-
- إنضم
- 7 يوليو 2025
-
- المشاركات
- 1,610
-
- مستوى التفاعل
- 286
- مجموع اﻻوسمة
- 4
كيمياء الفوضى ..!!

.
( 1 )
كان رجلاً معادياً لكيمياء الطبيعة ، فلم تقدر تحليله إلى أبسط منه ،
أو تشكيله كما أرادت وكانت أنثى من مخاليط كثيرة ، يختلف وجع قلبها
كلما اتخذ شوقه لها وضعية مختلفة ..
وضعت السعادة كخارطة دربٍ على قلبي اتباعه ، اغتالتني بوصلة أشارت
دوماً نحو الحرب !..
سأغلق حبي وأخبر مدفأتي أن الصيف حل ، وأن وجوباً علي بأن أخرج جميع العصافير
من جيب معطفي ، لـ تبحث عن قوتها قبل الخريف .
عصافيري لم أخبرها عن جمال الربيع ، حتى لا تركن إليه ، وكذبت عليها
بأن الشتاء تأجل لموتٍ بعيد .
عصافيري المخبأة في معطفي ، ماتت أثناء بحثي عن جبل آوي إليه ،
وغرقت في قلبي .
وقلبي لم يعد مكاناً آمنًا لأدفن فيه أيا من أحلامي ،
فقد أصبح وجبة لكلب مسعور ..!
( 2 )
غني للبرد ربما يدفأ .. فـ " الشتاء " عجوز الفصول الوقور !..
"هو رجل المنطق / عاشق لتفسير كل شيء ، حتى مع قلة فهمه ودرايته ،
وهي أنثى الجهل ، تلبس الغباء كمعطف يقيها برد الواقع ، على الرغم من درايتها
العميقة بكل شيء ..!
هناك أشياء .. لتبقى معك .. عليك أن تدعها ترحل عنك ..
وأشياء أخرى .. لترحل عنك .. عليك أن تبقى معها لأطول وقت .
وأجمد أطراف قلبي على عجل ، لعلمي المسبق أن الحلم الدافئ تنهيه أدنى"همسه"
أو هزة سبابة .. وأنا أريد لهذا الحلم أن يستمر .. يستمر ..
فحين تزورك الحقيقة ذات نهارٍ صحو ، ستفهم كيف يموت البعض غصةً بقلوبهم ،
وكيف يكتشف الكثيرون مصادفة عيشهم دون واحد !..
( 3 )
مجمل الخطأ .. " الضد يظهر حسنه الضد ..!"
دوران حول أفكار وجودية مجردة ، استشفاف لشعور شاذ ، اتساق لكل
المعاني المتضادة .
مثلما تدور الأرض في مكان واحد كل يوم ، لتكتشف أسرار الوجود ،
ولتحل الشمس مكان القمر ، والقمر مكان الشمس ،
في مكان صغير في إحاطة جوهرية ، في وعي ملم ،
ترى كل ما يحصل في الأمكنة بكل دقة وعمق !..
هو كان كالحياة إن رحل لا يأتي .. هي أرادت أن يكون لها كالموت ..
إن أتى لا يرحل .
ان شروق الشمس أجده مليئاً بالرائحة التي خلفتها امرأة ذات ليلة نادرة ،
وآن غروبها ألاحق ما تبقى من عبيرها الذي بقي فواحاً
حتى اللحظة التي أكتب فيها ،
وأذكرني أقول لها : من أي بحر أغرف لكِ قصائدي ،
إذا كان حبكِ لا زال قيد الحراسة !..
هي في الكره غائبة ، لكنها في الحب حاضرة ، هذه اللحظة ليست لي ،
ولا لقلبي ، وليست لعقلي أيضًا ، اللحظةُ هذه للحب ، وما يفعله في محيطي
الذي أبصر مداه الآن بعيداً عني ، قريباً مني .
يومي هنا يبدأ بي مفقودًا ، وحيدًا .. وينتهي كذلك ، حتى أنه مر بخاطري
أنه لا أحد سواكِ يعرفني ..!
والسفر يمحو آثار لحظات الوحدة ، التي قضيتها في مدينة لم تطأها
خطاكِ حتى اللحظة !..
ألا أرحل كل أسبوعٍ بعيدًا عنها ، لأُزيل ما علق بي من غبار فقدكِ ،
وما دخلني من برد بعدكِ .
( 4 )
رعشة نوايا .. وسكب دون امتصاص
دون تكليف ولا استئذان / هل يمكن أن نفتح للآمال دكان ؟..
ما استوقفني الورد يومًا لسنائه ، بل كنت أتأمل فيه تفاصيل مأواه ،
علمني بنخوة الوطء في قطفه ، حين مات بكفي بغاية النُبل ..!
