تراتيل حرف
ملائكية حرف
-
- إنضم
- 5 يونيو 2022
-
- المشاركات
- 8,792
-
- مستوى التفاعل
- 15,982
- مجموع اﻻوسمة
- 6
"اعترافات على تلة الحنين"

--
"اعترافات على تلة الحنين"

عاد الصدى...
لكنني لم أعد تلك التي تركض خلفه،
لم أعد أستجدي حضور أحد،
ولا أساوم على قلبي في مزادٍ يعرض فيه الحلم بثمنٍ بخس.
كل وهمٍ كان يربّت على كتفي،
طعنني عند أول مفترق،
وكل ضحكة تقاسمتها مع الليل،
صارت صدى بكاءٍ لا ينام.
سقطتُ كثيراً،
ولم يكن السقوط سهواً،
بل لأنني أرهقتُ من الوقوف على حافة الحياة،
والأرضُ كانت أصدق من بعض الأكتاف التي ادّعت الأمان.
تمنّيتُ يوماً تلةً تعانق السماء،
أجلس على قمتها وأضع رأسي هناك،
كي أستريح من ثِقَل أيامي،
وأترك للعابرين صوتي عالقاً بين الريح،
ليعرفوا أنّي كنت هنا يوماً، ثم مضيت.
يا ظلي الذي لا يتركني،
يا مرآتي حين يخذلني كل شيء،
إن ناجيتك اليوم،
فهو اعترافٌ بأنّ الحنين كسرني،
وأنّ الكتابة لم تعد شفاءً،
بل صارت جرحاً جديداً ينزف مع كل سطر.
الوطن؟
لم يعد سوى قلبٍ مجوّف،
يصرخ كلما مرّ طيفُ خيبة،
ويئنّ كلما حاولتُ ترقيع شقوقه بكلمات لا تشفي.
أنا التي زرعتُ ياسميناً في نصوصي كي لا يذبل ربيع روحي،
وكتبتُ بالشوك كي أترك أثراً،
أصرخ أنّي لم أكن وهماً،
أنّني مررتُ من هنا ذات وجع،
لكنّ الذاكرة لم ترحمني،
والحياة أغلقت الباب عليّ وتركتني أرتجف.
اليوم،
أجلس على عتبة الانتظار،
أمدّ يدي إلى الغياب كمن يتسوّل دفء لحظة،
وأترك مقعداً فارغاً للخذلان،
كي لا يتوه حين يأتيني من جديد.
لن أغنّي بعد الآن،
سأصمت حتى يظنّ الليل أنّني متُّ،
وأدع القمر يضيء قبري كل ليلة،
وأدع النجوم تركع لجلال حزني،
فأنا أول من صعد تلة الحنين،
وأول من سقط منها دون أن يمدّ أحد يده لإنقاذي.
لا أكره أحداً،
ولا أحمل ضغينة،
لكنّي فقدت القدرة على التبرير،
سئمتُ العتب،
سئمتُ الرحيل والعودة،
وسئمتُ حتى نفسي حين تجبرني على البقاء
في أماكن تقتلني.
أنا أكتب كي لا أختنق،
كي لا ينتهي بي الأمر جثةً على حافة الصمت،
أكتب لأقول إنني ما زلت أتنفس رغم كل هذا الخراب،
وأني ما زلت أملك قلماً،
ولو لم يبقَ لي شيء آخر.
بقلمي " تراتيل حرف "
.
.
.
الاحد
14سبتمبر 2025
6:50...م
.
.
"اعترافات على تلة الحنين"

عاد الصدى...
لكنني لم أعد تلك التي تركض خلفه،
لم أعد أستجدي حضور أحد،
ولا أساوم على قلبي في مزادٍ يعرض فيه الحلم بثمنٍ بخس.
كل وهمٍ كان يربّت على كتفي،
طعنني عند أول مفترق،
وكل ضحكة تقاسمتها مع الليل،
صارت صدى بكاءٍ لا ينام.
سقطتُ كثيراً،
ولم يكن السقوط سهواً،
بل لأنني أرهقتُ من الوقوف على حافة الحياة،
والأرضُ كانت أصدق من بعض الأكتاف التي ادّعت الأمان.
تمنّيتُ يوماً تلةً تعانق السماء،
أجلس على قمتها وأضع رأسي هناك،
كي أستريح من ثِقَل أيامي،
وأترك للعابرين صوتي عالقاً بين الريح،
ليعرفوا أنّي كنت هنا يوماً، ثم مضيت.
يا ظلي الذي لا يتركني،
يا مرآتي حين يخذلني كل شيء،
إن ناجيتك اليوم،
فهو اعترافٌ بأنّ الحنين كسرني،
وأنّ الكتابة لم تعد شفاءً،
بل صارت جرحاً جديداً ينزف مع كل سطر.
الوطن؟
لم يعد سوى قلبٍ مجوّف،
يصرخ كلما مرّ طيفُ خيبة،
ويئنّ كلما حاولتُ ترقيع شقوقه بكلمات لا تشفي.
أنا التي زرعتُ ياسميناً في نصوصي كي لا يذبل ربيع روحي،
وكتبتُ بالشوك كي أترك أثراً،
أصرخ أنّي لم أكن وهماً،
أنّني مررتُ من هنا ذات وجع،
لكنّ الذاكرة لم ترحمني،
والحياة أغلقت الباب عليّ وتركتني أرتجف.
اليوم،
أجلس على عتبة الانتظار،
أمدّ يدي إلى الغياب كمن يتسوّل دفء لحظة،
وأترك مقعداً فارغاً للخذلان،
كي لا يتوه حين يأتيني من جديد.
لن أغنّي بعد الآن،
سأصمت حتى يظنّ الليل أنّني متُّ،
وأدع القمر يضيء قبري كل ليلة،
وأدع النجوم تركع لجلال حزني،
فأنا أول من صعد تلة الحنين،
وأول من سقط منها دون أن يمدّ أحد يده لإنقاذي.
لا أكره أحداً،
ولا أحمل ضغينة،
لكنّي فقدت القدرة على التبرير،
سئمتُ العتب،
سئمتُ الرحيل والعودة،
وسئمتُ حتى نفسي حين تجبرني على البقاء
في أماكن تقتلني.
أنا أكتب كي لا أختنق،
كي لا ينتهي بي الأمر جثةً على حافة الصمت،
أكتب لأقول إنني ما زلت أتنفس رغم كل هذا الخراب،
وأني ما زلت أملك قلماً،
ولو لم يبقَ لي شيء آخر.
بقلمي " تراتيل حرف "
.
.
.
الاحد
14سبتمبر 2025
6:50...م
.
.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : "اعترافات على تلة الحنين"
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء
وكأنكِ رصّعتِ الحروف بنجومٍ صغيرة
تضيء أرواحنا قبل دروبنا،
وتسكب في قلوبنا طمأنينةً لا توصف.
تراتيلكِ ليست مجرد بوح،
إنها صلاةُ روحٍ هائمة،
تهدهد الصمت حتى يغدو سلامًا،
وتزرع في الوجع أملًا يزهر مهما طال الخريف.
حروفكِ يا بهية
كأنها تعزف لحنًا سريًا لا يسمعه إلا من
اقترب من قلبه يومًا وبكى معه،
فتصبح الكلمات بين يديكِ
أجنحةً خفية تحملنا إلى فضاءات أبعد من الحزن.
عزيزتي
ودام حضوركِ البهي الذي يعيدنا إلينا،
ويذكرنا أن للكلمة قلبًا يخفق
وللروح قدرةً على الفرح ولو بعد انكسار.
باقات النرجس المندى بالمحبة لعينيك
وانحناءة القلم لحضورك العالي