ذاكرة في جبين النار


هل كنت إلا هامسا
في حضرة الانكسار
أشدو بأشواقي
كمن ينقش على الماء الإنتصار
أنسج من وجعي وشاحا
وأرتديه افتخار
أنا من علمت نبضي خطوات الإشتعال
ومن غزلت الصمت فيك بصبر الأبرار
فلا تلوموني
إن تهت عنكم في مدارات الأسرار
فما عاد يجدي مع السامجين
شجن الأوتار
وما عاد ينعشني عطرا
َوكأنك لم تكوني في العمر
سوى عبور مفخخا بإعصار
وهل يعذر من صدق حرفا هشا
وهو يظنه عبقا
فصار أشد من القار
وهل يكسر من اختارك
فلم يجدك الا وهما
خلف كل ستار
وهل يوجع من منحك الصدق
فوجد منك لونا باهتا
وانت فيه رمزا لكل ثار
وكيف يرمم في العاشقين ما انكسر
وما تفلت
وما تسرب من الأحضان
وكيف يشفى من مر على قلبه طيفك
وهو يحاول ان ينسى
دون جدوى هذا محال
انا لا الومك
كما لا اعاتبك
ولكنني استنطق الغياب
الذي صنعته بيدك
اراقب ظلي حين اقف امام مراياك
فلا اجد الا شبها مني يشبهك
ولا يشبهك لأنه الى زوال
ابحث عن ملامحي في عينيك
فلا ارى الا بردا وشتاء وصمتا ثقيلا
كأنني غريب
في دفء كان لي ذات يوم
وغرته الأمال
ابحث عني فلا اجدني
وابحث عنك فلا اطمئن اليك
وابحث عن حديثك القديم
فاجده ضبابا لا يسعني
ولا يصدقني فهو خبال
اتعلمين وتعلمون
انه برغم كل ما كان
لا زلت اتسور بعضا
من الأركان
رغم عمق السؤال
لا زلت اتذكرك بكل حب
وإن كان يخلو من الوجدان
لازلت ارسم في ذاكرتي
كل منابت الشوق
على الاطلال
كما لو انك لم تسجلي
حالة واحدة
من الخذلان
وان الايام لم تظهر ما كنت تخفين من
الزبد المسجى بين الليال
لو ان الوجع لم ينبت في صدري
وانا اضاحك قلبي
واربت على وجعي
كي لا يفلت من ملامحي النبض
على ماكان
لكن يا من كنت
اعلم اني لست لك
حين تكون الظلال اقرب من حضورك
ولست لمن يفتح ابوابه
ليخفي خلفها الف سر
ولست لمن يعدني شمسا
ثم يغيب في اول غيمة
والبون شاسع
ويبقى الأمل في النسيان
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : ذاكرة في جبين النار
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء