كيف يمكن أن يغادرنا المسيخ؟

[أحمد بهجت سالم]

الكثير من الصدوع

وانحسار

ثم شُطآنٌ تمزقها

دموع التائهين

ثم نجلس عند زاوية

لنقذف في وجوه الموت

أوهام الخلود

كيف يمكن أن يغادرنا المسيخ؟

ربما إن لم يجد ما يحرقه!؟

من يعذبه ويضحك

حين يملكه الملل

من يعاونه ليسرق

من بطائحنا الأمل

تلك نار الليل تُخبر

عن شراع

مزّقته سيوف أهل سفينته

نردم النيران حتى

لا تثرثر بالمزيد

ثم نمضي

يستفيق المسخ ثانية

ويٌقسم أن يُدنس

كل غابات العبيد

حين تمحو الأرض أغنية

تبوح بمثلها

كي تراك مُحَمّلاً

بالشوق والأحلام

والأمل الغرير

لن تُعاين من خرائبها الكثير !

فالمدائن تعتري عينيك

تترى كالمراسم

في نهوض الفجر

في غسق الضمير​

 

[العميد]

الكثير من الصدوع

وانحسار

ثم شُطآنٌ تمزقها

دموع التائهين

ثم نجلس عند زاوية

لنقذف في وجوه الموت

أوهام الخلود

كيف يمكن أن يغادرنا المسيخ؟

ربما إن لم يجد ما يحرقه!؟

من يعذبه ويضحك

حين يملكه الملل

من يعاونه ليسرق

من بطائحنا الأمل

تلك نار الليل تُخبر

عن شراع

مزّقته سيوف أهل سفينته

نردم النيران حتى

لا تثرثر بالمزيد

ثم نمضي

يستفيق المسخ ثانية

ويٌقسم أن يُدنس

كل غابات العبيد

حين تمحو الأرض أغنية

تبوح بمثلها

كي تراك مُحَمّلاً

بالشوق والأحلام

والأمل الغرير

لن تُعاين من خرائبها الكثير !

فالمدائن تعتري عينيك

تترى كالمراسم

في نهوض الفجر

في غسق الضمير

سلام اخي الكريم
بصراحة شدني العنوان بصدق ولما قرأت سطورك حسيت كانك تعيش غربة الروح وخذلان اقصد في مضمون سطورك اما الاسلوب جيد استمر تقبل مروري وتحياااتي .

 

[ندى الورد]

A.M.A.H
العقاب

 

[ندى الورد]

احسنت اخي لي عودة
يختم

 

[العقاب]

هذا النص " ثقيل " جداً.. كتب.. ب " شعرَ التفعيلة " ببراعة..
ويحملُ هماً وجودياً وسياسياً عميقاً..
الرمزيةُ هنا ( المسيخ، الشراع الممزق، غابات العبيد )
تشيرُ إلى " الخرابِ الداخلي " الذي يسمحُ للشرِ بالبقاء..
نصٌ كهذا لا يُقرأُ ككلمات.. بل كـ " مرثيةٍ للوعي "..


يا أحمد .. هذا .. ليسَ .. شعراً .. هذا .. " مشرحة " ..
وضعتَ .. فيها .. جسدَ .. الحقيقة .. لتعرفَ .. سببَ .. الوفاة ..

سؤالُكَ .. " كيفَ .. يغادرنا .. المسيخ ؟ " ..
هو .. الجرحُ .. المفتوح .. والإجابةُ .. جاءت .. مرعبة ..
" إن .. لم .. يجد .. ما .. يحرقه " ..
إذن .. نحنُ .. الوقود .. ونحنُ .. من .. يصنعُ .. الطغاة ..

أوجعتني .. صورةُ .. الشراع .. الذي .. مزقتهُ .. " سيوفُ .. أهلِ .. سفينته "
.. هنا .. لخصتَ .. مأساةَ .. التاريخ .. الهزيمةُ ..
لا .. تأتي .. من .. الريح .. بل .. من .. " خيانةِ .. المجاديف " ..

لغتُكَ .. عالية .. ورمزيتُكَ .. كثيفةٌ .. وموجعة ..
صغتَ .. من .. " غسقِ .. الضمير " .. قصيدةً .. توقظُ .. الموتى .. قبلَ .. الأحياء ..

نصٌ .. باذخ .. في .. وجعه .. ومتين .. في .. سبكه ..

 

[ندى الورد]

يثبت وتقيم ومشاركات للشاعر

 

[A.M.A.H]

ما كتبته يا أحمد بهجت سالم لا يُجاب عليه بكلماتٍ عابرة،
بل يُستقبل كما كانت تُستقبل الخُطب في لحظات الانكسار الكبرى من تاريخ الأمم.

هذا صوتٌ يعرف سنّة الخراب قبل أن تُكتب في كتب الفلاسفة،
ويُدرك أن "المسخ" ليس كائنًا عابرًا،
بل فكرةٌ حين تجد من يُغذّيها… تستوطن.

في نصّك نسمع صدى سقوط قرطبة
حين صار الحريق وقودًا للمتفرّجين،
ونشمّ رائحة بغداد
حين مزّقت سيوف أهل السفينة شراعها،
فلم يحتج الغزاة إلا للصمت.

سؤالك:

كيف يمكن أن يغادرنا المسيخ؟

هو سؤال أبي حيان التوحيدي
وابن خلدون
والمعرّي
حين أدركوا أن الخراب لا يأتي من الخارج،
بل يُستدعى حين يُملّ الضمير من المقاومة،
ويتحوّل الأمل إلى غنيمة.

"نردم النيران كي لا تثرثر بالمزيد"
هي جملة تُكتب بالحبر الذي كُتبت به نهايات العصور؛
حين يُدفن الصوت لا خوفًا من النار،
بل خوفًا مما تقوله.

والمسخ في نصّك
ليس شيطانًا أسطوريًا،
بل تاريخًا حين يفقد أخلاقه،
وقوةً حين تضحك من عذابها،
وسلطةً لا تحتاج إلى سوط
لأن العبيد صاروا حرّاس الغابة.

أما هذا الختام:

فالمدائن تعتري عينيك

تترى كالمراسم
في نهوض الفجر
في غسق الضمير

فهو أخطر ما في النص،
لأنه يُعلن أن الخراب صار مشهدًا جماليًا،
وأن الفجر قد ينهض…
بينما الضمير ما زال في الغسق.

هذا النص ليس مرثية،
بل وثيقة اتهام
تُذكّرنا أن الحضارات لا تُهزم حين تُغزَى،
بل حين تبرّر،
وحين تُجمّل القبح،
وحين تتعب من حمل الحقيقة.

 

[سمارة]

خاطرة جميلة
سلمت يداك استاذ أحمد بهجت سالم
احترامي وتقديري لشخصك الكريم

 

[هدوء]

صح بوحك شاعرنا ..


كلمات غاية في الجمال والهدوء ..

 

[أحمد بهجت سالم]

شكراً لكم جميعاً أحبتي وأصدقائي الكرام، تحياتي وتقديري، سعيد جداً بوجودي بينكم