بين نيزكين من ليلك

[شاهين الهاشمي]

ما بين مجنونِ الهوى وبينَ عاقلِه
فرَّ الحبُّ الجبانُ من قلاعِ معاقلِه


من لم يُجافِ ارتيابَ الصمتِ مُعتصِمًا
ضلّت بهِ الرؤيا، وسُدّتْ مداخِلِه

من لم يُطوّقْ خيوطَ الشوقِ مُتقدًّا
لن يستدلَّ على رجفٍ في مفاصِلِه

من لم يُنقِّ سريرَ الروحِ مُتأدًّا
لن يدركَ صفاءَ الحُسنِ في داخِلِه

من لم يُعانقْ جراحَ الوقتِ مُحتسبًا
ما ذاقَ طعمَ الأسى في عمقِ حامِلِه

من لم يُذِلّ ارتيابَ النفسِ مُنكسِرًا
لن يسمع سرَّهُ من توق قائِلِه

من لم يُفارقْ ظلالَ الوهمِ مُجتهدًا
ما اقتربَ النور من وهجِ شاعِلِه

من لم يُخلِّفْ صدى الأشواقِ في آثر
ما أبصرَ المعنى في أنفاسِ ناقِلِه

من لم يُصغِ لخفق الكونِ في سَكَنٍ
لن يُدركَ السرَّ في آفاقٍ قابِلِه

من لم يُغادرْ جمودَ الخوفِ مُعتمدًا
لن يستقيمَ لهُ صبرٌ في مداخِلِه

من لم يُسافرْ على الإحساسِ مُتقدًّا
لن يكتشفْ لُجَجًا في عمقِ منازِلِه

من لم يُخلِّدْ خيالاتِ الرؤى أبدًا
لن يستبينَ لهُ دربٌ في مراحِلِه

من لم يُذِبْهُ الغرام حتى تجرّدَهُ
ما لامسَ العشقَ ولا أغتنم من سنابِلِه














؛
عمل شخصي
بقلمي

 

[شاهين الهاشمي]

بدون ليلى


ما كان الحبُ حقًا،


ولا كان الهوى صدقًا،


ولا سُمّي العشقُ عشقًا

(أوليلى)

 

[شاهين الهاشمي]

اسمي قيس

لكنّي لا أُعرف إلا بها،

فإن غابت،


غاب اسمي، ثم غاب الحب . . ؛

 

[شاهين الهاشمي]

بعد ما رأيتها

انكسرَ الوقتُ،

وصارَ العمرُ لحظةً واحدة،

تُسمّى ليلى.

 

[شاهين الهاشمي]

قد قالوا : جنّ قيس،


قلتُ : وهل يُعقلُ من أحبّ؟


العقلُ قيد،


والحبُّ حريةٌ لا تحد.

 

[شاهين الهاشمي]

سُجنتُ في اسمها،


لا قضبان،


بل حروفٌ أربعة،


تُغلقُ عليّ كل الجهات.

 

[شاهين الهاشمي]

في لحظة فراق


رحلتِ،


فانطفأ الضوءُ،


وصارَ النهارُ ليلًا،


والليلُ قبرًا.

 

[شاهين الهاشمي]

يا ليلى،


إن كنتِ لا تدرين،


فأنتِ قصيدتي،


وأنا بيتٌ لا يُقرأ إلا بكِ.

 

[شاهين الهاشمي]

كأني لا أُحبكِ


كأني أنتِ،


كأن لا فرقَ بيني وبينكِ،


إلا أنني أتنفسُ، وأنتِ تُسكنينني.

 

[شاهين الهاشمي]

يا ليلى


لم أمتّ يومَ دفنوني،


بل متُّ حينَ فقدتُكِ،


وحينَ انطفأتْ نجمةُ الحلمِ في صدري،


وغابَ صداكِ عن أنفاسي.





كنتِ الحياةَ التي تمشي إليَّ،


والأمنيةَ التي تنامُ على عتبةِ انتظاري،


وحين رحلتِ،


رحلَ منّي كلُّ ما يشبهني

 

[شاهين الهاشمي]

يا ليلى . .


يا ليلى يا أسمًا


أنشق منه ليلي المؤحش بدونكِ،


كأنّ الليلَ لا يُعرف إلا حين تغيب عيونكِ
،
وكأنّ السكونَ لا يسكنني إلا حين أسمع صمتكِ.


يا حياتي الفانية،


يا نورًا لم يُكتب لي أن أعيشه،


يا ليت قبري كان في جفونكِ،


فأموتُ وأنا أراكِ،


وأُدفنُ في نظرةٍ،


تُغسلُ بالدمع، وتُكفّنُ بالحنين.

 

[شاهين الهاشمي]

ليلى


آه يا ليلى


أنا وأنتِ متنا


ولكن عشقنا


لازال نابضاً


على ألسنة العشاق،


وأنا وأنتِ دُفنا


لكن روح هوانا


ما زالت تحلق في الآفاق،

 

[شاهين الهاشمي]

قومي أهل الإسلام


يقولون قبل الطعام :


"بسم الله الرحمن الرحيم"


أما أنا،


فأقول :


(بسم ربّ ليلى العظيم)

 

[شاهين الهاشمي]

قومي إذا مرضوا


دعوا الطبيب،


أما أنا،


إذا مرضتُ،


دعوتُ اسمها،


فهو دوائي،


وإن لم يُشفِني،


فأن ذات الموتٌ تليقُ بي.

 

[شاهين الهاشمي]

قومي إذا جاعوا


طلبوا خبزًا وماء،


أما أنا،


فإذا جعتُ،


طلبتُ صوتها،


فهو طاقتي،


وإذا عطشتُ،


تمنّيتُ نظرتها،


فهي سقياي . . ؛

 

[شاهين الهاشمي]

أنا مجنون الهوى

حين كتبني التاريخُ،


أصابهُ من جنوني ضياعْ


فانحرفَ الخطُّ عن سطرهِ


وصارَ الزمانُ يتيهُ في قافيةٍ بلا قناعْ





أنا الذي أُشعلُ الحرفَ من رمادِ الصمتِ


وأجعلُ القصيدةَ تنزفُ نغمةً


لا تُشبهُ لحنَ العشّاقِ ولا أنينَ الوداعْ





ليلى،


أنا لستُ قيسًا،


أنا ارتباكُ المعنى حين يُحاولُ أن يكونَ


أنا ظلُّ المجازِ حين يهربُ من الضوءِ


ويكتبُكِ في فوضى الحنينِ


كأنكِ وطنٌ لا يُرسمُ على خارطةِ الوعي

 

[شاهين الهاشمي]

وأستمر في ظلام قبري


أبحثُ عن ضوءكِ الشاردِ، أيا ليلى الوهجْ


أحفرُ في جدرانِ العدمِ


بأظافرِ الذكرى، وبصوتِ لم يعد يُسمعْ


أُناديكِ من تحتِ طبقاتِ الغيابِ


كأنّكِ نجمٌ سقطَ في بئرِ المعنى


ولم يتركْ سوى ارتجافةٍ في صدرِ الليلْ





ليلى،


أنتِ ليستِ وهجًا،


أنتِ انفجارُ المعنى حين يرفضُ التفسيرْ


أنتِ رعشةُ الضوءِ في عينِ من ماتَ واقفًا


وأنا،


أنا هو ذَاك السؤال الذي يُعاد كلّ ليلةٍ


بدون أن يجدُ في الكونِ جوابًا





---

 

[شاهين الهاشمي]

علّ العشاق حين يسهرون


ينادون اسمَ الجنونِ معي


كأنّني وترٌ في عودِ الوجدِ


يعزفُهم حين ينسونَ مَن همْ


أنا الهذيانُ الذي لا يُشفى


والقصيدةُ التي ترفضُ أن تُكتبْ





أُشعلُ الليلَ بنبضي


وأرسمُ وجهَ ليلى على دخانِ الحنين


أُنادِيها،


لا لتأتي


بل ليظلّ النداءُ حيًّا في صدري


كجمرٍ لا يريدُ أن يخمدْ . . ؛

 

[شاهين الهاشمي]

ما زلتُ أُشعلُ في ضلوعيَ عطرَكِ
وأُريقُ ظلَّكِ في مَدى المتلَفِ


ليلى، أما زالَ الحنينُ يُراودُكِ
أم هل سكنتِ النورَ دونَ توقّفِ


أنا الذي ما زالَ يكتبُ باسمِكِ
في كلِّ فجٍّ، في ارتجافِ المِقفَفِ

أنتِ التي عبرتْ حدودَ قصيدتي
وصرتِ معنىً لا يُحدُّ بمصحفِ

 

[شاهين الهاشمي]

ما كنتُ يا ليلى أراقبُ طيفَكِ
بل كنتُ أُدخِلهُ بقلبيَ الناعمِ

ولا كنتُ يا ليلى أصافحُ طرفَكِ
بل كنتُ أُولِجُهُ بحضني الحالَمِ


أنتِ ارتحالُ الضوءِ في أوردتـي
وأنا ارتجافُ الحرفِ في المتراسمِ

أنتِ انبثاقُ الحلمِ من شُرُفاتِهِ
وأنا انطفاءُ الوقتِ في المتقادمِ

أنتِ الحقيقةُ حينَ يخذلُ منطقي
وأنا الخيالُ إذا تكسّرَ حازمي


ليلى، وهل تُلمَسُ القصيدةُ باليدِ
أم تُستَثارُ بنبضِ روحِ الواهمِ

ليلى، وهل تُكتبُ القصيدةُ مرةً
أم تُعادُ كي تكتملَ في المتَراكمِ