-
- إنضم
- 18 يونيو 2025
-
- المشاركات
- 8,091
-
- مستوى التفاعل
- 3,382
- مجموع اﻻوسمة
- 7
همس بغداد: غزل على ضفاف دجلة بين الشوارع والمآذن I حصريا للغابة
جلستُ عند النهر،
أراقب المراكب الصغيرة،
فلم أرَ فيها سوى خطوكِ وهو يعبرني.
حتى الفناجين التي على الطاولة
يتطاير منها البخارُ بشكل قلوبٍ صغيرٍة،
فابتسمتُ خجلاً من اتفاق الصُّدف.
بغدادُ
كلّها اليوم تسيرُ خلفك،
الأزقّة،
والمآذن،
وأغاني الباعة.
وكلّما هبّت نسمةٌ من جهة الكرخ،
ظننتُ أنّها تحمل شيئاً من عطرك،
فأتنفّسها كما يتنفّس الظمآن وعدَ الماء.
مرَّ عازفٌ جوّالٌ يعزف على عوده،
فما وجدتُ في أوتاره لحنًا غير اسمك،
وما وجدتُ في صوته سوى رجع خطاك،
حتى حسبتُ أن دجلة نفسه يترنّم بكِ،
ويُخفيكِ في موجه كأغلى أسرار المدينة.
ثمّ سرنا،
فإذا جسر الشهداء يحنو علينا،
وإذا شارع المتنبي يقرأ في عينيك قصائده،
وإذا المآذن من الرصافة إلى الكرخ
ترسل أذانها كأنها دعاء للحبّ أن يطول.
رأيتُ المدائن من بعيدٍ تُلوّح بأطلالها،
فقلتُ:
ما جدوى الملوك والقصور،
إذا كان قلبي قد وجد فيكِ وطنًا لا ينهدم؟
وعند نصب الشهيد
توقّفتُ طويلاً،
كأنّ قُبّة السماء انحنت لتُبارك حضورك.
وفي شارع السعدون،
كانت الأضواء تتهامس بأسمائنا على لافتات المحال.
ساحة التحرير تنظر إلينا كأمٍ عظيمة،
وأبو نواس يغازل ماء دجلة في ضفاف الليل،
بينما الكرادة تحتفظ بخطواتنا
كأنها أمانة لا تسلّمها إلا للذكريات.
وأنا
بين يديك الآن،
لا أدري أأُغمض عيني لأطمئن بك،
أم أفتحها فأزداد حيرةً بك.
أأُسميك خلاصًا، أم أُسميك تيهًا؟
كل ما أعلمه أنّكِ الوجهُ الوحيد
الذي يهدّد قلبي بالضياع،
ويمنحه في اللحظة نفسها معنى النجاة.
وليدة اللحظة
12.59 مساءا
10/09/2025




أراقب المراكب الصغيرة،
فلم أرَ فيها سوى خطوكِ وهو يعبرني.
حتى الفناجين التي على الطاولة
يتطاير منها البخارُ بشكل قلوبٍ صغيرٍة،
فابتسمتُ خجلاً من اتفاق الصُّدف.
بغدادُ
كلّها اليوم تسيرُ خلفك،
الأزقّة،
والمآذن،
وأغاني الباعة.
وكلّما هبّت نسمةٌ من جهة الكرخ،
ظننتُ أنّها تحمل شيئاً من عطرك،
فأتنفّسها كما يتنفّس الظمآن وعدَ الماء.
مرَّ عازفٌ جوّالٌ يعزف على عوده،
فما وجدتُ في أوتاره لحنًا غير اسمك،
وما وجدتُ في صوته سوى رجع خطاك،
حتى حسبتُ أن دجلة نفسه يترنّم بكِ،
ويُخفيكِ في موجه كأغلى أسرار المدينة.
ثمّ سرنا،
فإذا جسر الشهداء يحنو علينا،
وإذا شارع المتنبي يقرأ في عينيك قصائده،
وإذا المآذن من الرصافة إلى الكرخ
ترسل أذانها كأنها دعاء للحبّ أن يطول.
رأيتُ المدائن من بعيدٍ تُلوّح بأطلالها،
فقلتُ:
ما جدوى الملوك والقصور،
إذا كان قلبي قد وجد فيكِ وطنًا لا ينهدم؟
وعند نصب الشهيد
توقّفتُ طويلاً،
كأنّ قُبّة السماء انحنت لتُبارك حضورك.
وفي شارع السعدون،
كانت الأضواء تتهامس بأسمائنا على لافتات المحال.
ساحة التحرير تنظر إلينا كأمٍ عظيمة،
وأبو نواس يغازل ماء دجلة في ضفاف الليل،
بينما الكرادة تحتفظ بخطواتنا
كأنها أمانة لا تسلّمها إلا للذكريات.
وأنا
بين يديك الآن،
لا أدري أأُغمض عيني لأطمئن بك،
أم أفتحها فأزداد حيرةً بك.
أأُسميك خلاصًا، أم أُسميك تيهًا؟
كل ما أعلمه أنّكِ الوجهُ الوحيد
الذي يهدّد قلبي بالضياع،
ويمنحه في اللحظة نفسها معنى النجاة.
وليدة اللحظة
12.59 مساءا
10/09/2025
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : همس بغداد: غزل على ضفاف دجلة بين الشوارع والمآذن I حصريا للغابة
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء


