-
- إنضم
- 10 أكتوبر 2021
-
- المشاركات
- 12,088
-
- مستوى التفاعل
- 4,714
- مجموع اﻻوسمة
- 3
من فضائل النبي: حماية الله تعالى له من محاولة المشركين قتله عند الهجرة/حاص بالفعالية - الفريق الازرق
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر، فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، ونائلة وإساف: لو قد رأينا محمدًا، لقمنا إليه قيام رجل واحد، فلم نفارقه حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة تبكي حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: هؤلاء الملأ من قومك قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك، قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا عرف نصيبه من دمك؛ قال: "أبنيَّه، ائتيني بوضوء"؛ فتوضأ، ثم دخل المسجد، فلما رأوه، قالوا: ها هو ذا، فخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، فلم يرفعوا إليه بصرًا، ولم يقم إليه منهم رجل، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضة من تراب، وقال: "شاهت الوجوه"، ثم حصبهم، فما أصاب رجلًا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر"؛ رجاله رجال الصحيح[1].
وعنه رضي الله عنه قال: أن نفرًا من قريش من أشراف كل قبيلة، اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة، فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل، فلما رأوه قالوا: من أنت؟ قال: شيخ من نجد، سمعت أنكم اجتمعتم، فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم رأيي ونصحي، قالوا: أجل، ادخل فدخل معهم، فقال: انظروا في شأن هذا الرجل، والله ليوشكن أن يواثبكم في أمركم بأمره، قال: فقال قائل منهم: احبسوه في وثاق، ثم تربصوا به ريب المنون، حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء: زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، قال: فصرخ عدو الله الشيخ النجدي، فقال: والله ما هذا لكم برأي، والله ليخرجنه ربه من محبسه إلى أصحابه، فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم، فيمنعوه منكم، فما آمَن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم، قال: فانظروا في غير هذا، قال: فقال قائل منهم: أخرجوه من بين أظهركم، تستريحوا منه، فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع وأين وقع، إذا غاب عنكم أذاه واسترحتم، وكان أمره في غيركم، فقال الشيخ النجدي: والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حلاوة قوله وطلاوة لسانه، وأخذ القلوب ما تسمع من حديثه؟ والله لئن فعلتم، ثم استعرض العرب، ليجتمعن عليكم ثم ليأتين إليكم حتى يخرجكم من بلادكم، ويقتل أشرافكم، قالوا: صدق والله، فانظروا بابًا غير هذا .
قال: فقال أبو جهل، لعنه الله: والله لأشيرن عليكم برأي ما أراكم تصرمونه بعد، ما أرى غيره، قالوا: وما هو؟ قال: نأخذ من كل قبيلة غلامًا شابًّا وسيطًا نهدًا، ثم يعطى كلُّ غلام منهم سيفًا صارمًا، ثم يضربونه ضربة رجل واحد، فإذا قتلوه تفرق دمه في القبائل كلها، فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقوون على حرب قريش كلها، فإنهم إذا رأوا ذلك قبلوا العقل، واسترحنا وقطعنا عنا أذاه، قال: فقال الشيخ النجدي: هذا والله الرأي، القول ما قال الفتى لا رأي غيره، قال: فتفرقوا على ذلك وهم مجمعون له، فأتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره ألا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه، وأخبره بمكر القوم، فلم يبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته تلك الليلة، وأذن الله له عند ذلك بالخروج، وأنزل الله عليه بعد قدومه المدينة "في سورة الأنفال" يذكر نعمه عليه وبلاءه عنده: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30] [2].
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه – في حديثه عن الهجرة - قال: (فارتحلنا بعد ما مالت الشمس، وأتبعنا سراقة بن مالك، فقلت: أُتينا يا رسول الله، فقال: لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فارتطمت به فرسه إلى بطنها، فقال: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوَا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا له النبي – صلى الله عليه وسلم - فنجا، فجعل لا يلقى أحدًا إلا قال كفيتكم ما هنا، فلا يلقى أحدًا إلا رده، قال: ووفَّى لنا)؛ رواه البخاري .
قال أنس: ( فكان أول النهار جاهدًا - أي مبالغًا في البحث والأذى - على نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخرَ النهار مَسْلَحةً له؛ أي: حارسًا له بسلاحه)؛ رواه البخاري.
[1] أخرجه ابن حبان في صحيحه، حديث رقم: (6388)، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
[2] / انظر: تفسير ابن كثير، تفسير آية 30 من سورة الأنفال، والطبقات الكبرى: ج 1، ص 227 و228، السيرة النبوية لابن هشام (1/ 480- 482 ) .
وعنه رضي الله عنه قال: أن نفرًا من قريش من أشراف كل قبيلة، اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة، فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل، فلما رأوه قالوا: من أنت؟ قال: شيخ من نجد، سمعت أنكم اجتمعتم، فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم رأيي ونصحي، قالوا: أجل، ادخل فدخل معهم، فقال: انظروا في شأن هذا الرجل، والله ليوشكن أن يواثبكم في أمركم بأمره، قال: فقال قائل منهم: احبسوه في وثاق، ثم تربصوا به ريب المنون، حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء: زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، قال: فصرخ عدو الله الشيخ النجدي، فقال: والله ما هذا لكم برأي، والله ليخرجنه ربه من محبسه إلى أصحابه، فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم، فيمنعوه منكم، فما آمَن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم، قال: فانظروا في غير هذا، قال: فقال قائل منهم: أخرجوه من بين أظهركم، تستريحوا منه، فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع وأين وقع، إذا غاب عنكم أذاه واسترحتم، وكان أمره في غيركم، فقال الشيخ النجدي: والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حلاوة قوله وطلاوة لسانه، وأخذ القلوب ما تسمع من حديثه؟ والله لئن فعلتم، ثم استعرض العرب، ليجتمعن عليكم ثم ليأتين إليكم حتى يخرجكم من بلادكم، ويقتل أشرافكم، قالوا: صدق والله، فانظروا بابًا غير هذا .
قال: فقال أبو جهل، لعنه الله: والله لأشيرن عليكم برأي ما أراكم تصرمونه بعد، ما أرى غيره، قالوا: وما هو؟ قال: نأخذ من كل قبيلة غلامًا شابًّا وسيطًا نهدًا، ثم يعطى كلُّ غلام منهم سيفًا صارمًا، ثم يضربونه ضربة رجل واحد، فإذا قتلوه تفرق دمه في القبائل كلها، فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقوون على حرب قريش كلها، فإنهم إذا رأوا ذلك قبلوا العقل، واسترحنا وقطعنا عنا أذاه، قال: فقال الشيخ النجدي: هذا والله الرأي، القول ما قال الفتى لا رأي غيره، قال: فتفرقوا على ذلك وهم مجمعون له، فأتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره ألا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه، وأخبره بمكر القوم، فلم يبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته تلك الليلة، وأذن الله له عند ذلك بالخروج، وأنزل الله عليه بعد قدومه المدينة "في سورة الأنفال" يذكر نعمه عليه وبلاءه عنده: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30] [2].
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه – في حديثه عن الهجرة - قال: (فارتحلنا بعد ما مالت الشمس، وأتبعنا سراقة بن مالك، فقلت: أُتينا يا رسول الله، فقال: لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فارتطمت به فرسه إلى بطنها، فقال: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوَا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا له النبي – صلى الله عليه وسلم - فنجا، فجعل لا يلقى أحدًا إلا قال كفيتكم ما هنا، فلا يلقى أحدًا إلا رده، قال: ووفَّى لنا)؛ رواه البخاري .
قال أنس: ( فكان أول النهار جاهدًا - أي مبالغًا في البحث والأذى - على نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخرَ النهار مَسْلَحةً له؛ أي: حارسًا له بسلاحه)؛ رواه البخاري.
[1] أخرجه ابن حبان في صحيحه، حديث رقم: (6388)، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
[2] / انظر: تفسير ابن كثير، تفسير آية 30 من سورة الأنفال، والطبقات الكبرى: ج 1، ص 227 و228، السيرة النبوية لابن هشام (1/ 480- 482 ) .