أجلسُ على حافة اللحظة،
أُعيد ترتيب أنفاسي
أُصغي لنبضٍ يشبهكِ،
كي لا يفضح الشوقَ
الذي يكتبكِ في كلّ سكون،
كأنّ السكونَ نفسهُ
هو أكثر الأصوات ضجيجًا
حين ينطق باسمكِ.
حين يأتي ال مساء،
أفتح نافذة القلب على سماءٍ بعيدة،
فأراكِ نجمةً تتدلّى من حافة الليل،
تضيئين لي الطريق إذا ضلّلت في العتمة،
وتُعلّمين الحروف أن الغيابَ ليس فراغًا،
بل امتلاءٌ لا يُرى.
أكتبكِ كقصيدةٍ لا تنتهي،
وأقرأكِ كحلمٍ يتكرّر،
وأحفظكِ كأغنيةٍ قديمةٍ
تُعيد للذاكرة دفءَ المطر،
كأنّ المطرَ لا يسقط من السماء،
بل من أعماق القلب حين يشتاق.
أُخبئكِ في جيب الغياب،
وأحملُكِ كرسالةٍ لم تصل،
وأُعلّقكِ على جدار الروح
كوشمٍ لا يمحوه الزمن،
كأنّ الزمنَ نفسهُ
يتعلّم البقاء من أثر حبّكِ.
كلّ مساءٍ،
أقول إنّي أحبكِ
كما تحبّ الأشجارُ المطر،
بصبرٍ طويلٍ،
وبصمتٍ يعلن الثمر،
كأنّ الحبّ لا يُثمر إلا حين يتألم،
ولا يكتمل إلا حين ينقص.
جمعه طيبه ويوم جميل