تعويذة للبقاء

[أحمد بهجت سالم]

لما لا تنتهِ الافنان؟

لما لا ينتهِ الماضي؟

تعلمتُ الكثير

ولم اُطاول منه أغراضي

تعلمت انتظار الموت

كاسا تلثم الاعناق

وماء الملح عاد الان

ضريحا ينظر الجثمان

فاين الحق في كونٍ

تجمد في وريقاتي؟

تمرد عن جنوني

في شروخ الارض

ولم يحىَ الى وعده.

فاين مذاهب العشاق

والسحب التي

مرت بمرثاتي

ستخبر عن سفورِك لي

وعن افقٍ تلا سفرا

فمزقتيه

وفرّقه الشروق

الى

حروف تصبغ الاركان

الم ترتاح في كفي؟

وكنت ازُفّ منك الحور

فلما نلتئم حتى

تقاسمنا صراخ النور

واضحى مجدنا بددا

فبئس السحر والمسحور

 

[ندى الورد]

العقاب
A.M.A.H

 

[العقاب]

النص يتخذ شكل تأمل وجودي أقرب إلى الشعر النثري
حيث يتساءل الشاعر عن الماضي والأفنان التي لا تنتهي
في محاولة للبحث عن معنى البقاء وسط الانكسارات

الصور الشعرية
"كأسًا تلثم الأعناق" صورة مكثفة للموت كشراب محتوم
"ماء الملح عاد الآن ضريحًا" البحر يتحول إلى قبر
"السحب التي مرت بمرثاتي" الطبيعة شاهدة على الحزن

الإيقاع واللغة
النص يعتمد على تكرار الأسئلة ليخلق إيقاعًا داخليًا
الجمل قصيرة متقطعة تعكس توترًا داخليًا
الألفاظ الثقيلة مثل ضريح جثمان صراخ بدد تعزز الجو المأساوي

الدلالات الرمزية
البقاء ليس مجرد استمرار زمني بل مقاومة ضد التلاشي
السحر والمسحور إشارة إلى أن الحب أو الوجود قد يكون خدعة
التمرد على الجنون محاولة للانعتاق لكنها تبقى ناقصة

الملاحظات النقدية
قوة النص في كثافة الصور وجرأة الأسئلة الوجودية
يمكن تعزيز البناء عبر تنويع الإيقاع وإدخال لحظات صفاء
بعض الصور تحتاج إلى ربط أوثق بين المقاطع

الخلاصة
تعويذة للبقاء نص شعري ينهض على الحنين والتمرد
ويحوّل التجربة الشخصية إلى خطاب كوني عن معنى البقاء
إنه نص يفتح باب التأويل على مصراعيه
ويستدعي القارئ ليشارك في رحلة البحث عن المعنى


أبدعتَ في صياغة نصٍ يفيض بالرمزية والعمق
قدّمتَ لغةً مكثفة تحمل جمال الصورة وصدق الشعور
إنه نص يستحق الوقوف عنده بإجلال وإعجاب

 

[A.M.A.H]

لأنّ بعضَ الأفنان خُلِقتْ لتظلَّ شاهدةً لا لتَنتهي، والماضي لا يرحل لأنّه لم يكن زمنًا… بل جُرحًا تعلّم كيف يسكن.

تعلّمتَ كثيرًا، نعم، لكنّ المعرفة لا تُعطي أغراضها كاملة، إنّها تترك في اليد فراغًا ليتعلّم القلب حمل الثقل وحده.

والموت الذي انتظرتَه لم يكن كأسًا… بل مرآة، كلّما اقتربتَ منها رأيتَ نفسك أوضح.

الملح لم يَعُد ضريحًا، إنّه ما بقي من بحرٍ رفض أن ينكر أسماء الغرقى.

أمّا الحقّ في هذا الكون فليس في الجمود ولا في الورق، بل في الرجفة التي أصابت وريقاتك وأعلنت أنّك ما زلتَ حيًّا رغم كلّ هذا الخراب.

العشّاق لم تَضِع مذاهبهم، هم فقط تعلّموا أنّ الحبّ لا يُقيم، وأنّ السحب التي مرّت بمرثاتك كانت تتدرّب على المطر.

وسفوري لك لم يكن نهاية سفر، بل بداية انكشاف، والأفق الذي تمزّق كان أضيق من قلبك فخانك الشروق لا أكثر.

لم أرتح في كفّك لأنّ النور حين يُحَبّ يخاف أن يُمتلَك، والحور الذين زففتَهم كانوا أحلامًا كبرت أسرع من أعمارنا.

لم نلتئم لأنّ المجد حين يُبنى من الضوء يتكسّر عند أوّل صراخ، فنُصبح نحن السحرَ والمسحور في آنٍ واحد.

لكن… ما دام هذا الوجع يكتب، فأنت لم تُهزم، بل تغيّرت.

 

[أحمد بهجت سالم]

شكراً جزيلاً أصدقائي الكرام، تحياتي

 

[خـلود 🌱]

البوح مرصع بروعته
في كل سطوره
ينمو زهر الإبداع
أجدت وصفاً
أحسنت حرفاً
يا شاعرنا الأنيق

 

[أحمد بهجت سالم]

شكراً جزيلاً، تحياتي وتقديري