مرحباً ي اصدقاء
يبدو أن المشاعر قررت أن تعزف لكم الليلة
تهويدة بنغم نبضي 🩶
هـــاكم
.. حين يكتبني الشوق .. 🩶
مشاهدة المرفق 164609
يا لهفَ القلب إن هبّ نسيمُ الشوقِ على رمادِ الذكرى، فأوقدَ ما ظننّاه خمد.
أشتاقك…
وكأنّ الشوقَ جمرٌ تحت صدري، لا يرى ولكنّه يحرقُ،
وكأنّك الماء الذي رآه الظمآنُ في السراب، فهرولَ… ثمّ هوى.
أشتاقك كأنك الحرفُ الغائبُ عن قصائدي،
كأنك المسافةُ بين نبضي والهدوء،
كأنك الصوتُ الذي يُخفيه الصمتُ خجلاً، ثم يصرخُ حين لا أحد يسمع.
ما أقسى الشوق حين لا يُفصح…
حين يكون الحنين طيَّ الغصة،
والذكرياتُ خناجرَ مغموسةً بالعطر، تُوجِع ولا تُنسى.
أراك في التفاصيل التي لا يراها سواي:
في الكرسيّ الخاوي، في ظلّ الستارة، في تقاطعِ الضوء والظلّ على الجدار.
أراك في انطفاءةِ عيني، في ارتعاشةِ النَفَس،
في كلّ شيءٍ ليس أنت، لكنه يُشبهك حدّ الوجع.
وأشتاقك بعد…
كأنّ الشوقَ ريحٌ تهبُّ كلّما همدت،
كأنّه لعنةٌ جميلة، لا تُبرأ، ولا نريدُ منها شفاء.
أشتاقك بعد…
كأنّ الوقتَ تواطأ مع الغياب،
وأصبحَ الليلُ سجانًا، والقمرُ شاهدًا، والوسادةُ اعترافًا لا يُقال.
أشتاقك بعد…
كأنّ الحنينَ مخرزٌ يُنقّبُ في صدري عنك،
كلما رتّبتُ الفوضى، عادك قلبي كغيمةٍ تمطر الذكرى في عزّ الجفاف.
أشتاقك بعد…
كأنك الوطنُ الذي نُفيتُ منه ظلماً،
فما عدتُ أعيش، بل أرتحلُ إليك كلّ مساء، في سري، في ظنوني، في حلمٍ لا يُستجاب.
أشتاقك بعد…
كأنّ الأبوابَ كلها تعرف اسمك،
وكل الأغاني تحكي عنك، وكل الطرق لا توصلني إلا إليك، وإن مشيتُها عكسك.
أشتاقك بعد…
وفي كلّ مرّةٍ أظنّني انتهيت،
أكتشفُ أن الشوق لا ينفد، بل يتجدّد… بك، ولأجلك، ومنك.
أشتاقك بعد…
ولا زال الحنينُ يكتبك في دفاتري،
كأنك أول الحبّ، وآخر الخسارات
يا مَن غبتَ وما غابَ حضورُك،
أما تعي أن في غيابك تُقيمُ الذاكرةُ مأتماً يوميّاً لا يُدفن فيه سوى قلبي؟
أما تدري أنّ الشوقَ ليس اختيارًا؟ بل قيدٌ… لا يُفكّ إلا بك؟
عد، أو علّمني كيف لا أشتاق.
علّمني كيف أطويك بين صفحاتي، دون أن أبكي كلما قرأك قلبي قبل عيني
ـــ
وعـــد
امتناني وتقديري ،،