أحبـيـــــه مؤيــــدٌ،،،،بقلم كاسيوبيا

هي كلمات مهملة كانت بجانب صدري
بينما اجلس عند الموقد لا أدري ما الوقت
ولا أين المساء أخفى ضوءه !،
أعرف شيء وحيد قلبي الذي يعيدك بنبضه
لي وتلك الأسماء الوهمية التي اعددها برأسي لأنساك
هنا النار تتراقص شوقاً أمام سيادة حضرتك بعيناي ,،
تتساقط منهما كُريات مالحة تشق وجنتي، يومٌ ماطر أخر أتذكرك أوضح من أي يوم مضي أقرب من أي وقت جمعتنا فيه صُدف اللقاء
أتذكر يا " حبيبي " الغائب عني
عندما إلتقينا بأول أيام الدراسة
بهيئتكالجميلة والطلةالبهية، وضاح الوجه مبتسم الثغر ببريق غريب لامع بإعجوبة الكرز فيه.
مررت من جانبك كأنني لا أعرفك تجاهلتك
كأنك لست أبن جاري وكأن نافذتي لا تشرق
عليها عيناك العسلية كل فجر فأصحو مكتسية بريقك المتسلل من خلف الستائر كأنك لست أنت ولست أنا المغربة بك ,،
كيف أغرم بأبن زعيم القبيلة المعادية لقبيلتي
كيف أحبك بجنون هويتي الغجرية السمراء ،
وعيناي الكحيلة الحالكة كاكاوٌ مُر ، كيف جاء حبك يُحليهما بعسل مصبوب بعيناك
لم نلتفت كلاينا يعرف حجم الخطأ وعواقبه الوخيمة \الأليمة
لقلوب أشتدت عليها أمطار إرشادات عدم الإقتراب،
تمر الأيام مر السحاب تبقى بقلبي
خالدا أسطورة في الأفق لا تنام
تلك الأيام تتداول بيننا في شقاء
أراك وتراني لا إبتسامات وجوم
لا كلام يحملني لك ولا حروف ترنو منك لي
أتذكر جيدا عندما كانت منافستنا
على لقب الطالب الأول وكيف لا يخسر أحدنا
أتذكر منافستنا على أكتساب أكبر قدر من المعارف
فلا نترك مكتبة إلا وأسمائنا في لوحة شرفها،
تنافسنا بكل شيء إلا الحب كنا نجهل كيف نحب
كيف نبادر كيف نغير الأدوار؟،
فنلتقي بلا دماء تلطخنا من ثأر قديم بين قبيلتينا! ،
ننتظر فلق هُدنة مستحيلة ،ودستور ديكتاتورية الثأر أن يلين.
أيام مليئة بتغنج الحب بين قلبينا ،لا تُشقي سكينتها سوى أيام العُطل المشؤومة بأعيننا
أعتدنا ممارسة الحب الصامت والترقب الهادئ
أنت تستريح تحت أشجار زيزفون الحي
بالقرب من التلة التي تجتمع بها أنا وبنات قبيلتي ،
وإعتادت قدماي التسلل إلى ملعب الحارة
فأراك مع أبناء قبيلتك، حارس المرمى
الذي لا تهز شِباكه كرة حتى يراني فينسى
المباراة كما أنسى أشيائي عند رؤيته.
نسائم حُب نتنفسها دون أن تفزعنا إلا أيام الصيد
وسهر البر ،تتجافى أعيننا عن الوجوه فلا أرى في الوجوه سواك
تمر بقربي يلفحني عطرك ويحتضنني ظلك وإبتسامة فلتت بغتة عن قلب خائف
,،
ثم جاء ذاك اليوم المرير
ربما بداية أغسطس أم منتصفه لست أذكر،
أراد عمي أن يزوجني لأبنه ،
كانت أيام شديدة البؤس لروحي
:أرفض الزواج ليس غصب!،
قلت متحدية قوانين العادات
كلماتي فتيل حربٍ باردة بين أعمامي وجدي وكل أعراف قبيلتي.
قِيل لي
:هاتي أسبابك أو عقوبة بإنتظاركِ.
حينها لاح طيفك أملا أنتشلني من قاع الكآبة ليعيدني
لظلمة البؤس .
دخلت في حلقة لست تعنيك بشيء ، دخلت لوكر أعدائك
أتيت حامل كفنك "الذي بدا لي مُكتسيك" وتحملني بقلبك ،
:أوا تُغصب المُهرات بقبيلتكم!،
جاءت وطأة صوتك جهورية رجولية
:لا شأن لك.
قالها عمي غاضباً
:كل الشأن لي دُنى هي شأني!،
أحبها زوجوني ياها!
كان الصمت حاضر والحب يرتجف
في زوايا أطراف الشجر
أخذت الأفواه الدهشة وأخذ
الهدوء حيز الصراخ،بينما وقف الغضب
ينتظر دوره بالتجلي كُتمت الأنفاس
ثم من اللاشيء شغب قبيلتك تدخل بوقتها وأعتلت ولولات النساء من الطرفين كل الخوف أن تُراق دماء الثأر من جديد
تنظر لي لا سواي ولا أرى إلاك في زخم هذا
الهرج والمرج
رُفعت في الوجوه الأسلحة ثم أتخذتني بحمايتك خلف ظهرك
بينما يداك ترفع زيتون السلام،كنت عنيد مثابر لكن الحقد أقوى في القلوب ،أشد بطشه من حبنا النقي
:دعونا نحقن الدماء،أجنح لصُلح فأقبلوه مني
ودعوا الماضي يموت ولا يتجدد.
هيهات أن وجدت أُذن منصت
كلا له رأيه ،من أغواء الأخر فينا
كانت الكلمات تتراشق شتائم غضب
صوت البغض يتنفس هنا والكره يحمل الحداد
على روحينا
سحبني من بين أحضانك ،جدي كنت متشبثة بك لم أكن أعلم أين أنا!، هل دخلت بأضلاعك أم سكنت بين دقات
قلبك التي تعبرني مسرعة لقلبي، تمسكت بي وكأنني سأختفي
لمست خدي وأبعدت عن عيناي غُرتي،
تمتمت هامساً تكاد تحتضنني
:لا حال يجمعنا ،أعلمي لن قلبي معك لا تيأسي.
أومات لك دون كلام ثم أنفجر دمعي حُرقة رهبة من الموقف
وأنت تسحب من أبناء قبيلتك بين يدي والدك تصارع أن لا تتركني ،دسست وجهي بصدر جدي أنتحب حُباً مات في المهد وليداً
مضت أيام فأيام ثم جاءت الأوامر تهاجر مع عائلتك لغير أرضي لغربة تحتضنك دوني ، ذهبت عني وذهبت معك روحي قلبي
وأشيائي الجميلة حتى الشمس لم تعد ترسل أشعتها العسلية وتقبل ستائري ونافذتي ذبلت بها الأزهار ومات عصفوري عند شجرة الزيزفون ،وبقيت وحدي أحتضن طيفك وذاكرة مكتظة
تنتمي لك تنخرها الأشواق وتدميها أشواك الحنين.
مرت سنوني بقحط عظيم دون
صباحات وجهك دون بزوغ شمس
عسليتك ودون كُتبك التي تهديها
لي مع صغار الحي ترافقها همسات
خطك وسطور غزلك "وأحبك" المتوارية
بإستحياء خلف شفاهك الكرزية
غادرت أرضي ونسيت قلبك معي
حينما تمتمت لي "أنتبهي لقلبي"
كما أخذتني غربة شعور لا تريني أياك
حلمٌ في ليالي آرقي الطويلة أو طيف في ساعات سهري الكثيفة
,،
:دُنى !،
صوت جدي كسر السكون وذاكرتي المتراقصة
معك عادت من جديد لواقع متعري منك ومني
أختفى وجهك في النار التي تتراقص على جثث الشجر
وهو رماد ،توقف المطر كتوقف نبضي منذو غيابك
سبعة سنوات عِجاف مُوحلات بك
:حان وقت المغادرة!،
قالها جدي وهو يربت على رأسي
أحتضنني عندما نهضت
جدي يراك فيّ كما يرى الأيام تسرقني منه
يرى ذاك الحزن الذي أغتصب عُذرية الفرح بعيناي
منذو غيابك،لا يتكلم يربت على رأسي يمسح
ظهري ويدس قوة بي من رجفة يداه المجعدة
,،
أشرد بك في عالم لا أجدني فيه
أتوسل إلى عقلي أن يعيد صورك
أخاف أن تهترأ ذاكرتي فلا أراك
ركبت القطار متوجه لعملي ،أمسيت قوية بواقعي
ضعيفة هشة أمام غيابك بخيالي،لقنتني الأعوام المتراكضة
كل ألوان الإشتياق ،الهيام والصبا حتى الإرتجاف حينما يذكرك أحدهم خلسة عني،
وصلت لوجهتي رفعت عيناي لتقع كل الرؤى أمام
تتلبسك الوجوه بكامل ضياء وجهك عسلية عيناك
التي زادت نور وصُفرة بهيئتك الضخمة وقوامك الممشوق
أبتسم أم أبكي لا أبالي فأنا أراك أمامي
نهضت عند صافرة القطار ونهض طيفك معي
أصتدمت به فأوقعنا أغراضنا كان يحمل أوراق ورسوم مشروع ما "مهندس "كحلمك ذات مرة تفاخرت به في صفنا بينما جمعت أوراق عملي " كمحامية " أبتسم طيفك لي أنه ذات العطر ذات العيون وذات الدفء بقربك ،جحوظ عيناها نمَّ عن دهشتها الصارخة
على مُقل العيون لغة لا سطوة تعلوها سوى الحُبّ
عتاب إشتياق ولهفة حنين مضرجة بخيبة أن تكون شبح
أو حلم عابر،وأنني أعيذك بحبي أن تكون حلم
" دُنى " ومِنْ عن عيناها ينوب بالكلام
:حبيبي لا تترك حبنا يذبله الغياب ،لا تيقضني من حلمي
تمسك بي أستمر بإحتضاني الوحدة تبتلعني
،قلبي على وشك التمزق، وتتجزئ روحي المُغرمة بك،
خذني إليك لا تغيب عني من جديد.
تحمل نظرات " مؤيد " ثرثرة عسلية
:خذي قلبي ،لنذهب نحن الإثنين لمكان ما ،أرض تجمعنا معا،
خذي قلبي وأحتفظي به أمناً من جور إشتياق يتفشى بخلاياه كورم نهم يلتهم أوردته،
ويقتات على نبضه فقط ،لا تجعلي حُبنا يذهب!.
تبادلنا ما جمعنا من أشيائنا كما تبادلنا الكلام المؤجل
خلف شفاه يطبق عليها صمت اللسان
فكيف للأطياف أن تُعبر ما يدور بخلاجاتها
مشينا بالإتجاه نفسه ،تهادت خطواتنا فوق درجات السلالم تقرأ صخب الشعور بين إرتجافات نبضات قلوبنا،
صافحت وجهي الشمس عسلية كما مضى
لم نتكلم، نخاف إنتهى الحلم
لم يكن حلم كان حقيقة،إكتشفتها حينما أنعطفت يميني لشارع المجاور ،وإنعطف يساره متعاكسين في الخُطى ،
في الخطوة الخامسة إلتفت آن الوقت لأتمسك به،
لم أراه ركضت وعقلي يستعرض الأفكار كقفير نحل هناك عند زاوية الشارع يقف لم يكن طيف كان حقيقة ،خطوة فخطوة ثم ركضت ،توقفت دون سابق إنذار ،فتاة تحتضنه يبتسم لها يرفع خصلات شعرها المتطايرة بفعل نسمات الخريف، ويدها تحتضن طفل في الثالثة من عمره،
إبتسامتي إنعوجت وجوم ثم بكاء تتشربه ملامحي دون دموع
عُدت أدراجي حيث جئت ليس هو ،
من يقنع عقلي قبل قلبي أنه محض حلم ليس هو لن يتركني
صفعتني الحياة بقوة حتى أدمت شفتاي،صداع برأسي ثم صرير بأذني ،كانت الحقيقة مُرة من أنا لينتظرني،
لتكن النهاية ،ونظرة الوداع ،أخذت شهيق إشتياق أخير
ومات بجوفي الزفير مخنوق بالخذلان
إلتفت ببطئ أحصي كل تلك السنوات والدقائق،وعهد أن لا أزاولها ما حييت سأدفنها بمقبرة روحي.
:دُنى!،
رمقته بعينين مُتسعه
:أحُبّكِ..
أنتهـــــــــــــــــــــــى
.
.
.
كاسيوبيا
غــــــــجرية المجــــرة
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : أحبـيـــــه مؤيــــدٌ،،،،بقلم كاسيوبيا
|
المصدر : قصص من ابداع الاعضاء





طلعي الأخطاء الإملائية بلا فضايح
ممتنة هذا الألق جميلتي