حبيبتي @ فـَاتِـنـة،
سامحيني شاهدتُ روايتكِ متأخرة،
لكنّ حضورها كان كافياً ليأخذني من يومي ويجلسني بين سطورها بهدوء.
لم تكن مجرد حكاية تُروى،
بل كانت حوارًا صامتًا بين الحروف وما لم نقله يومًا.
كل فصل كان يطرق باب شعورٍ مؤجل،
وكل سطر كان يضيء زاويةً
لم نقترب منها من قبل.
لغتكِ لم تمرّ مرور الحكاية،
بل مكثت،
وأعادت ترتيب الفوضى الداخلية
حتى شعرتُ أن الصمت بات أقل وحدة.
كتبتِ عن التوق،
عن الغياب،
عن العتمة التي تتعايش معنا بصمت،
وعن قلوبٍ تتأرجح بين الصبر والرغبة في الانعتاق. كانت الرواية مساحةً آمنة للحزن،
وملاذًا لكل تلك المشاعر التي لا تجد مكانًا لتُقال.
شكرًا لأنكِ جعلتِ اللغة أكثر صدقًا،
ولأنكِ كتبتِ الألم كما هو،
دون رتوش، حتى بدا جميلاً، صالحًا للبوح.
شكرًا لأنكِ جعلتِ التيه طريقًا نلتمس فيه معنى،
لا مجرد فقدان.
انتهيتُ من روايتكِ وأنا أضعها برفق،
كمن يضع قلبًا نابضًا على الطاولة،
خائف أن يوقظه من حلمه.
وهمستي الأخيرة لكِ جميلتي
فـَاتِـنـة
لقد أعدتِ ترتيب الفوضى في داخلي،
وتركتِ قلبي يبتسم بهدوء
كأنه وجد الطريق من جديد.
شكرا لحفنة النور هذه
