تواصل معنا

فلسفة البقاء – ثورفين (عمق الهاوية وهدوء ما بعدها) كان ثورفين يظنّ أن البقاء يعني أن تبقى واقفًا فوق الجثث، أن تتقن فنّ القتل كي لا تُقتل، وأن تُراكم...

A.M.A.H

مشرف اقسام الشعر
الاشراف
إنضم
10 أغسطس 2021
المشاركات
7,206
مستوى التفاعل
1,502
مجموع اﻻوسمة
5
عمق الهاوية وهدوء ما بعدها ( ثورفين )

فلسفة البقاء – ثورفين (عمق الهاوية وهدوء ما بعدها)

كان ثورفين يظنّ أن البقاء يعني أن تبقى واقفًا فوق الجثث،
أن تتقن فنّ القتل كي لا تُقتل،
وأن تُراكم الغضب كما تُراكم السنين.
لكن الحياة صفعتْه بالحقيقة:
أن من يعيش بالسيف، يعيش أسيرًا له.


فلسفة البقاء عند ثورفين ليست شجاعة المعارك،
بل شجاعة الانسحاب من دائرة الدم.
ليست الانتصار على الآخر،
بل الانتصار على ذلك الصوت الداخلي
الذي يهمس: اقتُل لتثبت أنك حي.

في طفولته، كان البقاء ردّ فعل.
وفي شبابه، صار عادة.
ثم أدرك — متأخرًا —
أن العادة أخطر من العدو.

قالها ثورفين دون خطبٍ ولا شعارات:
«لا أملك أعداء»
لا لأنها حكمة مثالية،
بل لأنها نتيجة رحلة طويلة في الخراب.
من يعرف ثمن الكراهية،
يُفلسِف السلام لا لأنه جميل،
بل لأنه أقلّ كلفة على الروح.

البقاء عنده لم يعد تحدّي العالم،
بل تحمّل الذاكرة.
أن تستيقظ كل يوم
ولا تهرب من صور الذين سقطوا باسمك.
أن تعيش، رغم أن الموت كان أسهل.


ثورفين لا يؤمن بالخلاص السريع،
ولا بالعدالة التي تأتي من السيف.
هو يؤمن بشيء أكثر قسوة:
أن تبقى حيًا
وتتحمّل مسؤولية كونك حيًا.

فلسفته تشبه الأرض بعد الحرب:
صامتة،
مثقوبة،
لكنها قادرة على الزرع.


البقاء ليس أن تنجو اليوم،
بل أن تبقى إنسانًا غدًا.
وهذا — في عالمٍ مهووس بالقوة —
أعنف أشكال المقاومة.
 

sitemap      sitemap

الموقع التعليمي
أعلى