صهوة الروح جامحة لكن .. ليس هناك متسع لـ لهفتها !..
أدرك ما معنى أن يتحول رأسي لـ " لنرد" ، أن أرمي به للحلم وتلتقطه اليقظة ،
ثم أرمي نفسي كالخردة وأنام بلا مأوى ..!
أمانينا ليست مقوسة ، بل مقلوبة على رأسِها ، كعلبة غازات ملقيّة ،
على قارعة احدى الطُرّقات منسيّة ، تداعبها أحذية المارّة ،
وتتقافز هنا و هناك ، وتنتهي بمكبّ النّفايات !..
كيف لهم أن يحفظوا وجهكِ دون أن يخطئوا لون عينيكِ ؟
توقّفي ــ بالله عليكِ ــ توقّفي ودعهم يتأملوكِ ،
كأشياءٍ لا يجمع بينها إلا هذا المساء ، وأنا أكره كلمة "أشياء" ،
فهي كلمة غبية تصف كل "شيء" ماعدا نفسها !..
لا تتوقعي عجزي عن وصف ياسمينة ، وأنا ابن الصحراء القاحلة ،
ليس في الأمر قلة حيلة ، بل إنما للجفاف عذوبة ..
حين يكون البعد أكثر حضورًا ، والهجر أكثر توطنّا ..
( 5 )
الإنسانية : نصفها الأول أنسى .. ونصفها الآخر .. نيّة ..
أحيانًا نصبح نكرة وبشكل قصدي وبرغبتنا !!..
كلاب الشارع المسعورة ، لم تتعلم يوماً الأناقة مع العابرين ،
فمتى ما واتتها الفرصة مارست شغبها ، وأناقتك لا تسعفك أن تدفع
عنك شرها ، وهي لا تعرف إلا العض ، وأنت لم تتعلم سوى أن تكون أنيقًا ،
فعليك إما أن تكون مسعورًا ، أو أن تتعلم هي الأناقة !..
كيف نكون مجسمات للوفاء وأجوائنا مليئة جدًا بالاختناق ..؟
ففي كل ذرة أكسجين تهب الحياة وتشارك في دور إفنائنا ، وينال أخرون
حصتنا من البقاء !..
إنها ملامح حياة , قدر وجمع مصادفات بـ الذوات المتجمعة حولنا ..!
وتبقى الحقيقة فلول تتسكعّ في مساحات الضجر ، شردتها الخيبة .
لـ أولئك الصحبة الذين سقطوا من كيس أحلامي ، كتساقط ياسمين جاف ،
وهم يلتمسون لي العذر بين أكوام الواقع ..!
لـ تلك الساعة التي تتأرجح لعناق الأمس ، فتفيض في أعماقي / حزن وحب
لزمان آخر ، ودورة الحياة لاهية لاعبة ..!
لـ كل حرف ضحوك كُتب ظلمًا على سطر مُبكي .. على ضريح الكتابة .
"قوقل" احتفلت بنيوتن فوضعت من أجله تفاحة ..!
وأنا أحاول تعلم "أبجدية التفاح" ليس من أجل أن تحتفي بي قوقل ،
ولكن كي أتخلص من جاذبية الممجوج و المتشابه !..
فـ الكثير من العروش نعوش وإن بدت مطلية ذهبًا ..!
هي بعض الأمسيات تُعاني من إلحاح الإرادة الصدئة ، ونخالف
الإدراك ثباتًا ، بقدر الحُبّ نعطي ولا نجزعّ ، نبني ما نستطيعه .. ثم نُحبس
في سجن جمودنا بردًا ، فتحتال لحظة ما في تجاويف أسوارنا المصطكة ..!
فـ لو علمنا ما لا نعلم لاخترنا الجهة التي نلتفت إليها بثقة ،
إنّما ضاعت الثقة وما من داعٍ كي نشغل أنفسنا باستعادتها ..
.
.
.
مخرج ../
أبداً لنْ يفهم الماء جوع النّيران الآثمة ونهمها في التهام
لازال هناك متسع لـ فوضى جديدة تخلقها طواحين قلبكِ ، كانت الريح قوية
والرحيل حلم صعب ، صعب كتعليق قلبكِ في أرجوحة سماوية ،
هل فهمتِ الآن كيمياء الفوضى ..؟
أن تكتشف بأنك "صفر مجرد " أمر ليس بذا قيمة كبيرة حالياً
وقديم نسبياً ، ولن تبدأ معاناتك معه ، عليك حينها أن تبدأ رحلة البحث
عن شيء أهم وأكثر تهوراً وجدية ..
ابحث عن ما إن كنت "صفرًا" يمينيًا أو يساريًا ، حينها فقط
لابأس أن ترحب بمأساتك ..!
منتصر ،،
التعديل الأخير:
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : كيمياء الفوضى ..!!
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء