-
- إنضم
- 10 أكتوبر 2021
-
- المشاركات
- 31,202
-
- مستوى التفاعل
- 7,392
- مجموع اﻻوسمة
- 8
من مائدة السيرة: الدعوة الجهرية/ الفريق الازرق
ظَلَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على سِرِّيَّتِه في الدَّعوةِ ثلاثَ سنواتٍ؛ تجنُّبًا لإيذاءِ المشركينَ، وبعدَها جاء الأمرُ مِنَ اللهِ تعالى أنْ يصدعَ بالحقِّ ويجهرَ بالدَّعوةِ، فنزلتْ: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94]، وخَصَّ سبحانه أهلَه وعشيرتَه الأقربينَ، فقال: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214].
وهنا قصَد صلى الله عليه وسلم إلى بني هاشمٍ ومَنْ معَهم مِنْ بني المطَّلِبِ، وصعِد على جبلِ الصَّفا، وأخذ يُنادِي حتَّى اجتمَع إليه النَّاسُ، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قالوا: ما جَرَّبْنا عليك كذبًا. قال: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»، فقال أبو لهبٍ: تَبًّا لك! أَمَا جَمَعْتَنا إلَّا لهذا؟[1].
ومضى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يدعو النَّاسَ صابرًا مُحتسِبًا، لا يَصُدُّه عنْ ذلك صادٌّ، ولا يَرُدُّه عنه رادٌّ، ولا تأخذُه في اللهِ لَوْمةُ لائمٍ، يدعو إلى اللهِ ليلًا ونهارًا، سِرًّا وجِهارًا، يدعو الكبارَ والصِّغارَ، والرِّجالَ والنِّساءَ، والأسودَ والأحمرَ.
فسَاءَ المشركينَ جهرُه وإعلانُه بالدَّعوةِ، وازديادُ عددِ المسلمينَ، وأَغضَبَهم ذَمُّه لآلهتِهم ووصفُها بعدمِ النَّفعِ والضَّرِّ، فأعلنوا عداوتَه، وجاهَروا بسَبِّه وشَتْمِه، والتَّعرُّضِ لِمَنْ معَه بالإيذاءِ والتَّعذيبِ والمقاطعةِ.
وصانَ اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم وحماه بعَمِّه أبي طالبٍ؛ لأنَّه كان شريفًا مُطاعًا فيهم، لا يتجاسرون على مفاجأتِه بشيءٍ في أمرِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؛ لِما يعلمون مِنْ عظيمِ محبَّتِه له.
[1] أخرجه البخاريُّ (4673)، ومسلمٌ (208).
عبدالرحمن عبدالله الشريف
وهنا قصَد صلى الله عليه وسلم إلى بني هاشمٍ ومَنْ معَهم مِنْ بني المطَّلِبِ، وصعِد على جبلِ الصَّفا، وأخذ يُنادِي حتَّى اجتمَع إليه النَّاسُ، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قالوا: ما جَرَّبْنا عليك كذبًا. قال: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»، فقال أبو لهبٍ: تَبًّا لك! أَمَا جَمَعْتَنا إلَّا لهذا؟[1].
ومضى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يدعو النَّاسَ صابرًا مُحتسِبًا، لا يَصُدُّه عنْ ذلك صادٌّ، ولا يَرُدُّه عنه رادٌّ، ولا تأخذُه في اللهِ لَوْمةُ لائمٍ، يدعو إلى اللهِ ليلًا ونهارًا، سِرًّا وجِهارًا، يدعو الكبارَ والصِّغارَ، والرِّجالَ والنِّساءَ، والأسودَ والأحمرَ.
فسَاءَ المشركينَ جهرُه وإعلانُه بالدَّعوةِ، وازديادُ عددِ المسلمينَ، وأَغضَبَهم ذَمُّه لآلهتِهم ووصفُها بعدمِ النَّفعِ والضَّرِّ، فأعلنوا عداوتَه، وجاهَروا بسَبِّه وشَتْمِه، والتَّعرُّضِ لِمَنْ معَه بالإيذاءِ والتَّعذيبِ والمقاطعةِ.
وصانَ اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم وحماه بعَمِّه أبي طالبٍ؛ لأنَّه كان شريفًا مُطاعًا فيهم، لا يتجاسرون على مفاجأتِه بشيءٍ في أمرِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؛ لِما يعلمون مِنْ عظيمِ محبَّتِه له.
[1] أخرجه البخاريُّ (4673)، ومسلمٌ (208).
عبدالرحمن عبدالله الشريف
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
- أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الفريق الاحمر
- شجاعة وبسالة سيدنا امير المؤمنين علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه // الفريق الاحمر
- بأيِّ شيءٍ تحرِّكُ شفَتَيكَ يا أبا أمامةَ؟ / الفريق الازرق
- بيان اتصاف النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة/الفريق الازرق
- سيرة الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله رضي الله عنها //الفريق الاحمر
اسم الموضوع : من مائدة السيرة: الدعوة الجهرية/ الفريق الازرق
|
المصدر : السيرة النبوية العطرة و الاحاديث الشريفة
