تواصل معنا

ق. ق.ج صوت ليلى.. وأنا. يمكنك أن تكون أنت، أو هو، أو هي، أو هم، أو الذين. ففكرت أن أختار: من أكون؟ أنا، أو الذين، أو أحد عيالهم؟ غير أني حاولت عبثًا. فقطعًا...

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
1,221
مستوى التفاعل
45
مجموع اﻻوسمة
1
فسيفساء كاتب ..لا تُعر اهتمامًا لبيتر*

ق. ق.ج
صوت ليلى.. وأنا.
يمكنك أن تكون أنت، أو هو، أو هي، أو هم، أو الذين.
ففكرت أن أختار: من أكون؟ أنا، أو الذين، أو أحد عيالهم؟ غير أني حاولت عبثًا.
فقطعًا لم أصل إلى خيار واحد، وحتماً، ذلك إما فشل في القرار، أو ربما تشويش.
انتهيت بخيار قاطع لا رجعة فيه، وهو أن أكون الذئب. ذلك الذي كان يجري خلفه كلب الحائك.
كان لفضولي ذلك القرار، وحيرة في المثل الشهير: "لا تكن مثل كلب الحائك".
لم أذهب بعقلي نحو ما كان يفكر فيه كلب الحائك، بل أردت أن أقرأ في عقلية ذلك الذئب.
لذلك كنت ذلك الذئب، ولستُ أنا، أو هي، أو هم، أو الذين.
وحتماً، طالما أوجدنا ذئبًا، لا بدّ من ليلى.

أين ليلى؟
...

تأملات في عقلية ذئب
أسوأ ما يمكن أن يصل إليه عقل، هو أن يكتب قصة هادفة.
الحكايات تبقى مجرد حكايا تجسد الواقع بخيره وشرّه. فالحديث عن حكاية لا يلزم أن يتحدث عن هدف سامٍ أو فضيلة.
من أعظم الآيات التي أقف عندها حائرًا متأمّلًا، قوله تعالى:
(ونبلوكم بالشر والخير فتنة).

هناك سؤال: ما الهدف؟
هو سؤال يعبر عمّا كتبته في البدايات: قصة هادفة.
والحقيقة أن "هادفة" تخضع لشروط وقيم كل شخص.
فحين يقرأ شيئًا لا يخضع لشروطه وقيمه، يبدأ في سؤال: ما الهدف؟

مازلت أقول إن الحكايا مجرد قصص نستوحيها من الواقع أو الخيال، لذلك نحصل عليها بلا شرط مُسبق. نلتقطها ونجدّف بها على الصفحات، بدون أن نقع تحت تأثير ما يريده القارئ.

وهناك خلط كبير بين ما يريده القارئ، ومزاج القارئ.
أنا أميل للأخيرة.
وهو أن تضع في حساباتك، ككاتب، مزاج القارئ.
ما تقدّمه يشبه وجبة، واحرص أن تضع أنفاسك فيها كطاهٍ ماهر.

أتذكر صديقة أديبة ذات طراز متقدم في الكتابة. طلبت أن أقرأ قصتها، أظن اسمها (عنبر).
طبعًا لا أقصد اسم صديقتي، وإنما القصة. فأنا لا أتخيّل أن أصادق شخصًا اسمه عنبر، فضلًا عن أن تكون امرأة.
ما قلته بعد أن قرأت أول الأسطر، كان:
"سؤال من زبائنك؟"
تعجبت من هذا السؤال، لكنها في النهاية فهمت، بعد أن أوضحت لها أن الأسطر العشرة الأولى من قصتها، لن يصمد معها أكثر من اثنين من عشرة ممن طالعوا القصة.
كانت البداية صعبة، لذلك قلت لها: اعتبري نفسك تكتبين للنخبة.

أعترف أني لا أقرأ الأشياء الطويلة، ما لم يطلب الكاتب فيها رأيًا. عادة أفعلها، ولكن أكون صادقًا معه منذ البدايات.
إن كانت جيدة، أنهيها، وإن لم تكن، أخبره بالعثرات فيها.
الإطالة أحد العثرات مع مزاج القارئ، وأنا أقع كثيرًا في هذه العثرة.

أعود وأقول:
تجرّد من هذه الفكرة، وأقصد بها (قصة هادفة)، حتى تتمكن من كتابة قصة.
لا يلزم أن تكون أحد أطرافها.
أنت مجرد قاص، أو كاتب، أو مجرد شاهد.
لا تحاول أن تُلزم أبطال القصة بفكرك، أو ما تعتقده، أو قيمك.

واحذر من أغبى الأسئلة، وهو:
"وماذا بعد؟"
ذلك السؤال يشي بأن أفقك لم يتجاوز ما قرأت، وما كُتب لك.
لم تذهب بعيدًا مع تأملاتك، ولم تجازف بعقليتك للغوص في أعماق ما قرأت.
أحيانًا كثيرة، قد يمنحك عقلك أفقًا أبعد بكثير من المقصود، أو مما يرمي إليه الكاتب.

أتذكر في قصة كتبتها، اسمها (المسافة 13)، كانت مجموعة شخصيات في نفس الحكاية، لكنهم اجتمعوا من حكايات مختلفة.
الشاهد هو، كان سؤال:
"من يكتُبنا؟"
سؤال على لسان أبطال القصة.
إذ أن هذا السؤال يشي بأن البطل ممكن أن يكون على مزاج الكاتب.
تقول إحدى البطلات في القصة:
"هالمرة الكاتبة أنصفتني نوعًا ما، بعكس كاتب سابق كنتُ بطلة قصته، لكنه ما ترك رذيلة إلا وقد وضعني بها."

لا تكن مثل كلب الحائك
مختصر القصة، عن كلاب البلدة التي تركض خلف ذئب.
كلّها توقفت، إلا كلب الحائك.
حتى الآن الأمور طبيعية، لكن إصرار كلب الحائك أثار حيرة الذئب.
لذلك توقف الذئب، وأخذ يسأل كلب الحائك:
هل لصاحبك غنم في البلدة؟
هل يطعمونك أنت وسيدك إذا ذبحوا؟
وهل، وهل... إلخ.
كان الذئب يبحث عن مبرر، لذلك الكلب الذي لم يتوقف، رغم أنه ليس متضررًا.
هكذا يزعم الذئب.

العجيب أن صديقي سألني:
– هل اقتنع كلب الحائك بكلام الذئب؟
قلت: نعم، بعد أن عرض عليه سيجارة، وأشعلها له.

بعمر سيجارة..
"لا شيء يضاهي معانقة فتاة بسيطة، معانقة سريعة."
– ماذا تقول أيها الكلب؟
– لا شيء مهمًا. أنا أتحدث كرجل، وهذا الجانب المظلم في حياة رجل.
ألا تعرف كيف يفكر البشر، أيها الذئب البائس؟
(لا تبكِ يا ذئب)*...
هل تعرف فيرناندو؟

– يبدو أنك رضعت من كلبة.
قد أكون ذئبًا هاربًا، لكني أفهم قصدك من البكاء.
وفيرناندو؟ هؤلاء البشر أغبياء!
قتلوا "الرَّنَة"، ثم قالوا إن تناقصها بسببنا نحن الذئاب،
لكنهم لم يثبتوا يومًا، بدليل جازم، أننا من فعلها في الشمال.

– "هل تسمع قرع الطبول، فيرناندو؟
ونيران البنادق تضيء الأفق.
أتذكرها، كأنها الآن.
لم نعتقد أننا سنخسر، لكننا خسرنا، فيرناندو.
وإذا كان علي فعل الشيء نفسه، مرة أخرى سأفعل، فيرناندو."*

لا تُعر لبيتر اهتمامًا، أيها الذئب.
هل لديك سيجارة ثانية؟




(إنه يُصدر إنذارًا كاذبًا فحسب)



*الحرب الأهلية المكسيكية عام 1910، نهر ريو غراندي.

 

ندى الورد

ســيـــدة الـقـــصــر
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
131,300
مستوى التفاعل
99,600
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
36
فسيفساء كاتب ..لا تُعر اهتمامًا لبيتر*
يعرُب انا قرأت ماكتبت
هي احداث او فضفضة تخالج اعماق
نفسك ولكن عرفت ان كلب الحائك ومن ذاكرتي القديمة قرأت عن هذه القصة مايسمى بالتطبيل
دون هدف ولايعرفون السالفة هذا الي فهمته
من طرحك اما عن الكاتب له طريقين ياايكون
كااتب ليرضي مززاجه ويرضي افكاره صارب بعرض الحائط لرأي القراء او يكتب ماايجوز لمززاج الغير

دام عطائك
ولكن لي لفته بسيطة ولو ان طبعا
مش كاتبه او ناقدة بس الطرح يفتقر للتشويق وجعلني مشتته وعذرا انا بس قلت راي مش عارفه هو بس فضففة كاتب ام قصه
احترراماتي
 
Comment

ندى الورد

ســيـــدة الـقـــصــر
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
131,300
مستوى التفاعل
99,600
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
36
فسيفساء كاتب ..لا تُعر اهتمامًا لبيتر*
عذرا ان رديت خارج السرب بس هذا الي فهمته
 
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
68,919
مستوى التفاعل
26,834
مجموع اﻻوسمة
32
فسيفساء كاتب ..لا تُعر اهتمامًا لبيتر*
يا يعرب...

أنت لم تكن تكتب عن الذئب ولا عن كلب الحائك... أنت كنت تكتب عن "نحن" حين لا نعرف من نكون.

ذاك الذئب ليس ذئبًا… بل فكرةٌ هاربة من قطيعها، تبحث عمّن يفهم لماذا تركض. وكلب الحائك؟... هو "الآخر" حين يقنع نفسه أن الركض واجب، حتى لو لم يعرف إلى أين.

الفارق بين الذئب وكلب الحائك ليس في من يلهث أولاً، بل في من يجرؤ أن يسأل: "لِمَ أركض؟"

حين قلت: "الحكايات لا تحتاج هدفاً سامياً"، شعرت أنك تذكّرنا بما ننساه: أن القصص لا تُكتب لتُدرَّس، بل لتُحرِّض. تحرّض العقل على التفكير، والروح على الشك، والوعي على أن ينظر في المرآة ويرى وجهًا غريبًا.

القصّة ليست وعظاً ولا شهادة حسن سلوك. هي مجرّد كذبة جميلة... نكذبها على أنفسنا لنفهم الحقيقة.

وأما سؤالك عن القارئ: "مزاجه أم وعيه؟" فأنا أقول لك: القارئ لا يحتاج وجبة شهية، بل يحتاج "جوعاً نبيلاً". إن أطعمتَه ما يشتهيه، نسِي الجوع. لكن إن أيقظتَ فيه جوعًا أعمق مما يعرف، سيظل يقرأك حتى لو لم يعجبه مذاقك.

قصة كلب الحائك والذئب ليست إلا استعارة لحوار داخلي بين "أنا" و"أنا الأخرى". أنا التي ترضى أن تُلاحق ظلًا لا تعرف سببه، وأنا التي تتوقف في منتصف الطريق، تلتقط سيجارة، وتسأل: لماذا؟ ثم تضحك بلا سبب.

وفي النهاية، لا أحد يعرف من هو بيتر… لكن الأكيد أننا جميعًا... نُعرِي لبيتر اهتمامًا في لحظات ضعفنا.
 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
1,221
مستوى التفاعل
45
مجموع اﻻوسمة
1
فسيفساء كاتب ..لا تُعر اهتمامًا لبيتر*
يعرُب انا قرأت ماكتبت
هي احداث او فضفضة تخالج اعماق
نفسك ولكن عرفت ان كلب الحائك ومن ذاكرتي القديمة قرأت عن هذه القصة مايسمى بالتطبيل
دون هدف ولايعرفون السالفة هذا الي فهمته
من طرحك اما عن الكاتب له طريقين ياايكون
كااتب ليرضي مززاجه ويرضي افكاره صارب بعرض الحائط لرأي القراء او يكتب ماايجوز لمززاج الغير

دام عطائك
ولكن لي لفته بسيطة ولو ان طبعا
مش كاتبه او ناقدة بس الطرح يفتقر للتشويق وجعلني مشتته وعذرا انا بس قلت راي مش عارفه هو بس فضففة كاتب ام قصه
احترراماتي​

مرحبا /سيدة القصر

من أجمل الأشياء لي ككاتب، أن أجد شخص لديه ملاحظة على النص، بهذا أنا أعرف بعض الأمور عن النص من خلاله.

ككاتب هذا يفيدني، بفكرة أن هناك ثغرات في النص، وهناك من شاهدها، وعليه يمكن أن يتدارك الكاتب، هذه الثغرات أو أنها موجودة كجزء من النص.

