِ لم تجب
بِهِ البيدَ عيسٌ بِالفَلاةِ جَيوبُ

عَلاةٌ تَرى فيها إِذا حُطَّ رَملُها
نُدوباً عَلى آثارِهِنَّ نُدوبُ

وَإِنّي لَباكيهِ وَإِنّي لَصادِقٌ
عَلَيهِ وَبَعضُ القائِلينَ كَذوبُ

فَتى الحَربِ إِن جارَت كَأَنَّ سَماءَها
وَفي السَفرِ مِفضالُ اليَدَينِ وَهوبُ

وَحَدَّثتُماني إِنَّما المَوتُ في القِرى
فَكَيفَ وَهَذيِ هَضبَةٌ وَكَثيبُ

وَماءُ سَماءٍ كان غَيرَ مَجَمَّةٍ
بِبادِيَةٍ تَجري عَلَيهِ جَنوبُ

وَمَنزِلُهُ في دارِ صِدقٍ وَغِبطَةٍ
وَما قالَ من حُكمٍ عَلَيهِ طَبيبُ

فَلَو كانَتِ الدُنيا تُباعُ اِشتَرَيتُهُ
بِها إِذ بِهِ كانَ النُفوسُ تَطيبُ

بِعَينَيَّ أَو يُمنى يَدَيَّ وَقيلَ لي
هُوَ الغانِمُ الجَذلانُ يَومَ يَؤوبُ

لَعَمري كَما أَنّ البَعيدَ لَما مَضى
فَإِنَّ الَّذي يَأتي غَداً لَقَريبُ

وَإِنّي وَتَأميلي لِقاءَ مُؤَمَّلٍ
وَقَد شَعَبَتهُ عَن لِقاي شَعوبُ

كَداعي هُذَيلٍ لا يَزالُ مُكَلَّفاً
وَلَيسَ لَهُ حَتّى المَماتِ مُجيبُ

فَوَاللَهِ لا أَنساهُ ما ذَرَّ شارِقٌ
وَما اِهتَزَّ مِن فَرقِ الأَراكِ قَضيبُ

🌹 كعب بن سعد الغنوي 🌹
 
اسم الموضوع : تقول ابنة العبسي | المصدر : منتدى الشعر الفصيح

نص عقل

شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
31 ديسمبر 2024
المشاركات
21,130
مستوى التفاعل
5,650
مجموع اﻻوسمة
7
تقول ابنة العبسي
رائع ما جلبت
تحيتي وتقديري لسموك الكريم
 
Comment

A.M.A.H

مشرف اقسام الشعر
الاشراف
إنضم
10 أغسطس 2021
المشاركات
3,057
مستوى التفاعل
1,183
مجموع اﻻوسمة
4
تقول ابنة العبسي
احسنت 👍👍👍👍👍
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
21,865
مستوى التفاعل
10,643
مجموع اﻻوسمة
12
تقول ابنة العبسي
Comment

سلمــان

مسؤل الاقسام الرياضية شهب الغابة المضيئ 💎
الاشراف العام
إنضم
20 نوفمبر 2022
المشاركات
38,667
مستوى التفاعل
12,366
الإقامة
الرياض
مجموع اﻻوسمة
18
تقول ابنة العبسي
لَقَد أَفسَدَ الموت الحَياةَ وَقَد أَتى
عَلى يَومِهِ عِلقٌ عَلَيَّ جَنيبُ


قصيدة تعبر عنك او هي تحفه تتغنا بها
يسلم ذوقك الرفيع
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى