عدت من سفري
ولم أبحث عنك
لا ظل يغريني
ولا طيف يبعثرني
مررت بالمرافئ
فلم أذكرك
تجولت بين العابرين
وكنت خفيفا
كأن لا قلب لي
ولا ذاكرة
تحني جبيني للقديم
لم ألمحك
في وجوه الغرباء
ولا في نظرات الحنين
المدن تمشي داخلي
والحكايا تموت في عيوني
لم أعد أفسر الصمت
ولا أفسر الغياب
كل ما في الأمر
أن قلبي اكتفى
وتعلم كيف ينام
بدون صوتك
ويتنفس بدون أنفاسك
وينهض من حزنه بلا ضجيج
ما عدت أنا ذاك الرجل
الذي يكتبك
ولا الذي يخذلك
ولا الذي ينتظرك
صرت من لا يراك
ولو كنت أمامه
ومن لا يسمعك
ولو همست له القصائد
عودي إن شئت
لكن لن أعود
ولا أسير نحو ظل
ولا أغني للرحيل
فمن نسي اسمي
سأمحو ظله من روحي
ومن خلعني
لن أرتديه من جديد
أنا رجل بلا ظلال
ولا يحتاج للمرايا
ولا يرجو عودة
ولا يقيم عزاء
فأهلا بنهاية
لا تنظر خلفها
َاخيرا
شكرا وبعنف
لحرفك الذي سار على جمر
الذاكرة
دون أن يحترق
لصوتك الذي كتب الغياب
كأنه وطن
لدهشتك التي تشبه التخلي
حين يصير قرارا
شكرا لك
لأنك جعلت الكلمات
تنسى خجلها
وتتحدث عن الرحيل
وكأنها لم تخف منه يوما