هنا لا يمكن تسميته قصة، حتى المقدمة، هي جزء قديم كتبته هنا.
تبقى الفكرة، في ما يمكن تسميته ما يشبه العشوائي، بمعنى ممكن لا يوجد ترابط بين فقرة وفقرة.
تعتمد الفكرة على الاقتناص، وهنا أقصد القارئ، ممكن يجد في كل هذا النص فقرة واحدة تعنيه ويهتم بها لأنها لامسته، والباقي لم يستفد منه.

مربط الفرس في هذه الجزئية حول ما نتحدث عنه : ( وهناك خلط كبير بين ما يريده القارئ، ومزاج القارئ.
أنا أميل للأخيرة.
وهو أن تضع في حساباتك، ككاتب، مزاج القارئ.
ما تقدّمه يشبه وجبة، واحرص أن تضع أنفاسك فيها كطاهٍ ماهر.)

قلت وجبة، بمعنى أنني لن أضع لك طبق الفول وحدة في وجبة إفطار، هذا على أساس أنك تأكلي الفول، مع أني ضده لسيدات القصر، وعلى سيرة سيدات القصر، في رواية بتوش الحلوة، جزئية عن طعام فتيات القصر، إنهن يتجنبن البقوليات بشكل عام، ممنوع عليهن.

لذلك لنقل أن هنا ما يشبه وجبة إفطار بأنواع مختلفة من الأطعمة ليست بينها صلة.


هل نتفق على هذا سيدتي الفاضلة ومرصٍ لكِ؟​
 
التعديل الأخير:
1 Comment
ندى الورد
ندى الورد commented
نعم فهمت مقصدك
وتشبيهك اعجبني
الافضل وضع اكثر من نووع ولنا حق الاختيار
ومن غير القاب اووسيدة القصر ههه انا لايناسبني البقوليات البته ونعم تحدثت عن ماتميل اليه مرزاج القارئ ولكن الامزجه تختلف لي عودة وللحديث معك بقية والنقاش معك ممتع بس كتبت على عجاله لان عندي مشوار ولك مني كل التقددير
 

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
1,221
مستوى التفاعل
45
مجموع اﻻوسمة
1
فسيفساء كاتب ..لا تُعر اهتمامًا لبيتر*
د. جوري

أحببت هذه الجزئية
( القصص لا تُكتب لتُدرَّس، بل لتُحرِّض. تحرّض العقل على التفكير، والروح على الشك، والوعي على أن ينظر في المرآة ويرى وجهًا غريبًا.)

بشكل عام، وكما أقول، قدراتك هائلة، وتتكئ على رصيد فكري منفتح منقطع النظير.


احتراماتي.
 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
1,221
مستوى التفاعل
45
مجموع اﻻوسمة
1
فسيفساء كاتب ..لا تُعر اهتمامًا لبيتر*
نعم فهمت مقصدك
وتشبيهك اعجبني
الافضل وضع اكثر من نووع ولنا حق الاختيار
ومن غير القاب اووسيدة القصر ههه انا لايناسبني البقوليات البته ونعم تحدثت عن ماتميل اليه مرزاج القارئ ولكن الامزجه تختلف لي عودة وللحديث معك بقية والنقاش معك ممتع بس كتبت على عجاله لان عندي مشوار ولك مني كل التقددير

ماذا يا سيدة القصر
أتدركين إن فعلت ما تقولين، هذا يعني أني أخسر نبالتي، كرجل من طبقة النبلاء
لا يليق برجل نبيل، أن ينادي امرأة باسمها. لا يليق.


ممكن همسة
اسمك بالنسبة لي كارثة ومرعب، سأخبرك قصة.
قبل تسع أو عشر سنوات، تقول السيدة المحترمة شريكتي، أني كنت أنادي في منامي (ندى، ندى، ندى)
مييين مدى.
تخيلي سنتين تحقيق مين ندى، المشكلة لا توجد ندى وإلا أعترف من أول جلسة تحقيق.
وبعد أن انتهى التحقيق، صار هناك إطلاق سراح مشروط لمدة خمس سنوات.
وليس لدي نوايا لأعود لتحقيق من جديد ويتم وضعي تحت المراقبة.
اسمك يشكل خطر علي هههههههه

لذلك في وضع السلامة، سيدة القصر، أو لو تريدي الملكة حتى، بس ندى لا، بجد لا ههههه


تقديري.
 
1 Comment
ندى الورد
ندى الورد commented
لا خلينا في السليم سيدة القصر وبس
الله يسعدك
 

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

الموقع التعليمي
أعلى